عمان- منال القبلاوي- رغم منافستها مع 90 مرشحا اخر من وزارات ومؤسسات الدولة و هي المنافسة من وزارة التربية ذات امكانات محدودة في أقصى الجنوب ، الا ان حبها لعملها واخلاصها في العمل والتفاني فيه جعلها تفوز بجائزة الملك عبدالله الثاني للموظف المتميز للعام الحالي.
ريما زريقات الفائزة بجائزة الملك عبدالله للموظف المتميز الدورة السادسة فئة الموظف الفني والاداري للعام الحالي.. تعتبر ان سر نجاحها هو حبها لعملها كمشرفة تربوية ولان هدفها في الحياة هو «في العمل حياة «.. تحب عملها كثيرا و تحب طلابها.. مفترضة ان كل واحد منهم هو ابنها ومعلنة ان هذا «هو سر نجاحها».
ومن تفانيها واخلاصها انها تعمل رغم انها ام لخمسة ابناء في ايام العطل الرسمية عند الحاجة لها الى جانب تبرعها بنصف جائزتها المالية للفقراء بعيد الأضحى المبارك.
وعن مسيرتها الاكاديمية تقول « انهيت دراستي الجامعية تخصص رياضيات في مؤته بثلاث سنوات». وتم تعييني بقسم الرياضيات ، لكني لم استمر لأنني لم اجد نفسي هناك ، ثم جاء تعييني بوزارة التربية والتعليم تربية القصر معلمة رياضيات عام 1994.وتتابع عملت لمدة 9 سنوات معلمة بمدارس الكرك الريادية ثم اتجهت للعمل الاداري لأنني اسعي دوما للتغيير وتنمية ذاتي وامتلاك الخبرات المختلفة.
واصبحت زريقات بعد فصل واحد مديرة مدرسة ثم بعد 7 سنوات مشرفة تربوية.
وعن مؤهلاتها العلمية تقول « حصلت على بكالوريس رياضيات وإحصاء جامعة مؤتة ودبلوم عالي في التربية وماجستير قياس وتقويم جامعة مؤتة و دكتوراة قياس وتقويم الجامعة الأردنية ، ترشحت خلال عملي كمديرة مدرسة للمدير المتميز ولأهل الهمة مبادرة جلالة الملكة رانيا العبدالله ، وكان دائما هدفي واهتمامي هو الطالب لذلك توجهت لعملي الاشرافي لحبي لتخصصي الرياضيات ولإدراكي صعوبته لدى الطلبة.و خلال خدمتي كمشرفة تم تكريمي من وزير التربية كموظفة مثالية بعد 7 اشهر من دوامي كمشرفة تربوية.
وعن نفسها تؤكد ان هدفها بالحياة هو» في العمل حياة». وتتابع احب عملي كثيرا و احب طلبتي وافترض ان كل واحد منهم هو ابني وهذا سر نجاحي والحمد لله.
اتواصل بشكل رائع مع معلمي ومعلمات الرياضيات ، اداوم في الاجازات الرسمية عند الحاجة لي ، درست الثاني ثانوي لدى الحاجة لمعلمة رياضيات ، مدرب محوري لأغلبية البرامج الحديثة والتي تنعكس ايجابا على أداء المعلمين وتحصيل الطلبة.
وعن قصة ترشحها للجائزة تقول « الحمد لله تم ترشيحي لجائزة الملك عبد الله الثاني للموظف المتميز كباقي مديريات التربية المشاركة من قبل المديرية لتميزي بالعطاء ثم تم تبليغنا بمقابلات لفرز مرشح عن وزارة التربية ولكل فئة وكان هناك اكثر من مقابلة للفرز وهذا دل على شفافية الاختيار.
وتذكر زريقات انها كانت اول مرشح من خارج مركز الوزارة للجائزة وانها لدى تبليغها لأول مقابلة وقعت في عدة مشاكل زادتها اصرارا على متابعة الطريق.
حيث كان لديها اجتماع مجلس امهات في احدى المدارس في نفس وقت مقابلات الجائزة وحين تم تبليغها لم تعرف ماذا تفعل فهي لم تعتد ان تخذل احد او تتخلى عن مواعيدها الى جانب اهتمامها بهذا النوع من الاجتماعات التي تنعكس ايجابا على الطلبة.
وتتابع حضرت مجلس الامهات صباحا في الكرك ثم سافرت لعمان لتتفاجأ بوجود عاصفة رملية ( طوز ) بالطريق الصحراوي تطلبت ثلاث ساعات لاجتيازها مما جعلها تصل متاخرة لتجد ان المقابلات انتهت.
الا انها لم تياس فذهبت لضابط ارتباط الجائزة د.بلسم معايطة واعتذرت وشرحت لها ماحدث فمباشرة قامت بالاتصال مع اعضاء لجنة المقابلة وطلبتهم لمقابلتي. ثم بعد مقابلتين اخريين والتقييم حسب معايير الجائزة تم ترشيها للجائزة بعدها احسست بأن مسؤوليتي زادت وان ترشيحي هو امانة في عنقي ، تمت الاجابة على معايير الجائزة وارفاق الوثائق الداعمة وتسليمها لضابط الارتباط لإرسالها لمركز الملك عبدالله الثاني في منتصف تشرين الثاني العام الماضي.
وكان التقييم والإجراءات استمرت لحين تبليغي بأنني ترشحت للمقابلة النهائية من 30 مرشحا من بين 90 مرشحا من وزارات ومؤسسات الدولة.
كما تعرضت بعد رجوعها للكرك من احدى المقابلات مع عائلتها لحادث سير ونجوا بصعوبة وهذا الشيء زادها اصرارا على الجائزة.
وعن حفل التكريم تقول « تم تبليغي عن الحفل دون معرفتي بالنتائج فكنت يائسة من الفوز فهناك مؤسسات ووزارات ذات ثقل مشاركة وعملها منسجم تماما مع المعايير. « وتتابع ذهبت للحفل وانا محبطة مع اني طوال عمري احفز ذاتي ولا يقف بوجهي شيء حتى التحديات والمصاعب تزيدني اصرارا وتحديا ولم اعرف اليأس يوما أبدا.
تقول «بدأ الحفل و انا اشعر بالتسارع والاختناق واقول لنفسي يكفيني وصولي لهذه المرحلة التي لم يصلها احد من فئتي في الوزارة ثم اقول لنفسي سأعود واشترك بالجائزة مرة اخرى لن أيأس.
ووسط هذا الحديث النفسي اذا بهم ينادون اسمي فبكيت فرحا ولم تسعني الدنيا بأكملها ، ارتجف جسدي وارتعش وذهبت لاستلام الجائزة وأنا اشعر انني بحلم ّ.
وتتابع «ذهبت ورأيت نور سيدي ابو الحسين يسطع امامي ، صافحته ، وطبعت قبلة محبة وتقدير واعتزاز وفخر على خديه».
واستلمت جائزتي وانا احمل أجمل المشاعر بالرغم من نجاحي المستمر ومما حققته لم افرح بهذا الشكل ففرحي بالجائزة ورؤية سيدنا ومصافحته ورؤية وجه الخير والإنسانية والأمان والطمأنينة لم يضاهيه فرح اخر.
وثمنت زريقات دور كل من مدير تربيتها السابق د.يوسف الطراونة الذي رشحها للجائزة وكذلك مدير التربية الحالي د.فارس الصرايرة والدكتورة اروى الضمور و زوجها الذي كان معها خطوة بخطوة ولولا دعمه لم تتمكن من تحقيق هذه الجائزة ، وكذلك والدتها الحنونة.
وعن مرحلة ما بعد الجائزة تقول «رجعت للمديرية والمدارس وأنا كلي نشاط ورغبة اكثر بالعمل وأحسست ان مسؤوليتي زادت تجاه هذه الجائزة وأصبحت اشجع واعزز اكثر.
حتى انها رفضت ترك وظيفتها رغم وجود عرض وظيفي مغري اخر وضاعفت جهدها اكثر و عدلت اتجاهات كثيرة ورفعت المعنويات بأن الشفافية هي السائدة ، وان التميز ومثل هذه الجائزة لا تعرف الواسطة والمحسوبية وعززت كثيرا من المحبطين واليائسين معطية تجربتي مثالا لهم.
يشار الى ان زريقات لديها العديد من الخبرات العلمية كمديرة ومعلمة ومشرفة تربوية ومساعد بحث وتدريس وشاركت بالعديد من الاعمال التطوعية وعضو في العديد من الملتقيات والجمعيات وكانت مشرفة لجائزة الامير الحسن للعمل التطوعي من 2002 .
الرأي