مانيلا - د ب أ - تتزايد التوترات الدينية في أسيا بدء من حوادث صغيرة مثل مطاردة رهبان بوذيين في منتجع ماليزيا لترديدهم شعارات في مصلى للمسلمين، إلى هجمات دموية أودت بحياة عشرات المسلمين في ميانمار.
وقال محللون إن الأقليات تتعرض لهجوم في ظل إخفاق الحكومات في منع انتشار العنف على الرغم من حرية العبادة التي تكفلها معظم دساتير المنطقة.
وحذرت أمينة رسول رئيسة المركز الفلبيني للإسلام والديمقراطية، قائلة «نحن ذاهبون إلى سلسلة من الحروب من أجل الاستقلال في جميع أنحاء المنطقة إذا لما نحل هذه القضايا».
وقالت رسول إن التغيرات السياسية والجهود العالمية لمكافحة الإرهاب والإجحاف الاقتصادي أثارت الاضطراب والخوف والأصولية التي تأجج التوترات الدينية.
وفي ميانمار، قتل 167 شخصا معظمهم من المسلمين في هجمات جماعية لقوميين بوذيين في ولاية راخين خلال عام 2012 بعد فترة قصيرة من قبول البلد لمظهر من مظاهر الحكم الديمقراطي.
واندلعت أعمال العنف بين البوذيين والمسلميين مجددا في وسط وشمال ميانمار في آذار الماضي، ما أسفر عن مقتل 44 شخصا على الأقل وتشريد آلاف آخرين.
ويشتبه كثيرون في أن عناصر حزب « اتحاد التضامن والتنمية» الموالي للجيش، والذي فاز في انتخابات عام 2010، متورطة في إثارة مشاعر مناهضة للمسلمين حيث يجاهد الحزب من أجل الاحتفاظ بالسلطة وسط تزايد شعبية المعارضة السياسية.
وقال ألهات يو أيي لوين منسق اعمال المركز الإسلامي بميانمار، إنه « منذ عام 1988، استخدم الجيش صراحة الدين كأداة سياسية وانتشرت المنشورات المناهضة للمسلمين».
ووجدت حملات الكراهية مثل مقاطعة متاجر المسلمين التي أطلقها الراهب البوذي المتشدد ويراثو، أرضا خصبة مع قدوم الديمقراطية وحرية التعبير.
وقال كو كو جي ، ناشط سياسي سابق أمضى 16 عاما في السجن ، إنه « في أعين الناس هناك خوف من أن البوذية آخذة في التراجع... يرون أن البلدان البوذية السابقة مثل اندونيسيا وأفغانستان تحولت إلى بلدان إسلامية».
كما أدت تعبئة الدين للأغراض السياسية إلى حالات من التعصب في بلدان أخرى مثل سريلانكا، حيث تمارس الأغلبية البوذية هيمنتها على الديانات الأخرى منذ نهاية الحرب الأهلية ضد المتمردين التاميل الذي غالبيتهم من الهندوس في عام 2009 .
وقال ديفانيسان نيسياه، مسؤول حكومي سابق، إنه « عندما يفتقد الناس الشعور بالأمن، يظهر التعصب تجاه الديانات الأخرى».
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية نفذت حركات ، تصنف نفسها على أنها «قوى وطنية» تحمي السنهاليين الذين يشكلون اغلبية السكان الذين هم من البوذيين في الاساس ، هجمات على الأقليات الدينية في سريلانكا.
ويقول جيهان بيريرا، مدير تنفيذي لمجلس السلام الوطني في سريلانكا، إنه على الرغم من أن المهاجمين يمكن تحديد هويتهم، إلا أن الشرطة تتباطأ في التصرف وتبدو الحكومة مذعنة للمعتدين الذين يقولون إن أفعالهم تحمي البوذية.
وأضاف أن « غياب الالتزام أدى إلى إثارة توترات دينية وعرقية في سريلانكا في فترة ما بعد الحرب».
وحذرت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك من أن عدم تقديم المعتدين للمحاكمة وتعديل السياسات التي تميز بين الأقليات الدينية تهدد أيضا بتأجيج مزيد من الصراعات في اندونيسيا.
وأكد الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو على الحاجة إلى احترام المواطنين للتنوع، بعد أسابيع من انفجار قنبلة داخل معبد بوذي في جاكرتا، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وبعد يوم من الهجوم، ألقيت قنابل حارقة في ساحة مدرسة عليا كاثوليكية إلا أنها لم تسفر عن أي إصابات.
وقال يودويونو امام البرلمان عشية عيد استقلال البلاد، « أدعوا جميعا لإدراك تنوع بلدنا... وفي ظل روح الوحدة في التنوع، نحتاج لمواصلة تعزيز التسامح».
وفي ماليزيا، ينحى باللائمة جزئيا على بيئة التنافس السياسي في زيادة « المخاوف والريبة» بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة، وفقا لاستطلاع أجراه مركز «ميرديكا»، وهي مجموعة أبحاث مستقلة، في عام 2011 .
ويقول فاريش نور، أستاذ مساعد في كلية «إس راجاراتنام للدراسات الدولية» بسنغافورة، إنه في الوقت الذي يحاول المتنافسون السياسيون التفوق على بعضهم في إظهار من هو أكثر تمسكا بالقيم الإسلامية في محاولة الحصول على تأييد الناخبين، « تحاول الحكومة غرس القيم الإسلامية بصورة أكبر في معايير الحكومة أيضا».