الحقيقة الدولية – عمان





اظهر استطلاع اجراه مركز البحوث والدراسات في مجموعة "الحقيقة الدولية" الاعلامية ان غالبية الأردنيين راضون عن أداء قوات الدرك الأردني خلال عامين، مؤكدين حرفيته العالية في التعامل مع الحراكات المختلفة والذي ساهم في ارساء هيبة الدولة في سبيل تحقيق ربيع أردني مثمر.



وبين الاستطلاع الذي اجراه الباحثان محمد فلاح الزعبي وفارس قرعاوي بعنوان "الدرك بين الواجب الأمني والواجب الإنساني"، واطلق ظهر الخميس خلال ندوة خاصة عقدتها "الحقيقة الدولية" في مقر المجموعة، ان 79% من الشريحة المستطلعة (بواقع 1514 من أصل 1920 تم استطلاع آراءهم) رضاهم عن أداء قوات الدرك في التعامل مع مختلف الحراكات الشعبية خلال العامين الماضيين اذ توزعت النسبة ما بين خيارين (راضي بشكل كامل 46%) و (مقبول 33% ).



وأكد النائب الدكتور زكريا الشيخ رئيس مجلس ادارة مجموعة "الحقيقة الدولية" الاعلامية خلال الندوة على أن اي دراسة اعلامية يجب أن تحتوي على ارقام واضحة ومحددة تهدف إلى استشراق المستقبل مشيرا إلى أن العالم الإسلامي والعربي يعتمد على دراسات أجنبية لديها اجندات معينة تريد تنفيذها .



وبين الشيخ أهمية دور مراكز الدراسات في تقديم المعلومة الهامة لأجهزة الدولة مبينا أن مركز الدراسات والبحوث في الحقيقة الدولية كان هدفه الحصول على معلومات من جهاز أمني ( قوات الدرك ) واصفا صعوبة الحصول على معلومات من الأجهزة الأمنية بالعادة .



واشار الشيخ إلى أن الحراكات الشعبية ساهمت باصلاح بعض الأخطاء الحاصلة في المجتمع مؤكدا أنه من الصعب التمييز بين الحراك الذي ينادي بالاصلاح الحقيقي وغيره الذي يهدف إلى اشغال الفتن.



وثمن الشيخ تعامل قوات الدرك مع القائمين على الدراسة متمنيا ً أن تكون نتائج الدراسة دقيقة وتسهم في رفد الأجهزة الأمنية والمجتمع بالمعلومات الصحيحة والهامة .



واضاف الشيخ أن مركز "الحقيقة الدولية" للدراسات والبحوث لن يكتفي بهذه الدراسة بل سيعمل على دراسات أخرى لعدد من المؤسسات التي توجه الرأي العام منها: منابر المساجد التي اعتبرها وسيلة إعلامية خطيرة جدا.



من جانبه قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والامنية في المديرية العامة لقوات الدرك العقيد احمد الطراونة خلال الندوة ان الهدف من انشاء مديرية الدرك ان تكون رديفا للأجهزة الامنية بما فيها جهاز الامن العام.



وبين العقيد الطراونة ان المديرية تنفذ الكثير من الواجبات منها حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية والاحداث الرياضية، عدا عن التعامل مع الاعتصامات.



مدير وحدة تنمية المجتمع في جامعة البلقاء التطبيقية د. محمود الحبيس علق على نتائج قادة الرأي في الدراسة مطالبا بوضع خصائص هذه الفئة، مثمنا الجهد الذي بذل لإخراج هذه الدراسة.



استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية د. عمر الحضرمي قال ان هذه الدراسة وضعت الامور في نصابها من حيث نظرة المواطنين الى قوات الدرك، وان الانطباع انهم فقط حملة الهراوات.



رئيس تحرير صحيفة "العرب اليوم" نبيل غيشان اكد ان رجال الدولة هم ما اساء الى هيبة الدولة، وان اساس تراجع حدة الحراك في الشارع هو عدم قمعة، مبينا ان هناك الكثير من القضايا الميدانية فيما يتعلق بعمل قوات الدرك بحاجة الى نقاش.



المحاضر في كلية الدفاع الوطني العميد المتقاعد احمد الحويان قال ان اجهزة الامن تحملت الكثير في سبيل امن المواطن والوطن، متمنيا ان لا تصل شرارة الدمار الى وطننا.



الناشط في حراك الرمثا قاسم الحميدي قال ان الدركي والحراكي في خندق واحد ورجال الامن ليسوا بخصوم للحراك، مطالبا الدولة الاردنية بالمساواة بين كافة المواطنين، مطالبا بإيقاف العمل بالمشروع النووي الاردني.



من جانبه قال الناطق الاعلامي باسم قوات الدرك المقدم احمد ابو حماد ان مديرية الدرك تعمل ضمن تخطيط استراتيجي ويتم تصوير جميع الواجبات لتعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات، وقوات الدرك تعمل بشكل جماعي وليس فردي.



وبين المقدم ابو حماد ان افراد الدرك غير مسلحين بأسلحة نارية خلال الواجبات باستثناء معدات مكافحة الشغب، وليس لدينا اماكن توقيف او تحقيق.

نتائج الاستطلاع



ويعتبر هذا الاستطلاع الذي يبحث في دور الدرك في التعامل مع الحراكات المختلفة خلال عامين من الربيع الأردني، الأول من نوعه في الأردن الذي طرق باب مؤسسة أمنية على تماس مباشر مع الحراكات الشعبية المختلفة لاسيما تلك المطالبة بالإصلاح والتي انبثقت عن ما أطلق عليه الربيع العربي منذ عامين في معظم الدول العربية.



وأكدت الغالبية العظمى من الأردنيين وبنسبة 73% بواقع 1398 على ان قوات الدرك ساهمت بتعاملها الحرفي مع الحراكات بإرساء هيبة الدولة بالشكل الصحيح والحضاري بشكل أتاح المجال أمام أجراء إصلاحات جوهرية قادت إلى ان يكون الربيع الأردني مثمرا أدت إلى تجاوز مرحلة مفصلية.



وأجاب على سؤال الاستطلاع المتعلق بتعامل قوات الدرك مع الحراكات الإصلاحية بحرفية عالية مقارنة مع دول الربيع العربي بـ (نعم 1172 بنسبة 61% ) بينما أجاب ( 440 بنسبة 23% من العينات المستطلعة على خيار الى حد ما من حيث الحرفية العالية، فيما صوت على خيار لا عدد 308 بنسبة 16% فقط.



وحول الاخطاء التي شابت التعامل مع الحراك خلال العامين الماضيين اكد ما نسبته 78% بواقع 1503 من المستطلعين، انها فردية بينما اعتبر 417 شخصا فقط بنسبة 22% أنها ممنهجة.



وفيما يخص الموازنة بين الواجب الأمني والواجب الإنساني في التعامل مع الحراكات المختلفة عند الدرك خلال العامين الماضيين أجاب 1477 بنعم وبنسبة 77% ان الدرك وازن بين واجباته الأمنية والإنسانية وزعت على خيارين الاول أجاب 47% بنعم " ان الدرك وازن 100% بين واجباته الأمنية وواجباته الإنسانية " بينما قال 30% بان الدرك وازن بين واجباته الأمنية والإنسانية الى حد ما وبنسبة مرتفعة ,فيما كانت نسبة من أجابوا بـ "لا" 23% فقط.



أما ما شهدته الحراكات من مصادمات بين الموالاة والمعارضة في بعض المسيرات فكان له سؤال خاص حيث تم طرح سؤال "هل تعتقد ان الدرك حال دون اصطدام الموالاة والمعارضة " فكانت الإجابات على النحو التالي أجاب بنعم ما نسبته 53% بواقع 1028 فيما أجاب بـ "إلى حد ما " 32% بعدد 608 بينما ,كانت نسبة ما أجابوا بـ "لا" 284 وبنسبة 15%.



وكانت النسبة الكاسحة أكدت ان هفوات الأجهزة الأمنية في الدول العربية ساهمت في تفاقم الأزمات في بلدانهم بنسبة 90% بعدد بلغ 1725 ,فيما قال 3% فقط لا بعدد 60 بينما أجاب لا ادري 135 بنسبة 7%.



حسب الشرائح :



قطاع المعلمين:



أبدى غالبية العينات المستطلعة من قطاع المعلمين والتي كانت الشريحة الأكبر بين القطاعات المستهدفة من الاستطلاع حيث أبدى 74% رضاهم عن أداء الدرك في تعامله مع الحراكات الشعبية المختلفة خلال العامين الماضيين حيث أثنى 68% من المعلمين على مقدرة قوات الدرك على تحقيق التوازن بين الواجبين الأمني والإنساني إذ أشاد 61% من شريحة المعلمين بالحرفية العالية التي تمتعت بها قوات الدرك مقارنة مع دول الربيع العربي.



ويعتقد 86% من المعلمين بان الأخطاء التي وقعت من بعض الدركيين أثناء الأحداث كانت فردية وليست ممنهجة ,كما أيد 82% من المعلمين استمرار ايكال مهمة التعامل مع الحراكات الشعبية والإصلاحية لقوات الدرك في حين أجاب 96% من المعلمين على سؤال الاستطلاع المتعلق بدور الأجهزة الأمنية في دول الربيع العربي بتفاقم الأزمات في بلدانهم.



قطاع قادة الرأي والفكر:



وسجلت شريحة قادة الرأي والفكر مفاجأة في نسبة رضاهم عن تعامل قوات الدرك مع الحراكات المختلفة إذ جاءت النسبة 98% بواقع 176 عينة من اصل 180 تم استطلاعهم , كما اجمع قادة الرأي والفكر على موازاة الدرك بنفس الدرجة بين الواجب الأمني والواجب الإنساني خلال تعاملهم مع الحراكات المختلفة بنسبة 89% ,في حين أنهم شهدوا للحرفية العالية للدرك مقارنة مع دول الربيع العربي بنسبة 90% ,كما شهدوا في حال اعتبر أن بعض الدركيين ارتكبوا أخطاء فإنها جاءت فردية بنسبة 81%.



وثمن قادة الرأي والفكر دور قوات الدرك في الحيلولة دون اصطدام المشاركين في مسيرات المولاة والمعارضة بشكل أدى إلى إرساء هيبة الدولة بالشكل الصحيح والحضاري وجاءت بسبة 89% للأولى و 75% للثانية حيث دفعهم ذلك للتأييد خيار استمرار تعامل قوات الدرك مع الحراكات المختلفة بنسبة 77%.



وعادت النسبة الـ 75% من ذات الشريحة إجابتهم على سؤال حول اعتقادهم بان الأجهزة الأمنية في دول الربيع العربي هي من تسبب في تفاقم الأزمات في بلدانهم ,لكن ما جاء خلافا للمعايير بان 17% من قادة الرأي والفكر لا يدرون عن أداء الأجهزة الأمنية في الدول العربية.



قطاع الحراكيين:



وكان لقطاع الحراكيين دورا فاعلا في إثراء الاستطلاع وتأثيرا ملموسا على نتائجه حيث أبدى 23% رضاهم التام عن أداء الدرك بينما أبدى 40% رضاهم النسبي ( مقبول ) عن الأداء لترتفع في المحصلة نسبة الرضى إلى 73% بواقع 218 عينة من أصل 345 شملهم الاستطلاع ,إذ اعتقد 60% من الشريحة ان قوات الدرك وازنت ما بين الواجب الأمني والواجب الإنساني خلال التعامل مع الحراكات المختلفة.



ويعتبر الحراكيين من أكثر القطاعات تماسا مع قوات الدرك لذلك تعتبر شهادتهم ذات أهمية في تقييم حرفية الدرك في التعامل معهم حيث بلغت اعتبر 75% منهم أن الدرك تعامل مع الحراكات المختلفة بحرفية عالية مقارنة مع دول الربيع العربي , كما اعتبر 63% من قطاع الحراكيين إن الأخطاء التي وقعت خلال الحراكات من قبل بعض الدركيين فردية وليست ممنهجة.



واعترف 86% من الحراك أن قوات الدرك حالت دون اصطدام مسيراتهم مع مسيرات الموالين معتبرين ان قوات الدرك ساهمت بإرساء هيبة الدولة بالشكل الصحيح إذ جاءت بنسبة 59% ,حيث أيد 60% من الحراكيين باستمرار ايكال مهمة التعامل مع حراكهم إلى قوات الدرك ,مؤكدين على أن أخطاء الأجهزة الأمنية في دول الربيع العربي هي سبب الأزمات في بلدانهم.



قطاع الأحزاب :



بدوره قطاع الأحزاب كجزء من الحراك الإصلاحي والشعبي أبدى رضاه عن أداء الدرك في التعامل مع الحراكات المختلفة بنسبة 74% ,وأشاد 70% من الحزبيين بقدرة قوات الدرك على تحقيق التوازن بين واجبهم الإنساني وواجبهم الأمني ,كما أكد 69% على حرفية قوات الدرك الأردني في تعامله مع الحراكات مقارنة مع دول الربيع العربي بالإضافة إلى 56% قالوا بان الأخطاء كانت فردية وتقاربت هذه النسبة مع من قالوا بان الدرك حال دون اصطدام الموالاة والمعارضة أثناء المسيرات بنسبة 55%.



ويعتقد 68% من الحزبيين بان قوات الدرك ساهمت بإرساء هيبة الدولة بالشكل الحضاري ,مبدين تأييدهم لاستمرار ايكال مهمة التعامل مع الحراكات لقوات الدرك بنسبة 62% مقابل 38% أجابوا بـ "لا" على ذات السؤال.

واجمع الحزبيون على أن الأجهزة الأمنية في بلدان الربيع العربي تسببت في تفاقم الأزمات في بلدانهم من خلال التعامل غير الحضاري مع الحراكات بنسبة 100%.



قطاع الإعلاميين:



كما شارك قطاع الإعلاميين الحزبيين ذات الاعتقاد من حيث أن الأجهزة الأمنية في الدول العربية تسببت في تفاقم الأزمات في بلدان الربيع العربي بنسبة 100% أيضا.



وأبدى 83% من الإعلاميين رضاهم عن أداء الدرك في التعامل مع الحراكات المختلفة بواقع 248 عينة من أصل 300 شملهم الاستطلاع بهذا القطاع ,حيث اعتبرت نحو 260 عينة ما نسبته 87% أن قوات الدرك تعاملت بحرفية عالية ووازنت بين الواجب الإنساني والواجب الأمني في التعامل مع الحراكات.



واعتبر 85% من الإعلاميين وهم شهود على الأحداث ان الأخطاء التي رافقت واجبات قوات الدرك خلال تعاملها مع الحراكات المختلفة فردية وليست ممنهجة ,بيد أن ثلثي الإعلاميين يشهدون بان قوات الدرك حالت دون اصطدام الموالاة والمعارضة أثناء المسيرات مما ساهم بإرساء هيبة الدولة بالشكل الحضاري ,حيث أيد 77% من الإعلاميين استمرار ايكال مهمة التعامل مع الحراكات لقوات الدرك.



قطاع وجهاء وشيوخ العشائر:



وجاءت نتائج الاستطلاع حسب شريحة وجهاء العشائر بنسب متماثلة وحسب ما هو ما هو متوقع حيث أبدو رضاهم عن قوات الدرك الأردني مقارنة مع الدول العربية، فيما اعتبر 90% من الشباب أن الأخطاء التي رافقت واجبات الدرك كانت فردية.



وأيد الشباب بنسبة 87% استمرار ايكال مهمة التعامل مع الحراكات لقوات الدرك الاردنية ,وبنسبة كبيرة وصلت إلى 94% أكدوا أن قوات الدرك حالت دون مواجهات مباشرة بين الموالاة والمعارضة أثناء المسيرات إذ اعتبر 83% من الشباب أن الدرك ساهم في إرساء هيبة الدولة بالشكل الصحيح والحضاري.



وجرى الاستطلاع وفق المعايير العلمية والمنهجية للاستطلاعات العلمية ,حيث شمل الاستطلاع سبعة قطاعات (شرائح ) من المجتمع هي ( قادة الرأي والفكر والمعلمين ووجهاء وشيوخ العشائر وناشطوا الحراك والإعلاميين بالإضافة الى قطاع الاحزاب والشباب ) حيث وزعت على ثلاثة أقاليم هي (إقليم الشمال وإقليم الوسط وإقليم الجنوب ) وتم توزيع 2150 ورقة استبيان تم الاستجابة من قبل 1920 عينة واستغرق العمل في الاستطلاع نحو 180 ساعة عمل على مدار شهر.