خاروف العيد.. طقوس يعشقها الصغار
تعتبر الأضحية أهم طقوس عيد الأضحى المبارك.. أغاني وأهازيج دينية يرددها الأطفال قبيل صبيحة عيد الأضحى يتغنون فيها ويداعبون خراف العيد التي يستعد ذووهم لذبحها، رغم ذلك يؤكد أكاديميون في علم النفس ضرورة عدم اصطحاب الأطفال لمشاهدة مراسم الذبح وخصوصا ممن هم دون سن الثامنة لمدى تأثير المشهد على نفسياتهم.
وفي الإطار، يقول أخصائي علم النفس الدكتور موسى مطارنة: لا ينصح للأطفال ممن هم دون سنة 8 سنوات بمشاهدة إراقة الدماء وتقطيع اللحوم وذلك لعدم إدراكهم لمعنى الذبح من منظور إسلامي، ولن يستطيع الطفل أو الطفلة إدراك معنى الأضحية، أو لماذا خلق الله لنا هذه الحيوانات؛ ولهذا فمن الأفضل ألا يرى الطفل مشهد الذبح قبل هذه السن.
ويضيف: قد يحدث مع بعض الأطفال خصوصا الذين يعيشون في بيئة متوترة خوف دائم من السكين أو مشهد الدم إذا رأوا مشهد ذبح الخروف، ويكون من الصعب أن يتخلصوا من هذا الخوف، وقد يتطور بهم الأمر إلى عدم تناولهم هذا اللحم لفترات طويلة بعد ذلك.
ويقول: يرى الكثير من أفراد المجتمع ضرورة حضور الأطفال مراسم ذبح الأضحية نهار العيد، معتقدين أن في ذلك ما يعزز من صلابتهم، ويكسبهم قوة الشخصية، في حين يظن البعض الآخر أن في هذا العمل فضلا دينيا، وحثا على الإقتداء بالهدي النبوي الشريف بالتعليم المبكر لكيفية وآداب عملية النحر.
وينصح المطارنة بضرورة تقريب المفهوم الإسلامي بالذبح للأطفال منذ الصغر وإقناعهم بان الهدف من ذبح الأضحية هو التقرب من الله عز وجل وان هذه العملية تتم بالتدرج لحين وصول الطفل إلى بداية عمر 12 عاما، وعندئذ يصبح الطفل بمرحلة متقدمة يدرك خلالها المعنى الحقيقي للأضحية
سن التمييز
أستاذ الفقه الإسلامي في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة يقول: شرع الإسلام الأضحية لأنها اتباع لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي من السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لان الإسلام أحكامه الشرعية لا تكون إلا بالاتباع وهي على القادر على ذبحها لأنها سنة مؤكدة وليست فريضة، ويجزئ عن أهل البيت أضحية واحدة خصوصا اذا كانوا غير قادرين.
ويضيف، وفق "الرأي": يسن لمن أراد أن يضحي أن يشهد أضحيته وان يشهد ذبح الأضحية أهل البيت والأطفال الذين هم في سن التمييز فما فوق وليس لنا ان نحضر الصغار الذين لا يدركون معنى الذبح ومعنى الأضحية لمشاهدة الذبح وايراق الدماء لان هذا يؤثر على نفسياتهم وينطبع في عقولهم الصغيرة الشيء المخيف، فعلى من يريد أن يضحي أن يجنب أبناءه الصغار الذين هم في سن الوعي رؤية الدماء وعليهم أن يعلموا أبناءهم الذين هم في سن التمييز ان هذا الذبح مشروع في الإسلام وهو سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يكون لذلك انعكاس سلبي على نفوسهم.
طقوس جميلة
يقول ثائر العبادي إن خروف العيد هو أهم طقوس عيد الأضحى بالنسبة للطفل، وبعض الأطفال يصابون بحالة من الحزن الشديد لفراق خاروفه، لذا على الآباء إيضاح هذا الجانب الديني والنسك الذي يفعله للأطفال على شكل قصة توضيحية، والطفل من سن الحادية عشرة يمكن أن يستوعب الأمور لاسيما إفهامه أن هذا أمر يرضي الله وفيه أجر عظيم خصوصا بهذا اليوم، فتوجيه الأطفال أمر مطلوب وتفتيح عقولهم بالجوانب الدينية.
صديق الأطفال
وتؤكد تغريد القضاه أن ابنتها الصغيرة والبالغة من العمر أربع سنوات إلى الآن ترفض تناول اللحوم بكافة أنواعها عندما ذهبت مع والدها وشاهدت ذبح الأضاحي في السنة الماضية.
وتذكر تهاني وشاح: في العام الماضي قمنا بشراء خاروف العيد ووضعناه بباحة البيت؛ وكان ابنها الصغير ذو الستة أعوام يحبه كثيرا وتصادق معه بشكل كبير فكان يلعب معه ويطعمه بيده، وفي يوم الذبح بعد أن شهد واقعة الذبح وعلم أنه سيأكل منه؛ وعند الغذاء رفض بشدة أن يأكل من لحمه؛ وبعد محاولات أهله إقناعه؛ قال لهم لا أستطيع أن آكل من لحم الخروف صديقي.
وتعتبر بثينة الحديدي أن عملية ذبح الأغنام أمام الأطفال ذات آثار نفسية سلبية، إذ ليس من المستبعد أن تتحول عملية الذبح في منامهم إلى كابوس، وتقول إنها منعت أطفالها الأربعة العام الماضي من رؤية منظر ذبح الأضحية، لكي لا يبقى هذا المشهد في ذاكرتهم.
منقول
.jpg)
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منــــــــــآآآل
المفضلات