أود أن أنتقد الملكية الأردنية ، لأنها الشركه الوحيده التي (تفضح)
سأخبركم كيف فضحتنا الملكية ،أن شخصيا سافرت من مطارات كثيرة في العالم مثلا في مطار برلين وحين يريد الألماني أن يصعد من بوابة التفتيش إلى (الكاردور) كي يركب الطائر تراه سعيدا , متشوقا للرحلة .
أغلبية شعوب العالم تحب السفر حتى في العالم العربي إذا نظرت مثلا للمصري للإمارتي , تجد في وجهه فرحا غامرا , وفي مطار (هيثرو) ..ستلمح في وجه الإنجليزي بعضا من السعادة وستجده يحمل الكاميرا كي يوثق رحلته هذه ويخبر الأحفاد عنها .
الملكية الأردنية أدخلت في خدماتها كل أجهزة الرقابه والتفتيش وراحة المسافر ونسيت أن تشتري جهاز ( دز) أو بالعامي (دفش) فالأردني هو الوحيد في العالم الذي تشاهده مترددا على بوابة الطائرة وتلمح بعض الحزن في وجهه وكأنه لايريد المغادرة أبدا ،لدرجة تشعر أنه يحتاج لجهاز يقوم (بدفشه ) إلى الطائرة غريب يا ترى ما سر هذا البلد وهل أرضه مغناطيس ؟.
أنالا أتحدث من واقع أتخيله في رأسي أبدا بل من واقع معاش فحين أغادر عمان , أتردد وأحس بشوق يختطف كل شيء في روحي ويريد إعادتي للبلد
الأمر الاخر هو أن طائرات الملكية هي الوحيدة التي (ترج) في لحظة الإقلاع وقبل أسابيع جلست بجانبي صبية , على طائرة (الإمبراير) ...وحين هم القبطان بالإقلاع بدأت الطائرة (ترج) وكانت الريح تلعب بها تماما مثلما وصف المتنبي الأمر في شعره حين قال :
- (على قلق كأن الريح تحتي تسيرني يمينا أو شمالا ) .
سألتني وقتها الصبية :
- لماذا نحن الوحيدون في العالم الذين نتعرض لهذا الكم من (الرج) لحظة الإقلاع .... هل طائرتنا قديمة لهذه الدرجة ؟
قلت لها :- القصة ليست في الطائرة أبدا ، القصة مرتبطة بحجم الشوق في قلوب الجالسين على مقاعدها , فكما هو معروف أن شدة الإشتياق تصنع رعشة في جسد العاشق , والطائرة حين تصعد ونتيجة لتزايد الإشتياق ( يرج) حديدها .
قلت للصبية أيضا :
- إذا كانت إهتزازتها عنيفه فعليك أن تعرفي أن نسبة الأردنيين في الرحلة عالية ،وعلى الفرح أن يداهمك وليش الخوف سألتني لحظتها لماذا ؟
قلت لها :
- لأننا الشعب الوحيد في العالم الذي يملك من الشوق ما يجعل الحديد (ايرج)
أنا لا أتغنى بأحد ولا أملك قلبا رومانسيا إلى هذا الحد ؟.
ولكني أصف واقعا فقط راقبوا وجوه الأردنيين ساعة السفر وراقبوا شوقهم للبلد الذي يبدأ من اللحظة التي يصعد فيها عجل الطائرة عن المدرج .
في عيد الملكيه الخمسين , أود أن أقول لهذه الشركه أنها (فضحتنا) ..فضحت شوقنا للبلد وهي الشركة الوحيدة التي تفضح الشوق .
على متن الملكية وإذا واجهتم مطبا هوائيا حادا لحظة الإقلاع , فتذكروا أنه ليس مطبا أبدا بل هو الشوق ،فنحن الشعب الوحيد في العالم (اللي خلينا الحديد ايرج من شوقنا) .