الحمل المتعدد : مضاعفاته والولادة التوأمية
الحمل المتعدد : مضاعفاته والولادة التوأمية






مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري - يعتبر الحمل التوأمي ما بين الحالة الطبية العادية والمرضية، وذلك استناداً الى معطيات وتطورات الحمل ومجراه.
مما لا شك فيه ان الحمل التوأمي يُظهر عادة مضاعفات لا تظهر كما هو غير مألوف في الحمل المفرد، فكبر حجم البطن، هو اول ما يتضح للعين في الحمل التوأمي، لدرجة اننا نكاد نعتبره ضعفي الحجم العادي، مما تؤدي بالضرورة الى مضاعفات اهمها الاضطرابات الميكانيكية.
وعودة الدم في الاوردة، من الارجل الى القلب، تكون اصعب مما هي عليه في الحمل المفرد، مما يؤدي باكراً في فترة الحمل الى ظهر دوالي، واستسقاء في الكواحل، وتنميل وتقلصات عضلية، ونتيجة للضغط الذي يتعرض اليه الجهاز الهضمي، فاننا لا نعجب من اشتكاء الحامل من عسر الهضم، وما يؤدي اليه من تطورات.
اما بسبب ارتفاع الحجاب الحاجز الناتج دوماً عن انتفاخ البطن، فان العمل الرئوي يضطرب، وحتى العمل القلبي احياناً، وهذا ما تعلمنا به الحامل في وقت مبكر بالنسبة لحامل لا تعاني ثمرة احشاء مزدوجة.
هذا ما يخص الاضطرابات الميكانيكية، لكن هناك عوامل هامة ايضاً في اكلينيكية الحمل التوأمي، تدخل في موضوع الاضطرابات الايضية والهرمونية، فمن الطبيعي ان يعمل جسم الحامل بمشقة اكبر، عندما يطلب اليه تغذية كائنين بدلاً من كائن واحد ان افراز المشيمة يصبح مضاعفاً لأنه ينتج عن مشيمتين، او عن مشيمة ذات حجم مشيمتين، مما يؤدي منطقياً الى مضاعفة الاضطرابات الهرمونية والخلطية عند الحامل، وجدير ذكره ان تمطط الرحم، غير اللائق والمناسب لمقدرته احياناً يجعله يحدث اجهاض او ولادة سابقة لأوانها، علماً بأن 80% من حالات الحمل التوأمي لا تصل الى نهاية الشهر التاسع، وانما الى اوله.
حسب الاحصائيات، ان 36% من التوائم لا يصلون الى ثلاثة كيلوغرامات، في حين ان 22% من الاطفال العاديين يزنون اقل من ثلاثة الاف غرام.
واخيراً لا بد من ذكر فقر الدم الذي يظهر في حوالي 35% من الحالات، والمشيمة المتقدمة في 5%، وكثرة الاهل (السائل الامنيوسي) في 13%، والتسمم الحملي قد يظهر احياناً.

العمليات التوليدية في الحمل التوأمي:
قديماً كان يعتمد طرق نجدة الأجنة، ومنها التبديل والتعديل في اوضاعها واستخدام الملقط الولادي او الشفاطة، الخ.. مع ما ينتج عن هكذا وسائل توليدية، خاصة بالنسبة للتوأم الثاني الذي يولد بعد اخيه الاول، من تأثيرات على صحة الاجنة نفسياً وجسدياً، فان الاحصائيات الحديثة تعلمنا بضرورة التدخل الطبي – أي الجراحة القيصرية – في الحالات التي قد تنذر بخطر على حياة التوائم.
وجدير ذكره، ان الولادة قد تُحدث احياناً نزفاً، لأن الرحم الممطط بشدة بسبب التوأمين يقع في حال متعبة عضلياً، فتخف التقلصات في فترة خروج المشيمة، مما يطيل وقت انزلاقها الامر الذي يستدعي تدخلاً طبياً لاستخراجها وهذا ما يحصل باليد المتمرنة.
علينا التريث في اجراء الحمل التوأمي وعدم افراغ الرحم من محتوياته بسرعة، علينا المحافظة على الوقت العادي الذي يمر بين ولادة التوأم الاول وولادة التوأم الثاني، نتجنب النزف الغزير بعد الولادة التوأمية.