من المعروف أن لكل فصل من فصول السنة مميزاته الخاصة وأثره على حياة الناس، وفصل الصيف له الأثر البالغ على حياة الناس، والكثيرون ينتظرون هذا الفصل بفارغ الصبر؛ لما فيه من العطل والترفيه بمزاولة الكثير من الأنشطة أو الرياضة وغيرها، ولكن، كما هو معلوم، فإن لأشعة الشمس في هذا الفصل تأثيرا شديدا، إيجابيا وسلبيا، على الصحة بوجه عام وعلى الجلد بوجه خاص.
أنواع التحسس من أشعة الشمس:
- الحروق الناتجة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس، حيث يصيب الجلد عند التعرض للشمس احمرار شديد، بالإضافة إلى الإحساس بالحكة وألم شديد في المنطقة المصابة، وقد يتطور الوضع إلى حدوث فقاعات جلدية.
- الأرتكاريا الناتجة عن أشعة الضوء، وهذه لا تحدث إلا عند أشخاص قليلين، وهم من لديهم حساسية مفرطة لأشعة الشمس، وتظهر على شكل انتفاخ واحمرار مؤقت للبشرة المتعرضة لأشعة الشمس.
- حساسية الضوء: وهي نوع من أنواع الحساسية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، وقد تحدث عن طريق أشعة الشمس فقط، وبعضها يحتاج لمواد كيميائية محفّزة للجلد مثل العطور وغيرها حتى يحدث هذا التفاعل بين الجلد وأشعة الشمس والمواد الكيميائية.
الأمراض الجلدية التي تزداد مع التعرض لأشعة الشمس:
- الوردية:
وهو مرض جلدي يظهر على شكل طفح أحمر يصيب الوجه، ويصاحَب بالإحساس بحرارة وحرقة في المنطقة المصابة.
- ومن الأمراض التي تتأثر سلبا بأشعة الشمس مرض الذئبة الحمراء، وهو من أمراض المناعة الذاتية، ويظهر على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه، حيث يتكون طفح يشبه شكل الفراشة، وهو مميّز جدا للمرض، ويتكون على الأنف والخدين.
- الالتهابات الجلدية البكتيرية: وهي ناتجة عن الإصابة بالميكروبات البكتيرية، وهي موجودة على الجلد في كل وقت، ولكن نتيجة التعرق وتسلخات الجلد تجد طريقها إلى داخل الجلد، ومن ثم تنتج الخراريج أو الدمامل الصديدية والتهاب الحصف الجلدي، وهو التهاب جرثومي في الطبقات السطحية من الجلد يصيب في أغلب الأحيان الأطفال والرياضيين، ويظهر على هيئة حويصلات صفراء اللون في منطقة الوجه.
- الفطريات الجلدية: كما هو معلوم فإن الميكروبات الفطرية تنمو في الأجواء الرطبة، ففي فصل الصيف ومع حرارة الجو يزداد التعرق لدى الإنسان، فتزداد رطوبة الجلد، ومن ثم تزداد الإصابة بهذه الأمراض، ومنها الفطريات، مغيّرة لون البشرة، حيث تظهر على شكل بقع دائرية لونها عكس لون البشرة، فإذا كانت البشرة داكنة تكون هذه البقع فاتحة اللون، والعكس صحيح.
ومن الالتهابات الفطرية الفطريات الإربية، وهو ما يدعى بالتهابات ما بين الفخذين، فكما ذكرنا يكثر التعرق في فصل الصيف، ومع مزاولة الرياضة والمشي الطويل فقد تتأثر هذه المنطقة بالتسلخات، ومن ثم تكون من أكثر المناطق عرضة للفطريات. وتكون هذه الفطريات على شكل بقع حمراء دائرية بها قشور على الأطراف، وكذلك من أنواع الفطريات فطريات القدمين، حيث تكون على شكل قشور بيضاء بين أصابع القدمين.
تصبّغ البشرة
تصبغ البشرة من تأثيرات الصيف والشمس على وجه الخصوص، وهو عدة أنواع:
- الكلف: ويكون على شكل بقع بنية داكنة على الوجنتين، وقد يمتد إلى بقية الخدود والوجه، وينتج الكلف عن تحفيز الخلايا المصنّعة لصبغة الميلانين، مما يدفع هذه الخلايا إلى إفراز صبغة الميلانين بكمية كبيرة لدى تعرضها لأشعة الشمس.
- النمش: وتكون على شكل نقط بنية داكنة في الأماكن المعرضة للشمس، أي ليس الوجه فقط، بل قد تمتد لتصيب الرقبة وأعلى الصدر والساعدين، وقد تصيب بقية أجزاء الجسم إذا تعرضت هذه المناطق لأشعة الشمس لفترة طويلة، مثلما يحدث في الشواطئ وحمامات السباحة وأشعة تسمير البشرة.
- تسمير لون البشرة: وهو من تصبغات البشرة، فيأخذ لون الجلد اللون البرونزي، وهذا التصبغ قد يكون هدفا يسعى إليه فئات من الناس، ولا سيما أصحاب البشرة الفاتحة، ولكن قد يصاحب التعرض للشمس للوصول إلى هذا الهدف الكثير من المشكلات، مثل ما ذكرنا آنفا من حروق الشمس وغيرها، وقد ينتج على المدى البعيد بعض الأمراض الجلدية الخطيرة مثل سرطان الجلد، كما سنوضح لاحقا.
نصائح الأخصائيين لوقاية البشرة
يقول الأطباء إنه يمكن حماية البشرة من الأمراض التي تكثر في فصل الصيف كالتالي:
- يوصى بعدم التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء، حيث تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها في هذا الوقت، والأمر الآخر المهم هو تجنب الإطالة في التعرض للشمس.
- وضع كريم واقٍ للشمس، وهناك عدة نقاط نرجو الاهتمام بها، وهي:
- الكريم الواقي للشمس لا يحمي من الشمس تماما، فيجب الابتعاد عن التعرض للشمس ما أمكن مثل البقاء تحت المظلة أو ارتداء قبعة واقية من أشعة الشمس.
- تختلف الكريمات الواقية حسب تركيبتها ويكون مكتوبا على كل كريم واقٍ للشمس قوة ودرجة الوقاية من الشمس، ويفضَّل وضع كريم واقٍ للشمس يكون عامل الوقاية فيه من 30 فما فوق، وكلما كانت نسبة العامل الواقي أكبر كان أفضل. ولكن يجب وضع الكريم بكميات جيدة للحصول على الوقاية المطلوبة، وكذلك يجب وضع الكريم الواقي قبل التعرض للشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة.
- من الأمور المهمة في فصل الصيف البعد عن الأماكن الحارة ما أمكن، وذلك للتقليل من التعرق، ومن ثم يقل حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى التي ذُكرت سابقا.
- يفضَّل لبس الملابس القطنية الواسعة والفضفاضة وكذلك الملابس فاتحة اللون ولا سيما البيضاء منها.
- وأخيرا، هناك سؤال يتكرر حول كيفية العناية بالجلد في فصل الصيف عند استخدام أنواع المستحضرات التجميلية مثل الكريمات والبودرة والماكياج وغيرها.
- الإكثار من السوائل: للتعويض عن السوائل المفقودة يوصى بتناول 8 أكواب من الماء على الأقل يوميا، حيث تعيد هذه السوائل للبشرة رونقها وحيويتها.
- لبس النظارات الشمسية، فهي لا تقي العين فقط، بل تحمي الجفون الرقيقة والجلد حول العين من الأشعة فوق البنفسجية، فتقلل من حدوث التصبغات والتجاعيد في هذه المنطقة الحساسة.
- وبالنسبة للشعر فهو يتأثر في هذا الفصل أيضا، حيث إنه جزء لا يتجزأ من الجسم ويتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية للإنسان. ومن العوامل الخارجية المؤثرة على صحة وسلامة الشعر أشعة الشمس، حيث تُفقد الشعر بريقه ولمعانه وتكسبه لونا باهتا. ومن العوامل الأخرى المؤثرة على الشعر مادة الكلور التي تُستخدم في أحواض السباحة؛ لذلك نوصي بغسل الشعر جيدا بعد السباحة، وحيث إن كثرة غسل الشعر بالماء يفقده رطوبته ويؤدي إلى جفافه وتقصّفه ومن ثم تساقطه، فيفضَّل استعمال البلسم بعد الاستحمام للتخفيف من هذه الآثار، وكذلك استخدام الكريمات الخاصة بالشعر؛ لما لها من ترطيب للشعر وتقلل التأثيرات الضار للأشعة فوق البنفسجية على الشعر.
فائدة فصل الصيف
- أوضح المتخصصون أن هناك أمراضا جلدية يُرجى الشفاء منها في هذا الفصل من السنة ومنها:
- مرض الصدفية: وهو مرض جلدي مزمن يظهر على شكل بقع حمراء اللون ومغطاة بقشور بيضاء اللون، فالصدفية تتحسن مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
- مرض الإكزيما: هو من الأمراض الجلدية التي تتحسن في فصل الصيف، ولا سيما في المناطق الساحلية، حيث يتأثر سلبا بجفاف الجلد الناتج عن جفاف الجو، ولكن كما هو معلوم، فإن رطوبة الجو تزداد في المناطق الساحلية، وخصوصا في فصل الصيف، فتلطّف الجلد وترطّبه، فلذلك تقل الحساسية الجلدية (الإكزيما).
منقول
رد مع اقتباس
المفضلات