عكس استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني لوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي نقل الى جلالته تحيات أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يوم امس, المستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات الاردنية السعودية وحرص القيادتين الحكيمتين المتبادل على تطويرها والنهوض بها في شتى المجالات كذلك في تكريس نهج التعاون والتنسيق بينهما على نحو يخدم مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين ويسهم في منح المزيد من الزخم والدعم للقضايا العربية والقضايا الاسلامية التي توليها عمان والرياض اولوية في الدبلوماسية والسياسة على المستويين الاقليمي والدولي.
ما بحثه جلالته مع الوزير الضيف من قضايا وملفات ذات صلة بالتطورات الراهنة في الشرق الاوسط شكل فرصة
متجددة أمام الدبلوماسية لاعادة التأكيد على ثوابت الموقف الاردني والرؤية الشمولية لملفاتها الساخنة وفي مقدمتها جهود تحقيق السلام في المنطقة استنادا الى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية اضافة بالطبع الى الازمة السورية وتداعياتها على مختلف دول المنطقة والأمن والسلم فيها, الامر الذي تجلى في تأكيد جلالة الملك على ما كان جلالته دعا اليه منذ فترة طويلة من اندلاع الازمة وهو الاهمية التي يوليها الاردن لضرورة ايجاد حل سياسي شامل للازمة ينهي معاناة
الشعب السوري الشقيق.
وإذا كانت العلاقات الاردنية السعودية قد شكلت على الدوام انموذجا يحتذى في علاقات الاردن العربية, فإن العلاقات المتميزة التي تربط عمان بدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة سارت في الاتجاه ذاته عندما بنيت بالفعل على ارضية صلبة واستمدت قوتها من رعاية جلالة الملك واخوانه اصحاب الجلالة والسمو قادة الدول الخليجية, وهو الأمر الذي أعاد التأكيد عليه وزير خارجيتنا في كلمته خلال الاجتماع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الاردن والمغرب الذي استضافته دولة الكويت الشقيقة يوم امس, والذي كشف في جملة ما كشفته مداولات هذا الاجتماع المهم وجدول
اعماله الحيوية, الشراكة العميقة والتاريخية لهذه العلاقات الاخوية في الوقت ذاته, الذي يبدي فيه بلدنا وشعبنا وقيادتنا الاهتمام الكبير لتحقيق الاهداف التنموية السامية في اطار التوجهات المشتركة والتي تجد تجلياتها العملية والميدانية عبر التكامل المثمر بين الاردن والدول الخليجية الشقيقة على نحو كان ثمرته مأسسة هذا التعاون وجعله على شكل خطط مثمرة باتت تلمس حياة المواطن الاردني وخصوصاً في المنحة الخليجية وقيمتها كما هو معروف خمسة مليارات دولار, بدأ تنفيذها منذ فترة وفقا لبرامج عمل متفق عليها مع الصناديق التنموية الخليجية.
قصارى القول ان العلاقات الاردنية بدول مجلس التعاون الخليجي المتميزة والعملية والوثيقة باتت جزءا اصيلاً وحيوياً من المشهدين العربي والاقليمي وهي في هذا الشأن وعلى اكثر من صعيد سياسي واقتصادي واستثماري ودبلوماسي تؤكد الانحياز لمبادئ الامن والسلم الدوليين وتعكس وحدة المصير والاهداف والتحديات المشتركة ودائماً وابداً في خدمة المصالح العربية والقضايا العربية العادلة.
رد مع اقتباس
المفضلات