سهير بشناق - ..مثل مسيرة غيمة ،قصص ايامنا تنتهي في حدود مدارسنا» الصغيرة- الكبيرة «في ان واحد!.
ومع بدء قاطرة العطلة الصيفية ، ها الصوت الحنون يتردد:
يا قصص عم تكتب أسامينا
ع زمان الماضي وتمحينا
..ويسمو بالهدير:
يا قصص من بالك شيلينا
وبقلب الحاضر خلينا
شو بدك بزمان الماضي
إحنا ما خلقنا لماضينا
..ويتضاحك الطلبة الصغار بالغناء:
يا زمن بالقصص المنسية
أو بالأحلام الوردية
لا تتركنا أسرى امبارح
ولا ننطر بكرة ليلية.
في بدايه العام الدراسي الحالي، كانت الايام الاولى منه صعبة على الطلاب وخاصة الصغار منهم وعلى اسرهم فالدموع سبقتهم الى المدارس؛ يعبرون من خلالها عن خوفهم من عالم جديد
ومن مرحلة اخرى من حياتهم خاصة لطلاب الصف الاول ابتدائي الذين لم تعد مراحلهم التعليمية كما كانوا في الروضة فهي اكثر جدية والتزاما .
فامهاتهم كن يقفن على ابواب الصفوف يودعن اطفالهن ويحبسن دمعة في العين وهن يرين اطفالهن خائفين يتوسلن اليهن بعدم تركهم في المدرسة
مرحلة صعبة في حياة الطلاب، واسرهم عاشوها في بداية العام الدراسي الذي شارف على الانتهاء وكم اختلفت الصورة في نهايات العام وتغيرت شخصية الطلاب الذين اصبحوا لا يرغبون بتوديع معلماتهم وزملائهم .

الطالب الخجول
..نرى دائما، الطالب الخجول الذي لا يملك الجرأة للوقوف امام زملائه للقراءة او اداء مسرحية الى الطالب الانطوائي الذي لا يرغب بالتفاعل مع زملائه ومعلماته ولا يرى سوى وجه والدته وهو في المدرسة الى الطالب الذي يفقتد للعلاقات الاجتماعية مع زملائه فيبقى وحيدا اثناء الدوام المدرسي يعود الى حضن والدته باكيا من عدم رغبته بالعودة الى المدرسة .
هي شخصيات الطلاب عند التحاقهم بالمدرسة للمرة الاولى او الذين بداوا مرحلة جديدة بحياتهم
سواء كانت بالتحاقهم بالصف الاول ابتدائي ،الذي يعتبر علامة فارقة بحياتهم الاكاديمية او اولئك الطلاب الذين ينتقلون من قسم الى اخر تبعا لمراحلهم التعليمية المختلفة فيتعرفون على معلمات جديدات لكل واحدة منهن اسلوبها الخاص الذي يشكل بحد ذاته شيئا مجهولا لهن بعد ان اعتدن على معلمات رافقوهن لسنوات عديدة .

هوى الطلاب
في نهايات العام الدراسي ، لهوى الطلاب بالمدرسة ، باتت المكان المحبب والفوا وجوه المعلمات واعتادوا على طريقتهن بالتدريس فاصبحت لحظات الفراق صعبة عليهم واصبحوا يتساءلون هل سيرون زملاءهم ومعلماتهم في بداية العام الدراسي الجديد ام ستعود المعاناة من جديد بالعام القادم .
وترى اخصائية تربية الطفل روان النمر ان:» من اهم المراحل في حياة الطفل هي مرحلة الالتحاق بالمدرسة ومن اصعبها مرحلة الروضة والصف الاول ابتدائي «.
وتضيف : في مرحلة الروضة يبتعد الطفل للمرة الاولى عن والديه وخاصة الام التي يكون مرتبطا بها بشكل كبير خاصة للأطفال الذين لم يلتحقون بمرحلة التعليم المبكر « قبل الروضة «
فتبدو فكرة الذهاب للروضة والابتعاد عن الام وعن البيت فكرة تبث الخوف بنفوسهم مما يؤدي الى رفضها ويظهر ذلك من خلال بكاء الاطفال في الايام الاولى لهم بالروضة وتعلقهم بامهاتهم واصرارهم على العودة معهم الى المنزل .
المرحلة الاخرى الهامة بحياة الطلاب هي :الانتقال من الروضة الى الصف الاول ابتدائي، الذي يتطلب التزاما اكثر من الطلاب وجدية في التعامل مع مفهوم الدراسة
وهي مرحلة تتطلب ايضا قدرة حقيقية من المعلم على جذب الطلاب باساليب تربوية خاصة مفتاحها الاساسي الحب والحنان وتفهم شخصيات الطلاب ومساعدتهم على التاقلم مع العام الدراسي الجديد .
واضافت : تختلف شخصيات الطلاب بشكل كبير مع بداية العام الدراسي ومع نهايته فالطالب الذي كان يبكي مع بدايات العام الدراسي ويرفض الذهاب لمدرسته يصبح في نهاية العام حزينا لمفارقته معلماته وزملائه بعد ان تعززت لديهم مفاهيم جديدة عن المدرسة وعن المعلم ودوره
واعتبرت النمر ان هذا الامر لا ينطبق دائما على جميع الطلاب فهناك طلاب لا تزال المدرسة ليست المكان المحبب في نفوسهم وهذا يعود الى عدم قدرة المعلم على النجاح في اداء رسالته التربوية كما يجب وعدم نجاحه في تحبيب طلابه به وبالمدرسة .
واضافت : ان المعلم يلعب دورا كبيرا وهاما في حياة الطلاب ليس فقط على الصعيد الاكاديمي فحسب بل على قدرته بتعزيز مفهوم الحب بحياة الطلاب باختلاف اشكاله ومفاهيمه فيصبح الطالب يحب المدرسة لحبه للمعلم ويحب المواد الدراسية ويفضلها عن اخرى لدور المعلم بها
لافتة الى ان هذا الجانب قد لا يستوقف بعض المعلمين، الذين يرون دورهم يقتصر فقط على اعطاء المعلومات وايصالها للطلاب دون ان يحرصوا على انشاء علاقة ود لا تخلو من الحب والعطف على الطلاب التي تلعب دور ا كبيرا في تشكيل شخصياتهم لانهم ينشأون على اساليب تخلو من العنف اللفظي وتعتمد على حب الطلاب والتعامل معهم كابنائهم يصوبون اخطاءهم ويساعدونهم على الثقة بانفسهم ويعززون الجوانب الايجابية بحياتهم ليكون المعلم في نهاية العام قدوة لهم لا ينسونه بنهاية العام .