كريمان الكيالي - في لهو بريء، يقتطع كثير من الأطفال جزءا من الشارع العام ، يحددون بالحجارة ملاعب لكرة القدم ، لا يغفلون خط الوسط والدفاع والهجوم والمرمى ، غيرمكترثين باستياء سكان الحي من الازعاج، وتذمر سائقي السيارات من عرقلة المرور ، والاهم ان الشارع ليس المكان الآمن للعب.
لعب محفوف بالمخاطر، وهو احد مظاهر الضجيج والتلوث البيئي المنتشرة في العاصمة عمان، الى جانب ستة عشر مظهرا رصدها مركز الجسر العربي لحقوق الانسان، والتي تتعارض مع القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان والاتفاقيات والمواثيق التي صادق عليها الاردن ، وتعتبر انتهاكا لحقوق سكان عمان وتعزز من العنف وتهدد استقرار المجتمع وتزيد من التوترات الاجتماعية و تأثيرها المباشر على صحة الانسان.
في كل حي هناك قصة
استباحة الطريق بالعاب مختلفة ،في مقدمتها كرة القدم والدراجات الهوائية والسكوتر و الجلول وتقاذف زجاجات الماء الفارغة أصبحت ظاهرة ، في كل حي هناك قصة لأطفال يعتدون على الطريق العام باللعب.
يتحدث «ابوحسام « من سكان منطقة الكوم الشرقي «شفا بدران» عن معاناته منذ عامين مع هؤلاء الاطفال :» مع غزو العمارات السكنية للشارع الذي أسكن فيه ، يتجمهر كل يوم امام بيتي مجموعة من الاطفال ومن كافة الاعمار، يرسمون ملعبا لكرة القدم من الحجارة ، ويبدأون اللعب الذي لاينتهي الا مع ساعات المساء ، إضافة للإزعاج تتسبب الكرة في الاذى .. اكثر من مرة وقعت الطابة على زجاج سيارات كثير من الساكنين في الحي ، كما تعرضت بعض الاشجار في حديقة منزلي، التي زرعتها منذ عامين للتقصف بسبب سقوط الكرة .
يتابع : انا أكثر المتضررين ، فالاطفال يلعبون أمام منزلي كل يوم، وعندما شكوت هذا التخريب لأهاليهم كان الرد :» الاولاد يريدون ان يلعبوا «، برغم وجود حديقة قريبة جدا في المنطقة لأمانة عمان، ما نريده من الجهات المعنية سواء كانت الامن العام او أمانة عمان، ان تقوم بمنع اللعب في الشوارع وفي كل الاحياء السكنية بشكل رسمي ، اما بوضع اشارة تحذر الاطفال من اللعب بالشارع، وتعريض من يخالف ذلك للمساءلة القانونية، فهذا سيجنب الاطفال خطر اللعب ،ويحد من حوادث الدهس التي يتعرضون لها ، ويمنع اي مشاحنات تحدث بين سكان الحي بسبب ذلك ،خاصة واننا على ابواب العطلة الصيفية.
وفي منطقة سكنية اخرى يقول «ابو فادي «: لعب الاطفال في الشوارع يقلق راحتنا ، اطفال كثيرون يلعبون ويمضون أكثر وقتهم في لعب كرة القدم، ومنهم من يقوم باشعال النار في النفايات من باب التسلية ،والامر لا يتعلق بالعطلة بل حتى في ايام المدرسة وفي الطقس البارد.
ويضيف «سائق تاكسي» : نتفاجأ بالأطفال يلعبون في الشارع، مما يسبب ازدحاماً بين المركبات خصوصاً عندما يكون السير باتجاه واحد ، فنضطر للانتظار حتى يفسحوا لنا الطريق ونعبره لكن ليس هذا كل شيء ، قد ينسون مرماهم ويتركون الحجارة في الشارع، مما يشكل عائقا للمرور وكثيرا ما تسبب هذا بحوادث تأذى منها كثير من السائقين والسيارات.
لا أغفل حجم الخطر
أما آباء الاطفال الذين يسمحون لأطفالهم باللعب في الشارع ،فلهم مبرراتهم كما يقولون ..والد الطفل مأمون يقول: لا أغفل حجم الخطر الذي قد يتعرض له طفلي ،ولكن الصغار يريدون ان يلعبوا خارج المنزل ، من اين سنأتي لهم بملاعب والشقق صغيرة، وهي أشبه بسجن ليس فيها متنفس سوى بلكونة صغيرة، لا تتسع لجلوس افراد الاسرة ، والالعاب الالكترونية في المنازل ليست البديل عن اللعب، على الاقل من وجهة نظر الصغار.
ويلخص ابنه «مأمون 12 عاما « المضايقات التي يتعرض لها هو ورفاقه» فريق كرة القدم» بسبب اللعب في الشارع ويقول : نتعرض كل يوم لتأنيب وتهديد الجيران ، والى اعتراض المارة و غيرنا من الاطفال الذين يريدون ان يلعبوا بالسكوتر او البسكليت ، اضافة الى اننا نضطر لهدم جزء من الملعب، أكثر من مرة في اليوم حتى تمر السيارات .
والد الطفل «كريم» يرى ان : كرة القدم لعبة يحبها كل الاطفال، ومن الصعب مهما فعلنا ان نوقف حجم تعلقهم بها ،واذا لم يلعبوا في الشارع ..هل يتقاذفون الطابة بين الاثاث ،يجب على الجهات المعنية توفير ملاعب للأطفال في كل الاحياء، حتى لايضطروا للعب في الشارع وسط السيارات والمارة ، اللعب مهم جدا للأطفال بخاصة ونحن على ابواب العطلة الصيفية ،حيث يعيش الاطفال وقت فراغ كبير.
وتشير دراسة حديثة في بلد عربي حول ، الى ان لعب الاطفال مع اقرانهم يكسبهم مهارات اجتماعية، هم أحوج ما يكونون اليها ، وهو مرتبط على الاغلب بعدم وجود متنزهات ونوادي بنسبة 70% ،اضافة الى المستوى الاجتماعي والاقتصادي الذي يتمتع به الابوان ، حيث الاسرة المتعلمة تتلمس مخاطر لعب الابناء في الشارع ، فلا تسمح لهم بذلك.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردنيه اربداويه
المفضلات