عمان - بترا - وفاء مطالقة ومجد الصمادي - اعتبر سياسيون ان مخطط (برافر ) الاستيطاني يأتي في سياق تمادي إسرائيل في عملية التطهير العرقي للفلسطينيين ، والقضاء على أي سبيل لقيام دولة فلسطينية من خلال سلب الأراضي وتهجير السكان الفلسطينيين عن أرضهم.
وبينوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انه في حال اقرار هذا المخطط من قبل الكنيست الاسرائيلي والذي يقضي بمصادرة نحو 800 ألف دونم من اراضي بدو النقب وازالة نحو اربعين قرية بدوية وتهجير الالاف من قراهم , سيكون له تداعيات وخيمة على مشروعات السلام في المنطقة.
نائب رئيس الكنيست الاسرائيلي ورئيس الحركة العربية للتغيير احمد الطيبي قال ان مخطط (برافر) هدفه اجلاء عشرات الالاف من العرب البدو الفلسطينيين من النقب وطردهم من بيوتهم وتغيير نمط حياتهم والاستيلاء على اراضيهم بهدف تهويد النقب وتغيير طبيعته.
واضاف ان عددا من البدو كانوا قد عانوا ايضا من الترحيل والتشريد بنكبة 1948 مبينا اننا سنتصدى عبر الكنيست والشارع والعمل الجماهيري والسياسي وبجميع المحافل العربية والدولية لهذا القرار . واشار الى ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة الموجود فيها قرى غير معترف بها , وهي بلدات عربية بالنقب , جزء منها موجود قبل عام 1948 , ووزارة الخارجية الاسرائيلية لا تعترف بهذه القرى لعدم توفر البنى التحتية والمرافق الصحية مشيرا الى ان الاسرائيليين يحاولون طردهم من اراضيهم بادعاء انهم سيقومون بتنظيمها وتطوير الحياة فيها.
وقال الدكتور الطيبي ان هذا المخطط يعتبر سياسة تمييز عنصري وتهجير وطرد موجهة ضد العرب البدو وليس لليهود . النائب ميسر السردية قالت ان تلك الاجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق الشعب الفلسطيني جزء من السياسات التطهيرية العنصرية التي تمارسها اسرائيل ضد العرب في فلسطين التاريخية، مضيفة ان مجلس النواب اصدر بيانا استنكر فيه خطة ( برافر) التي تهدد أبناء النقب وتعتبر نكبة جديدة للفلسطينيين.
واشارت السردية الى ان البيان ناشد جميع البرلمانات العربية والاسلامية والدولية اتخاذ موقف واضح تجاه الخطة العنصرية اضافة الى رفض ممارسات هذا الكيان الغاشم ، والعمل على وقف هذه الخطة الاستيطانية الاستعمارية.
الباحث في الشؤون الفلسطينية والاسرائيلية الزميل نواف الزرو قال ان المشهد الماثل في هذه الايام في فلسطين , في مدنها وقراها وخربها وامكنتها المختلفة، هو ذلك المشهد التدميري الذي لا يبقي ولا يذر من الارض والعرب شيئا، موضحا ان نهج التدمير والتهديم يمتد من العراقيب النقبية في الجنوب الفلسطيني، مرورا بيطا واخواتها الخليليات، وصولا الى طانا الواقعة على مقربة من نابلس شمالي الضفة الغربية.
واضاف ان تلك هي المساحة التي تتحرك فيها وعليها بلدوزرات الهدم والتدمير والتخريب والاقتلاع والتهجير الصهيونية، بلا توقف او كلل، فالهدف الكبير لديهم كان منذ ما قبل اقامة دولتهم، وما زال ساريا الى اليوم هو: هدم وتدمير وتنظيف الارض من معالمها واهلها وتمهيدها للتهويد الشامل , وكل ذلك في ظل انتكاسات وانشغالات عربية بالانقسامات والحروب الداخلية ، التي تغذيها الاجندات الاسرائيلية ، وتعتبر المؤسسة الاسرائيلية ان هذه فرصة تاريخية لها قد لا تتكرر، كي تقوم بالانقضاض على كامل فلسطين من البحر الى النهر.
وقال ان يوم الارض الخالد يتجدد في هذه الايام ، من النقب، حيث يتصدى اهلنا هناك موحدين , للمخطط الذي يعرف باسم (برافر- بيغن) .
واضاف ان دولة الاحتلال ليس فقط لم تتوقف عن مشروعات المصادرة والتهويد ضد الارض والمكان العربي الفلسطيني، بل صعّدت من هجومها وحربها الشاملة على اهلنا هناك، بهدف الاجهاز استراتيجيا على القضية تاريخيا وجغرافيا وتراثيا . وبين الباحث الزرو ان سلطات الاحتلال هدمت قرية العراقيب على سبيل المثال اثنين وخمسين مرة في محاولات مسعورة من اجل تفريغ الارض وتهجير السكان، وقام اهلها ببنائها 52 مرة ايضا في معركة بقاء ووجود.
وقال انه في قرية (ام الحيران) النقبية ايضا، كانت اقرب صرخة اطلقها اهالي قرية في مواجهة قرار الاحتلال هدم القرية وتحويلها الى مستعمرة صهيونية مشيرا الى ان قرارا لمجلس البناء الإسرائيلي بتحويل القرية الى مستوطنة باسم ( حيران) اثار غضباً واسعاً بين اهالي القرية.
واضاف انه في سجل النقب يصل عدد السكان العرب اليوم الى نحو 200 ألف , يملكون نحو مليون و100 ألف دونم، بينما بدأت عملية التهجير هناك بعد النكبة عام 1948، حيث تم تهجير 90 بالمئة من عرب النقب إلى خارج الحدود، واستولت اسرائيل على أراضيهم، علما بأن مساحة أراضي عرب النقب كانت تصل قبل النكبة إلى نحو 11 مليون دونم، ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن تهجير من هجرتهم عام النكبة، بل واصلت عملية التهجير الداخلي لمن تبقى من اهل النقب صامدا.
واوضح ان اهل النقب اجمعوا على ان أرض النقب ملك مقدس لأبناء العشائر قديما وحديثا ومستقبلا وهي أرض عربية لا تباع ولا يساوم عليها ، مشيرا الى «وثيقة أرض النقب» التي أكد فيها الاهالي رفضهم لأي مساومة على الأرض باعتبار أنها أرض عربية إسلامية لا تباع ولا يساوم عليها.
وحذر رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني خالد مسمار من اندلاع انتفاضة جديدة يقدم فيها ابناء الشعب الفلسطيني الانفس مقابل البقاء على تراب وطنه .
واعتبر مسمار مخطط (برافر) بانه استمرار لعملية التطهير العرقي التي تقودها حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ نكبة 1948 .
رد مع اقتباس
المفضلات