نفى سفير المملكة العربية السعودية في الأردن فهد بن عبدالمحسن الزيد "وجود تهديد بخصوص خسارة العمالة الأردنية لوظائفها في السعودية".
وأكد الزيد أمس، أن "حكومة بلاده اتخذت قرارا لتنظيم العمالة الوافدة؛ نظرا لوجود مشاكل متعلقة بالإقامات".
وأوضح، وفق صحيفة "الغد" أن هناك "مئات الآلاف إن لم يكن ملايين من العمالة القادمة من دول مختلفة الى السعودية، ومنهم من لا يملك إقامة أو أن إقاماته منتهية، ويقيم على نحو غير رسمي في البلاد".
وقال الزيد ان "ما جرى هو ان الحكومة السعودية، اتخذت قرارا للتنظيم والضبط في هذا الصدد، واعطت فرصة لكل متخلف أو مخالف لنظام الإقامة كي يصحح وضعه".
وأضاف "حتى من لا يملك عملا، أعطوه فرصة ليجد عملا، ويصحح وضعه، واستفاد من هذه الفرصة عدد كبير جدا من العمالة الوافدة".
ولفت الزيد إلى أن هناك كثيرا من المخالفات التي كان لا بد من ضبطها، بخاصة وأن "البعض يأتي بتأشيرات عمرة وحج، ويبقون في البلد (السعودية) لأعوام طويلة ويعملون".
وبالنسبة لمن يخالف نظام الإقامة، بعدم تجديدها او الهروب من الكفيل؛ فقال الزيد إن هؤلاء "أخذوا فرصة لتصحيح وضعهم، وتم حل مشاكلهم".
ووصف العمالة الأردنية؛ بـ"الأكثر تنظيما وترتيبا"، معتبرا إياها "بكفاءاتها من اطباء ومهندسين ومهن مميزة أخرى، أفضل شريحة عاملة في السعودية.. مع احترامي الكبير بالطبع لجميع الإخوة الآخرين".
أما بشأن اتفاقية السجناء بين البلدين لقضاء محكوميتهم في بلدهم، فبين الزيد ان ذلك يخضع لاتفاقية، تعد بهذا الخصوص بين الأردن والسعودية، فـ"من ينهي مدة معينة من سجنه في السعودية أو في الأردن، ويكون قضى نصفها او ثلثيها، يكمل الفترة الباقية في بلده، حتى يكون قريبا من أهله"، وهذا ينطبق على السجناء الأردنيين في السعودية والسجناء السعوديين في الأردن".
وبين ان اتفاقية بهذا الشأن وقعت؛ وهي حاليا في مراحل بحث آلية الاستفادة منها "وهناك لجنة اردنية سعودية؛ تعد لهذه الآلية، اذ ان هناك ملفا لكل سجين، وكل حالة تدرس على حدة، وما اذا كانت تستحق انطباق بنود الاتفاقية عليها ام لا".
واكد ان العلاقات الأردنية السعودية في "أرقى مستوياتها، وهي مميزة على كافة المستويات"، بالرغم من اشارته لأوضاع المنطقة التي أثرت على كافة دولها وعلاقاتها، وقال ان "علاقة السعودية بالأردن، ما تزال أكثر من مميزة".
وأشار الى أنه "لا زيادة في اعداد الأردنيين الذين يمنحون تأشيرات للحج هذا العام"، مبينا أن عدد المعتمرين من الاردن كبير جدا، ووصل منذ بداية العام الحالي وحتى اول من امس، الى أكثر من نصف مليون، متضمنا أردنيين ومقيمين وعراقيين، مستثنيا السوريين من هذا العدد.
وأوضح أنه يجري تنظيم اعتمار وحج السوريين الموجودين في الأردن هذا العام، مؤكدا أنه "لا علاقة لعدد التأشيرات التي تمنح للسوريين في المملكة، بعدد التي تمنح للأردنيين".
وحول مساعدات السعودية للأردن؛ قال ان "السعودية قدمت حصتها (نحو 788 مليون دولار) فيما يتعلق بالصندوق الخليجي، على شكل مشاريع"، مبينا أن "المنحة المخصصة للطريق الواصل بين الأردن والحدود السعودية تقدر بنحو 176 مليون دينار، وهي منحة كاملة من السعودية، ولا علاقة لها بالصندوق الخليجي".
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين الأردن والسعودية والامكانيات السعودية، هي التي تحدد مستويات الدعم، في ظل رفع اسعار الكهرباء المرتقب، والأزمة الاقتصادية الراهنة.
وفيما اذا كان هناك حاجة للأردن للمساعدة؛ أكد ان الدول الشقيقة "دائما موجودة، تساند وتدعم"، لافتا الى ان "المساعدات السعودية والخليجية، تأتي من باب مساعدة الحكومة والشعب الأردنيين، لتخطي الصعاب، واي مشكلة تأتي مستقبلا، أيضا سنكون موجودين".
أما بشأن قضية اللاجئين السوريين والأعباء الناجمة عن ازدياد اعدادهم في الاردن، فقال الزيد "عندما أطلقت الحكومة الأردنية نداء عاجلا للعالم لمساعدتها على تغطية تكاليف ما تتكبده من مصاريف، تجاه الأشقاء اللاجئين السوريين، بقيمة 446 مليون دولار، كانت السعودية أول دولة قدمت 200 مليون دولار سلمت للحكومة الاردنية مباشرة، وقبل أشهر قليلة من الآن".
وتحدث الزيد عن الحادثة التي تعرضت لها عائلة سعودية في محافظة معان مؤخرا؛ معتبرا أن ما تعرض له أحد أطفالها لغاز مسيل للدموع "خطأ وحصل"، وهو "غير مقصود"، مطالبا بتوخي الحذر في ظل ما تشهده معان.
ولفت إلى أن العائلة السعودية، قدمت من تبوك للأردن، فيما كان الطريق الرسمي مغلقا، فـ"أخذوا طريقا فرعيا داخل المدينة، وأثناء مسير مركبتهم في ساحة خالية، أطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع، أدت لكسر الزجاج ودخلت للسيارة، فجرح طفل وأصيبت أمه بحروق بسيطة".
وأكد أن الجهة المسؤولة عن ذلك "قدمت اعتذارا"، كما أن الطفل وأمه يعالجان؛ وأن المركبة احترقت.
ولفت إلى أنه اذا كانت هناك فئات بسيطة، تستغل هذه الظروف للاساءة للأردن قبل أن تسيء للسعودية، فهي تعود على من يفتعلها "ونعلم أن هناك جهات تريد ايجاد خلافات، وهذا ليس سرا، فالبعض يأتمرون بأوامر من هنا او هناك".
ولمح في هذا الأمر، الى وجود أشخاص "غير شرفاء، يستغلون ما يسمى بالفوضى، ويحاولون العبث، وهذا بطبيعة الحال، موجود في العالم كله".
أما بخصوص ما اذا كانت السعودية تنصح رعاياها بعدم المرور من معان، فقال ان "هذا يخضع لتعليمات الحكومة الأردنية، التي تعرف المناطق المتوترة، فتقوم بتحذير المارين من دخولها، وهذا أمر متبع في العالم كله".
ووجه الزيد نصيحة للسعوديين بأن يزوروا الأردن لقضاء إجازة الصيف فيه، مشيدا بالسياحة في المملكة، وبالشعب الأردني "المعروف بأنه مضياف وكريم".
المصدر: سفير المملكة العربية السعودية في الأردن فهد بن عبد
6/11/2013
رد مع اقتباس
المفضلات