تعادل أمس المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره الأوزبكي 1/1 في ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل الى مونديال البرازيل، صيف العام القادم، ليبقى الحسم في انتظار موقعة الأياب التي ستجري الثلاثاء المقبل في طشقند.
مباراة الذهاب التي جرت على ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة بحضور جماهيري كبير تقدمهم سمو الأمير الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد، نائب رئيس الاتحاد الدولي، وطاهر المصري رئيس مجلس الاعيان، شهدت تقلبات مثيرة كشفت اصرار كلا الجانبين على المضي قدماً نحو المونديال، فبعدما تقدم «النشامى» عبر النجم المتألق مصعب اللحام فإن الرد جاء سريعاً من المنتخب الأوزبكي، وهي نتيجة الشوط الأول التي بقيت صامدة حتى انتهاء اللقاء، مع أن «النشامى» ضغط بصورة مكثفة في الحصة الثانية وكان قريباً من التسجيل في اكثر من مشهد لولا سوء الطالع ومسحة التسرع التي شابت النهائيات.
أقوى من الظروف، هو العنوان الأبرز الذي جسده منتخب النشامى، فالصعوبات التي اعترضت مسيرة التحضيرات، والاصابات والاعتذارات وحتى الحالة المفاجئة التي ظهر عليها عدد من الركائز الأساسية في الشوط الأول، الأمر الذي جعل المهمة على ارض الميدان غاية في الصعوبة .. وأقوى من الظروف، يسجل للجهاز الفني بقيادة -القارىء الجيد والجريء- حسام حسن الذي عرف كيف يتدارك الامور بتبديلات موفقة، ما مهد لاستعادة زمام الامور بل واجبار المنتخب الأوزبكي على التراجع الى منطقته الخلفية طيلة مجريات وتفاصيل الشوط الثاني.
وفق ما سبق، ابقى منتخب النشامى على حظوظ التأهل لمواجهة خامس امريكا الجنوبية كخطوة اخيرة تسبق العبور الى مونديال البرازيل، حيث بات بحاجة الى الفوز بأي نتيجة او التعادل 2/2 على الاقل في لقاء الاياب للتأهل الى الملحق العالمي.
ويرأس الأمير علي وفد المنتخب الوطني الذي يغادر الى طشقند صباح اليوم عبر طائرة خاصة.
مثل المنتخب: عامر شفيع، انس بني ياسين، محمد مصطفى، محمد الدميري، عدي زهران، سعيد مرجان (عامر ذيب)، شادي ابو هشهش (عدي الصيفي)، حسن عبد الفتاح (عبدالله ذيب)، مصعب اللحام، خليل بني عطية، احمد هايل.
مثل اوزبكستان: زكيروف، اسماعيلوف، كريمتس (ايسلوم)، اينموف، دينزوف، خازنوف، جابروف، احمدوف، تورسنوف (جامشيد)، كابادزي، ناسيموف (باكييف).
قصة الهدفين
المنتخب
د 30: انطلق مصعب من ميسرة اوزبكستان، ثم مرر كرة الى عبد الفتاح الذي لعبها مباشرة الى هايل، ليضعها الاخير بينية الى مصعب داخل الجزاء، فسدد بهدوء على يمين الحارس.
اوزبكستان
د 35: توغل اينموف عبر الجهة اليسرى قبل ان يعكس ارضية صوب جابروف الذي سدد مباشرة على يسار شفيع، ورغم محاولة الاخير ابعادها الا ان الكرة سكنت الشباك.
شريط الفرص
المنتخب
د 22: سدد بني عطية كرة ثابتة على حدود الجزاء ارتطمت بحائط الصد.
د 68: اطلق اللحام كرة قوية من منتصف ملعب اوزبكستان، لكنها مرت بجوار القائم.
د 70: اطاح الصيفي بفرصة نموذجية بعد ان وصلته الكرة امام المرمى، لكنه سددها ضعيفة ليبعدها الدفاع.
د 90: وجد الصيفي نفسه في مواجهة المرمى، ليسدد كرة قوية ابعدها المدافع بحضور.
د 90+3: قدم زهران الفاصل المهاري واخترق خلاله صوب منطقة الجزاء، ليسدد كرة قوية فوق العارضة.
اوزبكستان
د 41: سدد خازنوف كرة قوية ابعدها شفيع لركنية.
د 45+3: اطلق جابروف كرة قوية من خارج الجزاء ردها شفيع بصعوبة.
د 76: حول كابادزي كرة رأسية مرت بجوار المرمى.
د 84: برز جابروف مجدداً بتسديدة قوية امسكها شفيع على دفعتين.
الرسم التكتيكي
تأخر المنتخب الوطني في دخول اجواء المباراة، ما سمح للمنافس فرض سيطرته في الدقائق الاولى واجبار النشامى على التراجع للخلف لاستيعاب المد الهجومي المبكر.
ظهر الارتباك واضحاً على خط وسط المنتخب وعبر تمريرات مقطوعة وصعوبة بالغة في الاحتفاظ بالكرة بخلاف تعليمات الجهاز الفني التي رمت بشكل واضح الى السيطرة على منطقة العمليات واغلاق منطقة العمق، ومن هنا برزت الافضلية الاوزبكية التي تجسدت امام مرمى شفيع دون ان ترتق الى مستوى الخطورة الحقيقية رغم الضربات الركنية المتكررة التي سنحت في مناسبات عدة.
رغم البداية المرتبكة، نجح رباعي الخط الخلفي في السيطرة على الموقف، وبرز الدميري وزهران عبر الاطراف سداً منيعاً امام الاطماع الاوزبكية، الامر الذي منح النشامى الوقت الكافي لاستعادة الثقة والبناء الهجومي خاصة عبر اللحام وهايل رغم أن الأخير كان يفتقد للاسناد.
اظهر المنتخب جملة تكتيكية مثالية ترجمها اللحام بهدف رائع قلب المعطيات، لكن الاوزبكي عاد بالنتيجة سريعاً مستغلاً اندفاع خط الوسط للامام وغياب الاسناد الدفاعي عبر الاطراف.
ربما امتلك المدير الفني المصري حسام حسن عصا سحرية ضرب بها الافضلية الاوزبكية عرض الحائط بعد ان ظهرت لمساته مطلع الشوط الثاني، وكان التبديل الاول باشراك الصيفي على الجبهة اليمنى ونقل بني عطية الى الارتكاز في خط الوسط نقطة تحول جذرية في طريقة الاداء.
سيطر المنتخب «في شوط المدربين» على المجريات بشكل واضح، وامتلك الكرة معظم الوقت وهيمن على منطقة العمليات، ما دفع الاوزبك للتراجع الى الخلف للحفاظ على النتيجة، ومن هنا تغير شكل المباراة.
دفع حسن بورقة اخرى باشراك عبدالله ذيب، ليتضاعف الاداء الهجومي للنشامى مع تواصل التراجع للاوزبك الذي اعتمد «التشتيت» حلاً للدفاع عن المرمى، لكن ذلك لم يمنع اللحام وهايل والصيفي من تهديد زكيروف في العديد من المناسبات.
شكلت انطلاقات زهران والدميري عبر الاطراف اضافة حقيقية للخط الامامي، ومع دخول عامر ذيب في الربع ساعة الاخير تعزز تواجد المنتخب في المنطقة الاوزبكية، لكن سوء الطالع والتسرع في بعض الاحيان حرم النشامى من هدف الفوز والذي كان مستحقاً قياساً بالشكل الذي اظهره رجال المدرب حسن في الشوط الثاني.
.. صفوف مكتملة في طشقند
سجل المنتخب الوطني للمرة الاولى منذ انطلاق التصفيات مباراة خالية من البطاقات الملونة، ما يمنحه فرصة خوض مواجهة طشقند الثلاثاء المقبل بصفوف مكتملة.
وكان الخط الخلفي للمنتخب الوطني بأكمله الى جانب بعض لاعبي الوسط مهددين بالايقاف في حال تلقى اي منهم بطاقة صفراء، لكن ضبط النفس والالتزام بالتعليمات حال دون تأزيم الموقف قبل لقاء الاياب.
.. الليزر مرة أخرى!
عاد مشهد استخدام عدد قليل من جماهير المنتخب الوطني الذين تابعوا مباراة الامس عبر المدرجات لـ «الليزر» الى الواجهة مرة اخرى، ولكن بصورة أقل كثافة.
ورغم التحذيرات التي صدرت من الاتحاد في وقت سابق الى جانب تشديد المنظمين عبر الاذاعة الداخلية لاستاد الملك عبدالله الثاني قبل المباراة وبين الشوطين على عدم استخدام الليزر، الا أن الكاميرات التقطت العديد من حالات الاستخدام والتي يمنعها الاتحاد الاسيوي بشكل قطعي، الامر الذي يعرض المنتخب الوطني الى غرامات مالية كبيرة دون استبعاد عقوبات ادارية تصل الى اللعب بدون جمهور او نقل المباريات البيتية الى خارج القواعد!
رؤية فنية
حسن: فرصنا قائمة
عبر المدير الفني للمنتخب الوطني حسام حسن عن رضاه «بشكل عام» عن اداء اللاعبين امام اوزبكستان، مبدياً امتعاضه من الرهبة التي اصابت بعض اللاعبين في بداية المباراة.
واشار حسن خلال المؤتمر الصحفي الذي اعقب اللقاء، «هدف السبق كان بمثابة نقطة تحول ادت الى العودة لاجواء اللقاء، وكان لهدف التعادل الاوزبكي الاثر الاكبر في قلب المجريات.. طلبت من اللاعبين بعد الهدف ان يحاولوا امتلاك الكرة لأكبر وقت ممكن، لكن تعليماتي لم تصل بالشكل المطلوب، ما كلفنا التعادل في وقت سريع».
وعن الشوط الثاني، قال: طلبت من اللاعبين التركيز والاحتفاظ بالكرة لفترة اطول لكسر حالة التجانس لدى الاوزبك ولامتصاص اندفاعهم.
وفي رده على سؤال «الرأي» الذي تركز حول المبررات الواقعية للمستوى الذي ظهر عليه بعض اللاعبين وفقدانهم للكثير الكرات والنهايات غير الموفقة لفرصهم، قال حسن: كمدرب تعاملت مع اللقاء بقراءة خاصة وقمت ببعض التغيرات التي اعطتنا الافضلية في الشوط الثاني، وكنت اركز من خلالها على اعطاء اداء النشامى الكثافة الهجومية من خلال رفد هايل ومصعب بـ «الذيبين»، الا ان المفاجأة كانت اكبر من توقعاتي، حيث لمست ان بعض اللاعبين لم يكونوا في يومهم ولا مستواهم المتوقع.
واضاف: فترة الاعداد لم تكن بالمعقولة ولا بالكافية رغم الاداء الذي قدمته منظومة النشامى ككل.. الاعداد يحتاج لفترة اطول ولم ندخر جهدا خلال الفترة الماضية، واعتمادنا على الوجوه الشابة كان بمكانه رغم بعض النهايات غير الموفقة، ولكن النتيجة ابقت الامل وباب الترشح مفتوح والحسم مع صعوبته سيكون في طشقند.
وردا عن التوقعات للقاء اوزبكستان، «يعتبر الاوزبكي من افضل منتخبات اسيا بحسب التاريخ والاحصائيات كونه يقترب في لعبه من الاسلوب الاوروبي، اضافة الى عامل الارض والجمهور الذي يصب في صالح الاوزبك، الا ان قدرة اللاعبين اليوم (امس) اظهرت اننا ما زلنا نمتلك الكثير لتقديمه في الاياب.. الوقت لم يسعفنا، الا ان الامور تسير في نحو الاتجاه الصحيح، اخذين بعين الاعتبار ان التعادل ربما يكون السلاح الذي سيقلب التوقعات.
وعن تأثير اعتذار بعض اللاعبين عن الالتحاق بالمنتخب: لدي البديل.. وربما لو كانو معنا لما اتيحت لهم الفرصة للمشاركة امام اوزبكستان.. بصراحة لم نتأثر بغياب اي لاعب.
وختم: انا راضٍ تماماً.. اسعى ولاخر لحظة لقلب التوقعات للتأهل، والامل معقود على عودة اللاعبين لمستواهم المعهود رغم ضيق الوقت، واللاعبين رغم اصاباتهم اعطوني المزيد من الامل لحسم التأهل في طشقند.
قاسموف: فقدنا السيطرة!
بدأ المدير الفني للمنتخب الاوزبكي قاسيموف الحديث عن السيطرة التي فرضها لاعبيه الشوط الاول رغم هدف التقدم للنشامى، الان انه لم يطيل حديثه معترفا بالمفاجأة التي احدثها حسام حسن عبر تبديلات الشوط الثاني.
وقال: اللقاء قوي والاداء جيد من الطرفين، كنا الافضل في الشوط الاول ولكن فقدنا السيطرة والتركيز في الشوط الثاني حين بدأت التغيرات بدخول (عبدالله ذيب وعدي الصيفي).
وكرر قاسيموف اشادته بلاعبي المنتخب الاردني والحماس الذي يتمتعون به، مشيراً الى ان النتيجة تعد ايجابية، «النصف الاول من الملحق انتهى لصالحنا، والحسم النهائي سيكون على الاراضي الاوزبكية امام الجمهور العريض الذي سيزحف خلف منتخبه في طشقند».
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منــــــــــآآآل
المفضلات