بكلمات مثقلة بالدلالات ومحملّة بالرسائل جاء تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني على اهمية تطوير وتحديث منظومة متكاملة وفاعلة للنزاهة الوطنية تتوافق حولها اطياف المجتمع جميعاً لتضع الجميع في بلدنا اياً كانت مواقعهم امام مسؤولياتهم الوطنية والاخلاقية وبخاصة اننا نسعى الى اعتبار ذلك ركنا اساسيا في نجاح مسيرة الاردن الاصلاحية الشاملة على ما اكد ذلك قائد الوطن خلال لقائه رئيس واعضاء اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية يوم امس.
في السياق ذاته وفي اطار الرؤية الملكية الشاملة لهذا الموضوع الحيوي الذي يحتل اولوية على جدول اعمال جلالته الشخصي جاء تشديد جلالته على ضرورة قيام اللجنة بعرض مسودة ميثاق النزاهة الوطنية على مختلف فعاليات المجتمع تمهيدا لعقد مؤتمر وطني عام لضمان اعلى درجات التوافق حولها وبخاصة ان اللجنة انتهت من كتابة المسودة اضافة الى الخطة التنفيذية لها والمرتبطة ببرنامج زمني محدد, ليؤكد في جملة ما يؤكد ان قائد الوطن يسعى الى ترجمة ذلك ميدانيا وتجسيد ميثاق النزاهة خريطة طريق لتفعيل وتنظيم عمل الجهات الرقابية, الامر الذي وبالضرورة يعزز ثقة المواطنين في جميع مؤسسات الدولة وادائها.
نحن إذاً أمام قراءة ملكية عميقة للمشهد الوطني بأبعاده المختلفة وخصوصا في المكانة التي تحتلها منظومة النزاهة الوطنية الامر الذي تجسد في ايعاز جلالة الملك الى الحكومة بضرورة التعاون مع الجهات ذات العلاقة في المجتمع بما يضمن تنفيذ عمل اللجنة وأيضاً تعزيز مبدأ الحوكمة الرشيدة في اطار منظومة للنزاهة الوطنية الشاملة.
الحال فإن الايجاز الذي سمعه جلالة الملك من رئيس الوزراء بصفته رئيساً للجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية يؤكد ان الامور تسير في الاتجاه الصحيح وان توجيهات جلالته قد تمت ترجمتها عملياً وفي شكل جدّي ومحدد وموصوف ليس فقط في سعة المروحة التي عقدتها اللجنة مع رؤساء الهيئات الرقابية المختلفة بدءا في هيئة مكافحة الفساد وليس انتهاء بهيئة التأمين وانما ايضا في ان الحرص على تحقيق الاهداف الرامية في البداية الى تشخيص المشكلات والتحديات التي تواجهها كأجهزة رقابية.
جملة القول ان ما تنوي اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية خلال الاسابيع المقبلة واستجابة لتوجيهات جلالة الملك بالتشاور والتواصل مع منظمات المجتمع المدني في محافظات المملكة كافة فضلاً عن المجالس الاستشارية للمحافظات ووجهاء العشائر والمخيمات والنواب السابقين والقطاع النسائي والشبابي كما الاعيان والنواب ورؤساء الجامعات يزيد من الثقة بأن المؤتمر العام الذي سيلتئم لاقرار ميثاق النزاهة الوطني سيحالفه النجاح ويجد طريقه الى التنفيذ لأنه سيضمن أعلى درجات التوافق حول المسودة التي ستطرح امامه, فعلى بركة الله.
رد مع اقتباس
المفضلات