احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: في فلسفة الصوم

  1. #1
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    في فلسفة الصوم

    سامح المحاريق - لا يظهر جوهر الصيام وحكمته ودوره في تشكيل الشخصية الإسلامية، والانسانية بسهولة ؛ وهناك من يعتقد أن الصوم هو لغاية محددة وليس غيرها،..عبادة او تواصل بين العبد المؤمن وخالقه.
    وهم بذلك يتناسون أن الصيام هو عبادة مهمة وليس مجرد» معاملة»، فالمعاملات تنطوي على حقوق الآخرين، ومنها التصرف حيال الفقراء والمحتاجين والمعوزين، أما العبادة فهي علاقة بين العبد وربه عزوجل، والعبادات تنصرف إلى نفس الإنسان، بغاية تهذيبها وتدريبها على التعالي عن الشهوات والنزعات المقيمة فيها.

    ما هو الصيام
    الصيام هو الامتناع عن الشراب والطعام وممارسات أخرى، ومنها أيضا اللغو والكلام فيما لا ينفع أو يضر، وفترة الإفطار ليست مشاعا لممارسة كل ما يمتنع عنه الصائم طيلة يومه، وإنما هي استراحة لتمكينه من المواصلة في عبادته، فليس ممكنا أن تستمر حالة الإمساك عن الطعام والشراب بصورة مستمرة، ويعني الإفطار أن يحصل الإنسان على أقل القليل مما يمكنه من مواصلة حالة الإنقطاع عن شهوات الدنيا وصغائرها، وليس التوجه بكثير من النهم إلى تناولها، فذلك أمر لا يستوي مع فكرة الصيام أصلا، فالصيام هو لشهر رمضان بأكمله، يعيش فيه الإنسان حالة كاملة من التواصل مع ذاته المجردة والعارية من الغرور والكبر والعنجهية، ويتعلم كيف الإنسان يمكن أن يواصل مسيرته في الحياة بالقلة المتاحة، وهو الأمر الذي ينقي الإنسان ويجعله يتوجه بتفكيره إلى أمور أكثر عمقا في حالة من التدبر والتأمل، وهو الأمر الذي يتطلب الاعتدال، ولا يمكن أن يستوي أو يعمل مع التخمة والإفراط.
    ..ولعلنا في زمن يقول انه من الأخطاء التربوية أن نوجه الناس الاغنياء للصوم بحجة أن يشعروا بمعاناة الفقراء، وعلى الرغم مما يحتويه هذا الإرشاد من حكمة في زمن يتزايد فيه الفقر، وأحيانا الجوع في بعض من مناطق العالم الإسلامي،والعالم كافة ،الا ان للصوم مشروعية تجمع الاغنياء والفقراء.
    الصائم هو كذلك في الإمساك والإفطار، ولكن واقع الأمر أنه يفقد حالة الصيام من ناحية الجوهر في العبادة مجرد أن يؤذن لصلاة المغرب، يبدأ في التناول النهم للأطعمة المتعددة الأصناف، وتتحول الموائد في رمضان إلى فرصة لاستعراض مهارات الطهي لدى ربات المنازل، مترافقة بطقوس لا تعتبر يومية في حياتنا، مثل الحلويات الدسمة، وبالتالي، فإن الخروج من حالة الإمساك يأتي بالإغراق في تناول الطعام، وهو الأمر الذي على الرغم من عدم وجود سند شرعي لتحريمه، إلا أنه من الناحية العقلية يجعل الصيام يؤول إلى محصلة (صفرية) فالمجاهدة في النهار، تتحول إلى إشباع مفرط في الليل، وكأنك يا أبا زيد !.

    الإعتدال والتوازن
    الإسلام أصلا؛ يتخذ موقفا صريحا من الإفراط، ويدعو للاعتدال والتوازن، ولا يوجد في عالم اليوم أكثر فجاجة من بواقي الطعام التي تتكدس على الموائد بينما مئات الملايين من البشر لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، والمسلم تمكن من قيادة العالم لقرون لأن طبيعته النفسية التي تربت على مبادئ الإسلام جعلته يشعر بالآخر، ويحس بمواجعه وهمومه.
    ولذلك تقدم الإسلام في أفريقيا وآسيا دون وجود الفتوحات العسكرية، وإنما بمجرد ما رآه أهالي ماليزيا وأندونيسيا والهند والفلبين وتنزانيا وتشاد ومالي والنيجر وغيرها من الدول من ممارسات المسلمين وأفعالهم، ولو أنهم رأوا في المسلمين رجالا مقبلين على الدنيا، ومستعدين لأن يبذلوا كل شيء من أجل مغانمها لما دخلوا في الإسلام أصلا، ولأخذوا منه موقفا سلبيا كالذي اتخذوه من الاستعمار.
    طوابير السيارات التي تدلف تباعا إلى عمق المولات التجارية، وتتحول إلى عربات تسوق مليئة باحتياجات بعضها ضروري، وكثيرها ليس ضروريا أو لازما، هي ليست سوى مظاهر لتحويل العبادات الدينية إلى مناسبات استهلاكية، بنفس الطريقة التي جرى من خلالها تحويل الأعياد إلى ذلك، وإذا كانت الأعياد تتخذ رخصة لما تحمله من فرحة لمعتنقي أي ديانة احتفاء بمناسبة معينة في تاريخهم أو عقيدتهم، فإن ذلك لا ينطبق على شهر لعبادة تقوم على حرمان النفس، بغاية ترويضها وتهذيبها، وكسر الغرور والكبر في داخلها، وعدا عن تناقض ذلك مع المبادئ الإسلامية، فإنه أيضا يحمل تناقضا كبيرا مع الرشد الاقتصادي، فيتسبب في غلاء ليس يقوم على أساس، والطلب المبالغ فيه يذهب معظمه في صورة أطعمة فسدت ولم يتم الاستفادة منها نتيجة زيادة كمياتها عن الحاجات الطبيعية.

    تحقيق غايات سامية
    التنوع في مائدة الإفطار، يمكن أن يكون هدفه تعويض الجسم عن بعض العناصر الضرورية مثل السوائل تحديدا، والسكريات في مرتبة تالية، ولكن البروتين والدهون يمكن أن ترفد الجسم لعدة أيام دون وجود مشكلات كبيرة، أو تهديد لاحتياجاته الحيوية، وإذا كان ضروريا من التنوع الذي يعتبره البعض أحد لوازم رمضان ومظاهره المستقرة.
    ليكن ذلك التنوع قائما على الحاجات الحقيقية والفعلية، وليس على المبالغ في الكميات لمجرد الإحساس بأن رمضان هو احتفالية متواصلة، سواء كان ذلك والأسرة منفردة، أو أنها تقيم ولائمها لأقاربها وأصدقائها، فذلك يؤدي إلى خروج صريح عن المغزى من شهر رمضان ومن حكمة الصوم نفسها.
    وعلى ذلك يجب أن يتوجه الوعاظ والدعاة بأن يذكروا الناس بأن العبادة ليست مجرد طقوس ترتبط بالوقت والممارسات، وإنما هي أيضا وسيلة من أجل تحقيق غايات سامية، والله عزوجل لم يفرض الصوم لمجرد أن يجعل البشر يمسكون عن الطعام والشراب، وإنما من أجل أن يكونوا أكثر إنسانية وسلاما مع الذات والآخرين.
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669

    رد: في فلسفة الصوم






    سلمت لكل ما تقدم
    لا حرمنا روعه نشاطك
    كل الاماني الحلوة

    اختكم بالله



  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    رد: في فلسفة الصوم

    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Sep 2012
    المشاركات
    9,714
    معدل تقييم المستوى
    21474857

    رد: في فلسفة الصوم

    اضف

    الصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة، وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما أعده الله لأهله، وتحث المسلم على الاستكثار منه، وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.

    فمما ورد في فضل الصوم: أنه جُنَّة -أي وقاية وستر- فهو يقي العبد من النار، روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار) رواه أحمد.


    ومما ورد في الصوم أيضا أنه: يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.

    وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مثل له)، فبين عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد).

    وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان).

    والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، أي: إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه، واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه.

    وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب، ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به )، وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي)، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله.

    والصوم سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.

    ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم -وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام- أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا، لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله.

    فهذه بعض فضائل الصوم، وتلك هي آثارة، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شُرِع الصوم، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064

    رد: في فلسفة الصوم

    الف شكر على الاضافه الرائعه

    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-05-2018, 12:05 AM
  2. الاضاءة النهارية لNio EP9 الصينية , Nio EP9 الصينية السريعة
    بواسطة نسمات الجنة في المنتدى صور سيارات 2018
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-10-2017, 10:04 AM
  3. هل للصمت من فوائد
    بواسطة MA3N_R في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 21-04-2009, 08:18 AM
  4. خمس حركات تحبها المرأة قد لا يعرفها كل الرجال
    بواسطة مشهور في المنتدى منتدى الاسرة
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 02-11-2008, 03:46 PM
  5. لندن ومدينة maxico حصري لاحباب الاردن
    بواسطة الاسطورة في المنتدى طلاب - منتدى طلاب الاردن
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-11-2008, 11:38 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك