الطفيلة - أنس العمريين - أدّى انقطاع المياه عن عدد من المدارس الحكومية في محافظة الطفيلة، إلى تقليص الحصص الدراسية وإجبار مديري المدارس على قرار انصراف الطلاب أثناء الدوام الرسمي في وقت مبكر قبل موعد انصرافهم الرسمي تفاديا لعدم تعرض الطلبة لمشاكل صحية بسبب عدم توفر المياه في الدورات الصحية واماكن الشرب.
وأبدى عدد من أولياء أمور الطلبة في بعض المدارس التي انقطعت المياه عنها، استياءهم من حادثة انقطاع المياه المتكرر، وقالوا إن عددا من أبنائهم عرّضتهم هذه الظاهرة للكثير من المشاكل الصحية خصوصا أنه توجد حالات مرَضيّة لدى بعض منهم مثل أمراض السكر والكلى، مّا يؤثر ذلك على صحتهم .
وقال المواطن محمد سليمان، ولي امر احد الطلبة في مدرسة العين البيضاء والتي انقطعت عنها المياه لأكثر من ثمانية ايام «أن بعض المدارس التي تنقطع فيها المياه بصفة دائمة يلجأ مديريها إلى صرف الطلاب من دون إبلاغ ذويهم، وبالتالي ربما يقضي بعض الطلاب فترات طويلة في الشارع قبل عودتهم إلى منازلهم، حيث أن عدم وجود مياه في المدرسة وبصفة شبه مستمرة وخروج أبنائهم من المدرسة يتسبب في إرباك أعمالهم مما يضطرهم إلى الخروج من أماكن العمل لإحضار إبنه من المدرسة خوفا عليه من المشكلات التي قد يتعرض لها في حال تركه في الشارع قبل عودته للمنزل بسبب عدم إتصال المدرسة لإبلاغه بإنصراف الطلبة مبكرا».
وقال المدرس في مدرسة علي بن ابي طالب ،فضل عدم ذكر اسمه، «ان انقطاع المياه عن مدرسته التي يعمل بها اجبر ادارة المدرسة على اخراج الطلاب منها قبل الانتهاء من اعطاء كامل الحصص للطلبة لعدم توفر المياه في المدرسة لأكثر من عشرة ايام، حتى لا يتعرض الطلبة لمشاكل صحية نتيجة عدم استعمالهم للدورات الصحية والاماكن المخصصة للشرب».
وقال مدير مدرسة عمر بن الخطاب حسين النعانعة «إنّ انقطاع المياه لأكثر من اسبوع تسبب بمعاناة وصفت بـ»غير المحتملة»، جراء اضطرار الطلبة إلى استخدام دورات المياه من دون مياه.
وأشار إلى أن المدرسة والتي يبلغ عدد طلابها قرابة (322 طالبا) من دون مياه منذ أكثر من اسبوع في الوقت الذي كان يضطر فيه الطلبة والمدرسون إلى استخدام «الحمامات» من دون مياه، مشيرا إلى أن الصهاريج تباع بأسعار مرتفعة تتراوح ما بين (30 – 35) دينارا ذات سعة (10) متر مكعب.

ولفت النعانعة إلى أن إدارة المدرسة كانت خاطبت إدارة المياه حول المشكلة بيد أن الأخيرة لم تستجب، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة إدارة المياه من أجل تزويد المدرسة بصهاريج مياه مجانية إلى حين إيجاد حلول جذرية لاستمرار انقطاع المياه عن المدرسة دون اجابة ايضا.
وحول مشكلة انصراف الطلبة قبل الانتهاء من كامل الحصص بسبب عدم توفر المياه، قال مدير التربية والتعليم في الطفيلة صالح الحجاج، خلال اتصال هاتفي اجرته «الرأي»، « ان ادارة التربية والتعليم في المحافظة اجرت اتصالات عدة مع مدير السلطة في الطفيلة على هاتف مكتبه وهاتفه الشخصي لكنه لا يجب على المكالمات، لعرض المشكلة التي باتت تؤرق الطلبة والمدرسين في بعض مدارس الطفيلة، وابلاغه بوجود عدد من المدارس لا يتوفر فيها المياه لأكثر من اسبوعين».
وأشار الحجاج الى توجيه كتاب رسمي لأدارة المياه في المحافظة يبين مدى حاجة بعض المدارس للمياه وانقطاعها عنها لأكثر من اسبوعين دون وجود رد على ذلك.
من جانبه، قال مدير ادارة المياه في المحافظة بالوكالة المهندس مصطفى زنون، «ان دور المياه يتم توزيعه بعدالة على الاحياء السكنية بما فيها المدارس، والمشكلة تكمن بقيام طلبة المدارس بجعل حنفيات المياه مفتوحة لتذهب المياه هدرا في الدورات الصحية ما يؤدي الى انقطاع المياه عن عدد من المدارس في المحافظة»، مشيراً الى انه وفي حال وجود اية مدرسة تعاني من انقطاع المياه يتم تزويدها بصهريج خاص للمياه لتسير العملية التعليمية بكل سهولة ويسر.