أخواني الطيبون الكرماء
استوقفتني عبارة لاخي المحترم .. الامل المنتظر ,, له كل التقدير والاحترام ,, مفادها .. رمزية ..
(من حقك أخي الامل المنتظر المطالبة بحذف الموضع من اساسه , بكيفك , مع العلم ان الكلمات هي المقصودة بما
اود طرحه هنا ، لا شخصك الكريم الطيب ، فقط أشارة موضوع مخالف للادمن )
توقفت كثيراً أمام تلك الكلمات .. هل نعتذر عن أحلامنا ؟؟؟؟ وهل يحق لنا من الاساس ان نعتذر عن أخلامنا لانفسنا ؟؟؟
أقول وكلمة أنا قائلها .. لا .. وألف ألف .. لا
وانقل من عدة مصادر ومن جعبتي الخاصة
من حقنا أن نحلم
كثيراً ما نحتضن في ذاكرتنا الكثير من الأمنيات نركن اليها نعيشها لأننا نحبها ونتمنى ان تحصل بين ليلة وضحاها .
نتخيل انفسنا في هذه الامنيات وكأنها حصلت او تحققت لأن ذلك يشعرنا بالراحة والطمأنينة ، ربما لأننا نريد الهروب
من واقع معين حولنا لا نقبله ونرفضه لأنه لا يفي بمتطلباتنا او لأنه عكس ما نريد ولكن هناك طاقة تجعلنا اقوى من
هذا الواقع الذي قد يكون مؤلماً .. مدمر او ربما متسلط ظالم هذه الطاقة هي الصبر والتحمل والرضا بقضاء الله
عز وجل وهذا يبعث في نفوسنا راحة تجعلنا نتقبل الواقع مع الرغبة الداخلية في اصلاح ما هو فاسد فيه او تعديل ما يحتاج الى ذلك وهذا يكون بالدعاء والتضرع الى الله عز وجل ، فبالدعاء يغير الله من حال الى حال .
أن حقائق اليوم هي احلام الامس واحلام اليوم هي حقائق الغد بإذن الله تعالى .
فلماذا نحرم انفسنا من ان نتخيل اننا في واقع آخر ونحن مغمضي الاعين ونعيش في هذا الحلم وكأننا وصلنا الى ما نريد ونرتقي الى قمم المجد والسيادة .. اذن هي دعوة مفتوحة للجميع لنعيش داخل احلامنا فتتعمق في عقولنا وما ان تتعمق سوف نسعى لتحقيقها والعمل على ان نجعلها واقعاً نسعد به وكل ذلك سوف يحصل تلقائياً دون ان نشعر، ومع الجهد المثمر طبعاً .. فالحلم ليس حكراً على فئة دون اخرى او شخصية دون غيرها .. اذن الدعوة عامة للجميع
فكثير من الشعوب كان حلمها وردي نقي صافي التوجه للحياة الطيبة .. وتحقق ب الدم وخسارة آنية .
يروى أن صياداً كان السمك يعلق بصنارته بكثرة .
وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين . وذات يوم ، استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر، عندها صرخوا فيه " ماذا تفعل ؟ هل أنت مجنون ؟ لماذا ترمي السمكات الكبيرة ؟
عندها أجابهم الصياد " لأني أملك مقلاة صغيرة "
قد لا نصدق هذه القصة ... لكن للأسف نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد .
نحن نرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا
وإمكانيتنا - كما هي مقلاة ذلك الصياد -.
هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي ، بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية ... نحن نستطيع أن نحب
أكثر مما نتوقع ، أن نكون أسعد مما نحن عليه أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل .
فكر واحلم وتوقع وادع الله سبحانه وتعالى بان يحقق احلامنا لما يرضى .
يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول .... ( أنت ما تؤمن به ) ، لذا فكر بشكل أكبر ، احلم بشكل أكبر ، توقع نتائج أكبر
وادع الله أن يعطيك أكثر .
تخلص من تلك المقلاة الصغيرة ... ماذا سيحدث ؟
ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلت بها واحدة أكبر ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن حياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تقترب من الله أكثر وتزداد به ثقةً وأملاً ؟
ماذا سيحدث لو قررت أن تبدأ بذلك اليوم ؟
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم عندما نسأل الله الجنة أن نسأله الفردوس الأعلى فيها .
وقال صلى الله عليه وسلم ..
الجنةُ مائةُ درجةٍ ، ما بين كلِّ درجتَينِ كما بين السماءِ و الأرضِ ، و الفردوسُ أعلى الجنةِ ، و أوسطُها ، وفوقَه عرشُ
الرَّحمنِ ، و منها يتفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ ، فإذا سألتُمُ اللهَ فاسألوه الفِرْدَوسَ
الراوي: معاذ بن جبل و عبادة بن الصامت و أبو هريرة و أبو عبيدة عامر بن الجراح المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3121
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولكن قد يتبادر إلى الذهن هذا التساؤل ولكن ماذا لو بالفعل استبدلنا مقلاتنا بمقلاة أكبر ؟
ثم لم نجد سمكا بحجم مقلاتنا ؟ ... هل تعتقد أن السمك الصغير سيكون له طعم في تلك المقلاة الكبيرة ؟
ولكن ماذا يفعل صياد صغير لديه مقلاة كبيرة لم ترى سوى صغار السمك ... رغم تفاؤله كل صباح وهو ذاهب للصيد وتفاؤله أيضاً عند رجوعه ولكن ليس بحوزته سوى سمكات صغيرة .
لقد فعل كل ما بوسعه غير البحيرة إلى بحيرة أخرى والصنارة كذل ك، وفي الأخير نفس النتيجة .
هل يظل يمشي وراء تفاؤل مظلم ؟ إما ينهزم ويصغر مقلاته ؟؟
إن الإنسان لديه القدرة على أن يعيش الحياة التي يريدها هو . لدينا القدرة أن نعيش كما نشاء .. والخطوة الأولى
هي الحلم .... لنا الحق أن نحلم بما نريد أن نكونه وبما نريد أن ننجزه . الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً كبيرة
هدف يشغلنا صباح مساء لتحقيقه وإنجازه.
ليس لنا عذر .. هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة . ... هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع .. إنها الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة .
الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية .. أن يغير مكان الاصطياد ... أن يستخدم صنارة أخرى أن يتخير وقتاً آخر .
والتفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن .... لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس .
الخلاصة .... علينا بالتفاؤل والإقبال على الحياة من جديد .. مـن حـقـنـا أن نـحـلم .. ولكـن مـن حـق الـحـلم أن يـصـبـح حـقـيـقـه .
لطالما سألت نفسي سؤال " هل من حقنا أن نحلم ؟
في كل مرة أصاب فيها بخيبة أمل ، فأقف مع نفسي ألعن وأغضب الى درجة انني أفقد الامل وأتساءل ؛ هل نحن امة متخلفة ،هل المشكلة " جينية " تسري في عروقنا ، أم اننا أمة تحتاج الى الشجاعة بالاحلام لا الخوف منها ومن اثرها على أرض الواقع .
هل هو الجهل ، هل هي الامية ،هل هي عقدة الامن والخوف من المجهول .
نعم ؛ من حقنا ان نحلم بحياة افضل في كل مناحي الحياة ، فنحن امة تملك جميع اسباب المنعة والقوة والبأس والتغلب على جميع نواقص ومنغصات حياتنا .
من حقنا ان نحلم ونتعلم كيف نحول الحلم الى حقيقة .
وستشرق على صباحات ايامنا شمس يوم جميل رائع طيب
تحياتي واحترامي أخوتي وأبنائي
رد مع اقتباس
المفضلات