الأخلاق في أي أمة تعتبر دليلاً على حضارتها ورقيها وحسن سيرتها، وبدون الأخلاق تتحطم القيَم والمبادئ ولا يحصل التعايش الحقيقي بين البشر، وأي أمّة ذهبت أخلاقها لابد لها من الزوال. ودين الإسلام جعل الأخلاق أساس التعايش بين الناس، واعتبرها مبادئ وقواعد تنظم السلوك الإنساني، على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتمّ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))؛
لذلك سأتكلم أولاً عن سلوك خاطئ جداً يتم بحقّ أحبتنا في الدفاع المدني ووقتهم الثمين المحسوب علينا وعليهم،الذين يحاول البعض من أصحاف النفوس الدنيئة تبديد وقتهم من أجل التسلية والبلاغات الكاذبة، وهذا حرام في شريعتنا الإسلامية وكافة الديانات السماوية، علاوة على أنه يثبت عدم سوية عقل وشخصية ووطنية هؤلاء، فنجد في كثير من الأحيان أن هناك من يتصل بالدفاع المدني العام أو مع أحد المديريات التابعة له ويقوم بالتبليغ مثلاً عن حريق كبير واسع فيه ضحايا وما شابه ذلك، ويقوم بتهويل الأمر إلى حد تجد أحبتنا في الدفاع المدني يهّبون كعادتهم وبالسرعة الممكنة وأختصار الوقت والمسافة ويحضرون معهم آلياتهم وأطفائياتهم وكوادرهم المدربة وما أن يصلون مكان التبليغ حتى تكون الفاجعة بأن كل ما حصل عبارة عن بلاغ كاذب،أو أنه حريق بحاجة لإبريق من الماء أو حتى لا يحتاج لإطفاء، فلنترك الوقت لهؤلاء النشامى فهم يهتمون به أكثر منّا جميعاً, ومن السلوكيات المكروهة الإسرااف في الطعام والشراب والتي عمّت وطمّت في كثير من بيوت المواطنين ولاسيما في بيوت العزاء والولائم والتي فيها كثير من الإسراف والتبذير , وكذلك عند الخروج لأماكن التنزه، حيث نرى التبذير في الأكل والشرب وغيرهما، حتى أصبحت عادة كثير من الناس إلقاء باقي طعامهم في محلات القمامة، وقد نهى الله تعالى عن الإسراف والتبذير في قوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأعراف: 31).
ومن السلوكيات أيضا وضع القمامة في الأماكن العامة: وهذا مظهر سيء بدا يظهر امام ، فترى الحدائق التي جعلتها الدولة للناس للترفيه عن أنفسهم , يكثر فيها ترك المخلفات المتبقية منهم، وترى البعض يلقون علب العصير وأوراق المناديل المستعملة وهم في سياراتهم على الشوارع الرئيسية مما يشكل منظراً غير حضاري يعكس كثيراً عن صورة الوطن والمواطن امام الآخرين، كذلك موضوع اطلاق زوامير سيارات الأفراح وإطلاق العيارات النارية والألعاب النارية ذات الصوت المزعج جداً ,وعلى أتفه الأسباب حيث يبدوا المنظر للوهلة الإولى وكأننا في ساحة معركة تشترك فيها كافة أنواع الأسلحة ..ثم تجد أن أصحاب الفرح(العرس) يأخذون عرض الشارع بسياراتهم ولا يسمحون لمن خلفهم بالمرور لمسافات طويلة وبشكل متعمد , وهنا يأتي السؤال، فهل تجبرني يا أخي أن أسير خلفك وأمشي في عرسك وتأخذ وقتي وربما أكون في عجلة من أمري وربما يكون معي مريض من أهلي لا سمح الله وهل يجوز ذلك وأنا لا أعرفك ولا يهمني ما أنت فيه ...وهناك الكثير من السلوكيات الخاطئة التي لا يتسع الوقت للكتابة عنها ويجب تركها بأي شكل من الأشكال، فنحن شعوب الأخلاق الحميدة وعلينا ان نشكر الله على أخلاقنا الإسلامية النقية الطاهرة ونتقيد بسنة الله ورسوله ....؟؟
إذعار سعد الحميمات