رأينــا .. جريدة الرأي

تصويت 178 دولة من اصل 183 هي مجموع الدول التي حضرت جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة يوم امس، يعني اجماعاً دولياً على ان المملكة الاردنية الهاشمية تستحق عضوية مجلس الامن برضى وترحيب وتقدير المجتمع الدولي الذي لا تستطيع اي دولة ان تمر من خلالها إلاّ اذا توفرت دبلوماسيتها على اوصاف ومسميات تؤهلها لأن تكون في اطار الدول الخمس عشرة التي تشكل مجلس الامن الدولي منها خمس دول دائمة العضوية أما العشر الاخرى فيتم انتخابها عن طريق الجمعية العامة لمدة سنتين تخوض خلالها الدول «المترشحة» صراعاً مريراً وتقوم بمناورات وحملات اعلامية وتمارس ضغوطاً قد تسفر في النهاية عن الفوز..
ما حدث يوم امس في المبنى الزجاجي في نيويورك لم يكلّف الأردن اللجوء الى مثل تلك الحملات والمناورات وخصوصاً ان الفترة التي سبقت ترشح الاردن رسميا لهذا الموقع المهم المنوط به حماية الأمن والسلم الدوليين ونقصد هنا مجلس الأمن، كانت فترة قصيرة-لكن المؤشرات وتحليلات المراقبين والدعم الذي لقيه ترشيح الاردن من قبل دول عديدة ومنظمات اقليمية ودولية كالجامعة العربية والاتحاد الاوروبي الذي زار مقره جلالة الملك عبدالله الثاني في بروكسل في زيارة العمل الملكية التي انتهت للتو الى بلجيكا واللقاءات التي جمعته مع رئيس المفوضية العليا للاتحاد ورئيسة الشؤون السياسية والامنية فيه كانت مؤشراً واضحاً على التقدير والاحترام الذي تكنه الاوساط الدولية الفاعلة والمؤثرة في المشهد الدولي، للدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك بحكمة واقتدار وبُعد نظر وقراءة عميقة لتطورات الاوضاع في المنطقة والعالم والانحياز الى الشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان والانتصار لثقافة السلام والحوار ورفض العنف والارهاب وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها دون تدخلات او احتلالات او هيمنة او وصاية..
عضوية الاردن في مجلس الامن التي ستبدأ في اليوم الاول من العام الجديد تشكل فرصة أمام الدبلوماسية الاردنية للاسهام الفاعل والحيوي في توفير الدعم للقضايا العربية العادلة وان تكون الصوت العربي المدافع عن حقوق شعوبها والرافضة لأي محاولات لتشويه قيمها او الاساءة لحضارتها او استغلال اي تصرفات هوجاء او ارهابية للطمس على حقوق الامة او لتبرير اي خطوات غير مشروعة من اجل فرض قرارات او اجراءات جائرة بحق اي دولة عربية..
وكما دأب جلالة الملك على القول في المحافل واللقاءات والمؤتمرات والزيارات والحوارات والقمم التي يعقدها مع زعماء العالم وفعالياته السياسية ونخبه الثقافية والفكرية والشبابية، فإن اسهام الامتين العربية والاسلامية في الحضارة الانسانية عبر التاريخ كان اسهاما فاعلا ورياديا وسبّاقاً وهو سيتواصل بزخم وارادة صلبة من شعوبها التي تستحق كل ما هو افضل وسيكون صوت الاردن في اعلى هيئة دولية مولجة بحماية ورعاية وبسط الأمن والسلم الدوليين، عالياً وقوياً مستندا الى دعم عربي وآسيوي فضلاً عن دول عدم الانحياز ليؤكد ان العضوية في هذا المنبر الدولي ليس ترفاً او جائزة ترضية بل هي مسؤولية وقدرات وكفاءات شهد العالم للدبلوماسية الاردنية انها تحوز عليها بجدارة وهي ستسخر كل ما لديها من جهوزية وخبرات في خدمة القضايا العربية والاسلامية والدفاع عن حقوق شعوبها وقيمها الحضارية السمحة بابعادها الانسانية وبما يخدم المجتمع الدولي وشعوب المعمورة كافة.