وليد سليمان - دعونا نتجول في مدينة عمان الحديثة والجميلة .. ليس سيراً على الأقدام ولا ركوباً بالسيارات .. فهذه المرة نشاهدها وكأننا لم نرها إلا في الأحلام وأفلام السينما .. إنها سياحة جوية عبر مئات الصور التقطها زميلنا في «الراي» المصور أسامة العقاربة من خلال تحليقه بالطائرة في أجواء وسماء عمان الرحبة بالجمال العمراني والشجري وبالتصميم الهندسي البديع للشوارع والطرقات والعمارات والحدائق والجسور والأنفاق والجبال والتلال الحمراء والخضراء وبالمؤسسات الثقافية والرياضية والدينية والحكومية والخدمية الأخرى المتنوعة .
نحلق معه ويحلق بنا في سماء المحبة حيث نشاهد وبكل إعجاب ومتعة حدائق الملك الحسين الشاسعة بأشجارها وطرقاتها وأماكنها ومتاحفها وملاعبها الفنية والرياضية والترويحية ومن جانبها هذا المسجد المغاربي-مسجد الملك الحسين- العريق بهندسته صاحب المآذن الأربعة المستطيلة الشكل .
وفي مشهد آخر نلاحظ المدينة الضخمة – المدينة الطبية - لطبابة وصحة مواطني هذا البلد العزيز وآخر مستجداته مثل المستشفى الهائل بعلوه واتساعه وتخصصه الفريد .. حيث مستشفى الملكة رانيا الجديد للأطفال فقط .
وفي منطقة دابوق هذا المرتفع المنبسط بالأشجار والأفراح والهواء النقي يجد سكان عمان نشوتهم وضالتهم للتنزه و للترفية عن الأرواح والقلوب لتمضية أجمل الأوقات فيه يومياً بعيد عن صخب الحياة ومتاعبها.
أما وقد أخذنا المصور الجوي الفوتوغرافي أسامة إلى مشاهد ومواقع بانوراميه أخرى مثل منطقة العبدلي ودوار الداخلية وبداية حي الشميساني فأننا سنشعر بشوق التجول الأرضي كذلك لتلك الأماكن المعروفة والأليفة على قلوب أبناء مدينة عمان لنرى ونتساءل ونفرح وننقاش من هم بجانبنا ينظرون معنا.
انظر إلى أضخم وأعجب مبنى قديم قرب دوار الداخلية وهو مبنى مجمع بنك الإسكان المشيد بطريقة معمارية حديثة وملفتة حيث يقل حجم وطوابق البناية كلما ارتفعنا إلى أعلى هذه العمارة البيضاء .
وهنا بالقرب منها تقاطع دوار أو ميدان جمال عبد الناصر « الداخلية»فقد كان مبنى وزارة الداخلية هناك قديماً وكذلك الميدان الحقيقي الترابي المزروع بالإزهار والأشجار وبخارطة علوية ضخمة للوطن العربي .. حتى أصبح مكان الدوار شوارع علوية وأنفاق سفلية وذلك مساهمة في حل أزمات سير السيارات التي ازدادت في عمان منذ عقود.
ونعود ونبحث بالنظر من خلال الصور بالقرب من تلك المباني على مستشفى فلسطين الصغير والذي وُلد فيه جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني فلا زال مكانه يؤدي خدماته الطيبة لكل الناس .
وفي صور جوية بانورامية أخرى نلاحظ مئات من عمارات وبيوت عمان الحجرية والزجاجية المبينة بأحدث ومختلف التصاميم الهندسية الأجنبية والعربية ، وما يزيد جمال تلك المباني في العديد منها هي أسطح القرميد الأحمر من فوقها .. وأيضاً مئات الأشجار الحرجية الخاصة بالظلال والزينة والهواء المنعش عند حواف الشوارع وداخل حدائق البيوت الأرضية .
وتعالوا ننظر في بعض الصور إلى ميادين عمان مثل الثاني و السابع حيث اللون الأخضر بالعشب: والجميلة بتلك النصب والمنحوتات الفنية الضخمة .. وأيضاً تلك الأرصفة المبلطة بحجارة لطيفة للمشي عليها دون إرهاق .
وللمساحات الاخرى الشاسعة نتشوق ناظرين إليها لألوانها الجذابة من أزرق وأخضر ورمادي ... الخ وذلك في المشهد البانورامي للمدينة الرياضية مدينة الحسين للشباب لنلاحظ آلاف الأشجار الخضراء والأعشاب على بعض الساحات وملعب كرة القدم وغيره من الملاعب وبرك السباحة والصرح المهيب لشهداء الجيش العربي في معاركهم الباسلة ... فنستمتع حقاً بهذه الكثافة الشجرية في بعض أجزاء المدينة الرياضية .
والأبراج الحديثة والفخمة جداً بطولها تعلو في محاولة للوقوف و للتعرف ولعقد صداقة مع كل مكونات عمان الأخرى .. لأنها تشرف عليها بحنان وتقدير. وهذه الأبراج معروفة في منطقة الدوار السادس ومنطقة العبدلي وجبل عمان .
أما الجسور فإن من أجملها وأروعها التي التقط لها « العقاربة» أبدع الصور هو جسر عبدون المبهر في طوله وعلوه المرتفع عن الارض.. وشكله وتصميمه الهندسي المذهل في كيفية إقامته ومده مابين جبلين بعيدين عن بعضهما جبل عبدون وجبل عمان لاختصار المسافات مابين شرق وغرب عمان المترامية الأطراف !!.
وهذا عرض بسيط جداً لما شاهدنا ومن بعض الصور لهذا المصور الفنان أسامة، والحديث يطول فعلاً فيما لو تحدثنا عن كل أو مجمل صوره الكثيرة التي التقطها بإحساس الفنان والعاشق لعمان الغالية والأثيرة على قلوبنا.
رد مع اقتباس
المفضلات