تمكن خمسيني من الشونة الشمالية بلواء الاغوار الشمالية من انتاج الغاز المنزلي المسال من روث الابقار.



وقال المواطن عبدالرحمن الدلكي الذي يعمل سائقا لصهريج ماء لـ(بترا) اليوم: ان كمية الغاز المنتجة تغطي احتياجات منزله لطهي الطعام واعداد المشروبات الساخنة وغلي الماء.



واضاف "ان هذا الانتاج ياتي ترجمة لافكار ومعلومات استفدتها من مشاركتي بدورة تدريبية عن امكانية صناعة الغاز الحيوي من روث الحيوانات"، نظمها مركز تعزيز الانتاجية (ارادة )نهاية العام الماضي في المنطقة، مشيرا الى انه وفر له متطلبات العمل والانتاج.



وذكر "بعد مشاركتي في الدورة تولدت لدي رغبة بتحويل الافكار الى واقع، وهي رغبة مدفوعة بكل تاكيد بواقع الحاجة فانبوبة الغاز ارتفع سعرها الى عشرة دنانير واصبح شراؤها في غاية الصعوبة من قبله لقلة راتبه، واعالته لاربعة ابناء بالاضافة الى الزوجة. وحينما قرر الدلكي تحويل الحلم الى واقع جهز غرفة صغيرة للانتاج، ووضع فيها مستلزماته، وجهزها بكمبريسة كهربائية اتوماتيكية صغيرة، ومدد الـ"برابيش" منها الى سطح موقع ملاصق حيث وضع خزاني حديد حجم الاول اكبر من الثاني بقليل، وركبهما فوق بعضهما بعضا، وجعل لاعلاهما غطاء محكما ومدد منه "بربيشا" لتسريب الغاز المنتج بواسطة الكمبريسة .



وبين "انه احضر نحو 700 كغم من روث البقر واسقطها في الخزان العلوي الذي لا توجد له ارضية ثم اضاف اليه الماء بنسبة 30بالمئة من وزن الروث واحكم اغلاق الخزان بعد خلط الزبل بالماء، الامر الذي احدث عملية تفاعلية انتجت غاز الميثان الذي يتصاعد لاعلى الخزان مخلفا ما تبقى من ترسبات الزبل في اسفل الخزان السفلي بعد سحبه من خلال ضغط بالكمبريسة". وقال ان تنفيذ العملية بدأ في الخامس عشر من كانون الثاني الماضي، مضيفا: منذ ذلك الوقت اعتمدت في توفير الغاز على الكمية المنتجة من الروث والتي غطت احتياجات المنزل، ومكنتني من التوقف عن شراء الغاز المباع.



واكد الدلكي الذي يقطن مع اسرته في منزل صغير بانه لو توفرت له امكانات انتاج لاستطاع انتاج كميات غاز تكفي الاحتياجات جيرانه، موضحا ان الكلفة التشغيلية بسيطة جدا ولكنها تحتاج في البداية الى اساسيات واهمها كمبريسة وتمديدات، وروث ابقار مستعمل يحصل عليه مجانا او بثمن زهيد .

واشار الى امكانية استخدام مخلفات انتاج الغاز من الروث سمادا للتربة مؤكدا انه خال من اي ملوثات وهو سماد سائل وافضل للتربة والمزروعات من السماد الطبيعي الجاف.



ولفت رئيس فرع جمعية البيئة في الاغوار الشمالية محمد الساكت، ومستشار ارادة منذر الحميدي الى استمرار الجمعية والمركز في تنظيم جلسات تدريبية مشابهة في مختلف مناطق اللواء.



وقال الساكت ان الجمعية تسعى جاهدة للتخلص من استخدامات المزارعين للسماد الطبيعي غير المعالج، والذي يسبب تكاثر حشرات يعاني اضرارها السكان واضاف ان الجمعية تسعى بعد نجاح مشروع الدلكي الى تعميمه لاقامة مشاريع مشابهة، وبخاصة مع انتشار مزارع الابقار في مواقع متعددة من اللواء.






المصدر: الحقيقة الدولية - بترا