تالا أيوب
العيد القادم .. ذلك المنتظر بعد شهر من الصوم، يأتي ليختم شهر فضيل، فبجانب بعده الديني يحمل جانب نفسي وروحي واجتماعي، فالبعض ينتظره بفارغ الصبر، والبعض الآخر لم يعد يشعر بتلك اللهفة والشوق بقدومه فبالنسبة لهم لقد اختلف معناه عن السابق ...
فهل اختلف معنى العيد؟
أم نحن الذين اختلفنا؟
واذا كان هناك اختلاف هل تغير للناحية الايجابية أم السلبية؟.
«أبواب - الرأي» التقت من عبر عن معنى العيد وأهميته بالنسبة لهم و عن مدى اختلافه عن السابق وأكثر ما يثير الانتباه العبارات التي تسبق التعبير.
اختلاف معنى العيد
عبر» أسامه» عن اختلاف العيد قائلاً: «بدخولنا لعالم التكنولوجيا وعصر المواقع الاجتماعية كال»فيسبوك والتويتر» واستخدامنا للهواتف الذكية الذي سهل علينا التواصل بشكل ملحوظ عمل على التغيير بطقوس العيد، فأنا استبدل ذهابي الى البيوت للعيدية بإجراء مكالمة هاتفية، أو أن أرسل رسالة بأي طريقة للمعايدة، فبالتالي تواصلي وللقائي بالناس قد قل، وأصبح مقتصراً على التكنولوجيا فقط، فبالزمن الذي سبق هذا التطور كنا نقصد الأقارب والمعارف من شمال الى جنوب المملكة ، وذلك بتخصيص لكل وجهة يوم، ونعمل على صلة الأرحام بشكل جيد أما الآن لا أستطيع مع الالتزامات والضغوطات التي تهلكنا، وكما أن وقتنا لم يعد كافٍ».
وصرح «منذر»: «بالتأكيد قد اختلف معنى العيد بالنسبة لي فالجانب السلبي قد طغى على الايجابي مع كل هذه الظروف الصعبة وغلاء المعيشة فأصبح العيد عبارة عن عبء مادي كبير وخاصة عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان التي تكثر به الدعوات والعزائم وبنفس الوقت يليه دخول أبنائنا للمدارس والجامعات فأنا أحب أن أعيش العيد بكل معناه الديني والاجتماعي براحة بال ولكني للأسف لا أستطيع».
أما «سمير» فقال: « لا زالت المحافظات الاردنية تمارس طقوس العيد ،و للأسف اختلف العيد بالنسبة لي عن السابق، كنا نعمل على تجمع رجال كل عائلة بجمعية أو ديوان خاص بها ومن ثم تقوم كل أفراد الجمعية بالتجوال على جمعيات العائلات الأخرى للمعايدة على بعض فبهذه الطريقة الجميع يرون بعضهم البعض ويعايدون بفرح وابتهال ولكن الآن هذه العادة قد اختلفت وأصبح الناس يعيدون على بعض ببيوتهم فهذه العملية مزعجة، بالاضافة الى اجراء المكالمات الهاتفية للتأكد من الناس بأنهم موجودينفي بيوتهم قبل ذهابنا اليهم يعد مزعجاً أكثر، فلم تروق لي الطريقة وبالتالي عملت على اختصار البيوت وأصبحت عيدياتي مقتصرة على المقربين جداً».
«محمد « شلب اكد انه يرى ايام العيد مرتكزة : « بشكل كبير على الأم (الحجة) بالبيت، والتي هي بدورها تزرع الألفة والحنان به، فكما هو معروف بأن الام هي التي تجمع أفراد العائلة ، أمي بدوية، ومحافظة على تقاليد وطقوس العيد التي ورثتها عن أهلها، فتبقى بليلة العيد مستيقظة تعمل القهوة السادة وتحضر التمر، ومن ثم نذهب سوياً الى الجامع للمشاركة بصلاة العيد، وعندما نعود تعمل لنا طعاماً مخصصاً بالعيد اسمه «أرز حامض» المعروف بأن هذا الطعام معاني الأصل فأصبح هذا الطعام مقترناً بالعيد بالنسبة لنا فله نكهة خاصة لكل المعانية، بالإضافة الى أنها تشعل لنا البخور بالمنزل، فالعيد بالنسبة لي فرح وابتهال وأجوائه رائعة وخاصة عند مشاركتنا بعمل الكعك والمعمول، فطالما الحجة موجودة لن يفقد معناه وبهجته».
اما الشابة «لبنى» فالمحت الى بهجة العيد : «عندما كنت صغيره كنت انتظر العيد والفرحة تغمرني فكل يوم يمضي أعد الأيام الباقية لمجيئه وفي ليلة العيد النوم يكون بها متقطع وأنا انتظر اشراق الشمس لنحتفل به ونستمتع ولكن الآن أشعر بأنه يوم عادي كسائر الأيام».
«ومن غير المستطاع بأن ننكر بأن الربيع العربي قد أثر على فرحتنا بالعيد وخصوصاً عند رؤيتنا المناظر التي تقشعر لها الأبدان على القنوات الفضائية والتي تنقل لنا حال الشعوب المحيطة بنا فكيف لنا بأن نفرح وغيرنا يعتصر ألماً بفقدانه بلده أو أحد أفراد أسرته» هذا الكلام قد أدلت به «سعاد» الأردنية.
أما عن السوري»تيم» فقال اً: «كيف لي بأن أهنئ بالعيد وأنا بخارج بلدي، كما اني أراه ينزف دماً، فالعيد مرتبطة ذكرياته بأماكن محددة بسوريا والأقارب والأحباب، فأحلم دائماً بلقياهم».
رؤيات مختلفة للعيد
عبرت «فرح» عن العيد قائلة: « ابتدءه بحضوري صلاة العيد بالجامع، فالأجواء التي تتلي الصلاة رائعة، فبالاضافة الى الجانب الروحاني التي تمدني به الصلاة فإني أمتع نظري برؤية الناس يسلمون ويعيدون على بعض لأن أشعر وقتها بأن الحياة بخير، ونحن بأمان، وتسود أجواء الفرح والسعادة في أرجاء المكان».
أما عن الطفل «حمزة» عن انتظاره للعيد بفارغ الصبر لما يحمل معه الحلوى اللذيذة والعيديات والملابس الجديدة فأنا أحبه كثيرا وأتمنى بأن يأتي مسرعاً فوالداي يأخذوننا الى المطاعم ومحلات للألعاب لنقضي أجواءًا رائعة وممتعة.
أما الطفلة «رؤيا» قالت بأن العيد أجمل شئ في الحياة فأنا أذهب مع أمي الى السوق لنشتري ملابس العيد واكسسواراته وحقيبة اليد وأحتفظ بهم بخزانتي وكل يوم أمتع نظري بهم الى أن يأتي العيد وأفخر بإرتدائهم.
«أم محمد» أشارت : «أن العيد عبارة عن بهجة .. وتواصل .. وتراحم .. أرى بهجة أبنائي وأفرح لفرحهم، وتواصل الأحباب والأصحاب، وتراحم الأقارب. فالعيد محبب .. منح لنا ليزرع الابتهال في قلوبنا والبسمات على ثغرنا».
«أبو رأفت» اعد برنامج العيد: « اليوم الاول هو زيارة لبيت العائلة والأقارب ... فصلة الأرحام من الأركان التي أحرص عليها كثيراً واليوم الثاني هو يوم مخصص للرحلات و السفرات لأفرّح عائلتي وأجعلهم يشعرون بالعيد ويحسون باختلافه عن باقي الأيام».
رد مع اقتباس
المفضلات