د. عميش يوسف عميش - قد يكون عنوان المقال مزعجاً، لكن الموضوع مهم عندما نعرف الإحصاءات الرسمية عالميا أن عدد الذين يقدمون على الانتحار هو 14.5 مليون كل عام، وانه السبب العاشر للوفيات.
يقول استاذ علم النفس في مدينة باركفيل- استراليا (مركزالطب النفسي للأطفال والبالغين): أن الانتحارغالباً ما يحدث عند اليافعين وهو ثالث سبب للوفيات بين الشباب في اوروبا بعد الحوادث المختلفة والالتهابات. لذا فإن وضع خطط لمنع الانتحار كانت و ستظل من اولويات منظمة الصحة العالمية ((WHOكمبدأ للرعاية الصحية الاساسية، وعليه فقد وضع بعض المتخصصين وسائل فعالة تساعد الذين يودون الانتحار تشمل المساندة والمساعدة في اجراء جلسات حوار معهم بمواعيد جدية، واعطاء العلاجات اللازمة التي تمنع اسباب محاولة الانتحار،والتعامل مع الكوراث التي تعقب عملية الانتحارو سميت الخطة ((Assertive Interventionof Deliberate Self Harm Trail))((AID)).
اما التفكير السليم و التحفظي خلف هذه الخطة فهي واضحة، و تعتمد على معرفة ان المحاولات والتصميم المتعمد لايذاء الشخص لنفسه عادة تسبق الانتحار المؤكد، جميع المحاولات تحدث عند اولئك الذين لديهم خلل عقلي لذا فان الاهتمام النفسي و العقلي المتكامل بعد محاولة الانتحار مهمة لاي شخص و غالبا ما يكون الاهتمام غير ناجح و مهمل و غير كاف و تعطى للعدد القليل،لذا فانه من المهم ان يتلقى الشخص الذي لجأ للانتحار العناية الكافية و المتابعة الجادة و المنتظمة و ذلك يعتبر جزءا هاما من استراتجية لمنع الانتحار مجددا.
و يجب التذكير بان الطبيب و العائلة عليهم معرفة الأسباب الكاملة للانتحار، العلاج شيء هام و يساعد هؤلاء الاشخاص و يجب عدم ترك هؤلاء ينتظرون طويلا تحت اي من الظروف للوصول للاختصاصي المعالج و القيام بالفحص للشخص الذي يحاول الانتحار و التحدث معه و اعطاءه العلاج بانتظام وان الخطة (AID)تساعد كثيرا لكن الصعوبة تقع في عدم تقييم محاولات الانتحارالتي يقدم عليها الشخص مرة اخرى اثناء بدء العلاج للانتحار خاصة اذا لم تعط الاولوية لهذا الموضوع .
و بالنسبة لهؤلاء الذين يعودون لمحاولة الانتحار مرة اخرى لابد من تقديم العلاج النفسي الخاص الكيميائي و ليس العلاج البسيط، والجدير بالذكر أن الإحصاءات بينت ان 16% حاولوا الانتحار عدة مرات و 2% مرة واحدة و يجب عدم الاطمئنان أن العلاج الأول بعد اي محاولة هو المانع لمحاولات أخرى. ولأهمية هذا الموضوع لابد من سلوك عدة طرق لمنع الانتحار وذلك بزيادة وعي الجمهور و الاطباء و تدريب الاطباء العامين الذين يواجهون عددا من المرضى و ذلك بملاحظة سلوك و قصد الانتحار عند هؤلاء المرضى بالاضافة لعلاجهم .
وعلى العائلة ان تبعد كل اداة يمكن استخدامها من قبل اي شخص لديه ميول انتحارية وكذلك تركيز الاستراتيجيات على الشباب الصغار و البالغين كي لا يصلوا إلى سن التصميم على القيام بالانتحار لذا فيمنع الانتحار، ان التدخل المبكر الجاد و العلاج الفعال بالطبع يقلل و يمنع الانتحار المتكامل و تكرار المحاولات، كما ان المدرسة لديها واجب كبير وعليها وضع البرامج لتأهيل الطلبة وتشجيع المهارات التي تساهم في ابعاد فكرة الانتحار،وكذلك الرقابة الدائمة على الطلبة و تصرفاتهم ومعرفة ميولهم الانتحارية، نأمل من أطبائنا في الأردن اخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار.
رد مع اقتباس
المفضلات