صحة الفم والأسنان خلال الحج
د. مراد شتيوي
تشرين الأول، شهر يحمل في جعبته الكثير ، في بدايته حج ، عيد وشتاء .!
تأخذني افكاري الى بعيد شوقا الى تلك العبادة الفريده والتي خص بها الله عباده الصالحين المقتدرين «لمن استطاع اليه سبيلا» ، الا اننا نرى ملاين المسلمين وقد اجتمعوا لآداء هذه الفريضة وعلى مختلف الأعمار ، أرى في وجوههم ملامح رسمتها العزيمة ولونها تسامح ديننا الحنيف وبروزتها الرغبة في اتمام أركان اسلامنا الخمسة .
فجميعنا نعلم كم هي المشقة التي يبذلها الحاج لآداء المناسك ، فيهمل معها الكثير من الأشياء لتركيزه فقط على جانب العبادة ، متناسيا الجانب الصحي والنفسي وغيرها من الجوانب ، على الرغم من ان الاعتدال بها امر الزامي لتحقيق التوازن الداخلي والذي سيرتقي بنا الى القيام بواجباتنا على اكمل وجه.
نرى عديد الحجاج يهملون أسنانهم ، بل ان كثيرا منهم لا يعترفون بالفرشاة لاعتقادات خاطئة نشأوا عليها ، كما ان الحاج معرض للاصابة بألم مفاجئ في اسنانه او قد يتعرض لكدمة على فمه بسبب التزاحم الشديد خلال موسم الحج .
الارشادات الضرورية للوقاية وصحة الفم والأسنان وكيفية العنايه بها ، من الامور التي يستوجب على الحاج الاطلاع عليها.
التوتر :
يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في تعريض الحاج لبعض المشاكل الصحية كالشعور بالصداع او ألم في المعدة الا انه يساهم في ظهور بعض التقرحات داخل الفم والتي تعد من اهم الآثار السلبيه الناتجة عن التوتر ، فهي عبارة عن مناطق صغيرة جدا مؤلمة شديدة الاحمرار ، تحول دون راحة الحاج ، قد تختفي هذه القرح خلال فترة لا تتجاوز ال10 ايام ولكن يستطيع الحاج استخدام المراهم الموضعية والتي ستساعده في تخفيف الألم كما يتوجب عليه تجنب الأطعمة الساخنة والحارقة والمشروبات الحمضية لأنها تزيد من التهيج .
الجز على الأسنان
او ما يدعى بالطحن وهي عاده يكتسبها الشخص نظرا لتعرضه الى القلق وعدم الشعور بالاستقرار ، ليمارس هذه العادة لا اراديا خلال فترات النهار أوالليل وبالتأكيد اثناء النوم.. وهنا يجب ان ننوه بأن عملية الصر على الأسنان أمر في غاية الخطورة وذلك لأن مفصل الفك يتعرض الى كم هائل من الضغط غير المستحب والذي بدوره يؤدي الى تفاقم مشاكل نحن في غنى عنها . .
كما ان التوتر يزيد من احتمالية اهمال الشخص العنايه بصحة فمه وأسنانه لتزيد معها نسبة تعرضه لأمراض اللثه والتسوسات بشكل ملحوظ لذى يتوجب على الحاج ان يتبع أسلوبا صحيا بسيطا ومنظما يقيه مخاطر الاصابة بالتهابات اللثه نظرا لتراكم البلاك والقلح (الكلس).
فرشاة الأسنان، مهمة للحاج والتي يستبدلها كثيرا من الحجاج بالسواك وهو لا يغني عن الفرشاة والمعجون، الا انه يمتلك فوائد لا يمكن الاستهانة بها وهو سنة عن رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) ، يحتوي على حمض ال(التنيك) المضاد للتعفنات والذي يساعد على قتل الجراثيم وشفاء الجروح الصغيرة .
العدوى
تكثر العدوى من شخص لآخر في الحج نظرا للتزاحم الشديد الذي يشهده هذا الموسم ، ولأن الفم يعتبر البوابه الرئيسية لكلا الجهازين الهضمي والتنفسي شكل المعبر لملايين الفيروسات والميكروبات التي لا ترحم لتتمثل في الكثير من أمراض الفم **مرض الهربس: يعتبر هذا المرض من الأمراض المعروفة منذ القدم، والذي يصيب الجنس البشري، حيث إن الجسم يمثل البيئة المناسبة لحياة الفيروس. وينتشر هذا المرض في المناطق المزدحمة.
ان اغلب الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى بالفم هي الأمراض الناتجة للاصابة بفايروس والأمراض الجسدية ، تكون تغيرات الفم احدى الأعراض الناتجة عنها .
ان انسجة الفم مشابهة كثيرا لأنسجة الجهاز التنفسي لذى فان اي ميكروب موجود في اللعاب يحتمل ان ينتقل الى الجهاز التنفسي ناتجا عنها الانفلوانزا الشهيرة ،مثلا لتتسع دائرة العدوى فنرى ان كثيرا من الأشخاص وقد تمكن منهم المرض وأصابهم الاعياء بسبب قلة الوعي وأخذ الحيطة والحذر والتي قد تكمن باتباع أمور بسيطة لذى ننصح الحاج بارتداء كمامه للفم (ماسك ) تقيه من خطر الاصابه بالعدوى .كما ويتوجب عليه الذهاب الى اقرب صيدلية حيث تتوافر لديهم المراهم الموضعية والتي ستساعدهم كثيرا في تخفيف الألم والعلاج المبدئي لحين عودتهم الى ديارهم .
رائحة الفم
تعد من المشاكل التي يتعرض لها الحاج نظرا للظروف الخاصة، التي يواجهها من جفاف للفم أوأسلوب الغذاء الذي يتبعه ،الا ان هذه المشكلة تعد واحده من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم ولأن النقاش حولها كان أمرا في غاية الحساسية جعل منها مشكلة يصعب مواجهتها والتخلص منها فماهي أسباب رائحة الفم ؟وكيف يمكن التخلص منها ؟
ان كثيرا من الناس لا يعرفون بأن لديهم رائحة فم كريهه ، ويعزى السبب الى ان الجسم غالبا ما يتكيف مع التغيرات التي يتعرض لها ، وتعود أسباب أكثر من 85٪ من الحالات إلى أسباب فموية، غالبا ما تكون هذه الأسباب ناتجة عن جفاف الفم أو قلة سيولة اللعاب - خصوصا أثناء النوم - وكثرة ترديد الحاج للشعائر، ويؤدي ذلك الى تراكم البكتيريا في الفم ، و التي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت ، وهي المسؤولة عن الرائحة النفاذة و الغير مرغوب فيها . ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعا خصبا لهذه البكتريا ؛ كما ان اللسان يحتاج لقدر من العنايه هو الآخر .. فيجب على الحاج تنظيف اسنانه بعد كل وجبة وان يستخدام السواك بكثرة ، مضغ العلكة الخالية من السكر في اوقات الفراغ والتي لا يؤدي خلالها الحاج اية شعائر ،الاكثار من تناول الخضار والفواكه كما وينصح بترطيب الفم مرات عديدة خلال آداء المناسك فيمنع بذلك رائحة الفم الغير مستحبة . ننوه الى ضرورة ترك الحاج للتدخين لما يتبعه من مضار صحية واجتماعية بالاضافة الى انه من اهم العوامل التي تعمل على جفاف الفم المسبب لرائحة الفم الكريهه وليبدأ حياة جديدة صحية خالية من اي مضار .
كما ننصح الحاج بضرورة زيارة طبيب الأسنان قبل السفر لآداء المناسك ، وذلك لما فيها من منفعة تقة من اي مشاكل قد يتعرض لها خلال الحج وذلك لأن كثيرا من الحجاج يشتكون من آلام لم يسبق لهم ان شعروا بها ، او قد تتعرض احد اضراسهم للكسر خلال تناولهم الطعام وغيرها من الأمور المفاجئة والتي قد ينتج عنها آلم مزعج لا يمكن احتماله .
مرضى السكري ، الأكثر عرضه لتلك الآلام المفاجئة فمن المعروف ان أن السفر إلى الحج قد يصاحبه تغير في النظام الغذائي فضلاً عن أن مريض السكر ، قد يضطر إلى شراء غذائه من أماكن لا تلبي المطالب الصحية مثل الوجبات الخفيفة التي لا تتلاءم مع نظامه الغذائي المعتاد. لذلك، فانه من المهم جداً ان يحافظ على وجباته الأساسية في أثناء سفره وحجه.
وحتى لا يتعرض لأي انخفاض شديد في مستوى السكر أثناء تأدية أحد المناسك ، لنرى ان كثيرا من الحجاج المصابين بهذا المرض وقد اخذوا معهم قطعا من الحلوى و السوائل لتناولها بمجرد الشعور بأعراض هبوط السكر في الدم لكثرة التعرق ، الرعشة في الأطراف ، او عند الاحساس بالجوع والصداع او زيادة في نبضات القلب ، مما يزيد من احتمالية اصابتهم بالآلم نتيجة للتسوسات الساكنة .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات