تؤثر الإعاقة السمعية تأثيراً بالغاً على نمو الطفل .
وعلى الرغم من اختلاف طبيعة هذا الأثر من طفل إلى أخر إلا أن هنالك بعض الخصائص العامة المشتركة بين
الأطفال المعوقين سمعياً .
إن الإصابه بالإعاقه السمعيه سواء بشكل كلي " صمم " أو جزئي " ضعف سمع " لا يعني أن آثار تلك الإعاقه تقتصر
علي فقدان حاسة السمع ووظيفتها ولكن تتعدد أثارها علي باقي جوانب النمو المختلفه مما يجعل الطفل عرضه للعديد من
المشاكل النفسيه والإجتماعيه . فهي من ناحية تسبب عزلة الطفل عن باقي أقرانه والمحيطين به نتيجة وجود
حاجز التخاطب .
أ – أثر الإعاقه السمعيه علي النمو الجسمي :
تشير العديد من الدراسات إلي أن الطفل الأصم والطفل ضعيف السمع لا يختلفان عن الطفل العادي في الخصائص ا
لجسميه ، فكل منهما يمر بنفس مراحل النمو التي يمر بها الأخر .
إلا أن الجهاز التنفسي للأصم وضعيف السمع أقل مرونه وإستجابه منه لدي الشخص العادي نتيجة تعطل جهاز النطق
والكلام أو تعثره بسبب عدم إستخدامه . ويمكن التغلب علي تلك الأثار السلبيه منذ البدايه بالتدريب الحركي الموجه
والمتواصل للطفل منذ إكتشاف الإعاقة السمعية .
ب – أثر الإعاقه السمعيه علي النمو العقلي والتقدم التعليمي للأصم :
أكدوا أنه لا توجد إختلافات جوهريه بين الأطفال الصم والأطفال العاديين في القدرات العقليه ، وأن الأطفال
الصم قادرون علي الإنخراط في السلوك المعرفي ، ولكن ينبغي تعريضهم لخبرات لغويه أكثر . بينما رأي آخرون
أن للإعاقه السمعيه تأثيراً سالب الإتجاه علي النمو العقلي وبالتالي علي التقدم التعليمي للأطفال المصابين بها ،
فقد أشارت أبحاثهم أن هؤلاء الأطفال متأخرون بمتوسط سنتان إلي ثلاث سنوات عن الطفل العادي ويرجع ذلك لبطء
تعلم لغة التفاهم ، مما يتعذر معه أن يحصلوا علي نفس القدر العلمي الذي يحصل عليه أقرانهم .
ونحن نؤمن بالرأي القائل بأن قصور الأداء العقلي للطفل الأصم إنما يرجع إلي حرمانه من الخبرات التي يتمتع بها
الأخرون عن طريق حاسة السمع وهو أمر يمكن تعويضة من خلال التدخل المبكر والتأهيل والتدريب المستمر
بإستخدام الأساليب والطرق المختلفة والمتعددة .
ج – أثر الإعاقـه السمعيه علي النمو اللغوي :
تعتبر اللغه هي المنطق الأول لعمليات التفاعل الإنساني ، وتشكل في الوقت نفسه إحدي اهم أساليب هذا التفاعل .
ولا يمكن لأحد أن يغفل أهمية الدور الذي يلعبه السمع في تعلم الكلام واللغه في السنوات المبكره من حياة الطفل ،
فالطفل يتعلم الكلام من خلال سماعه للأخرين وهم يتكلمون ، وعبر تقليد ما يسمعه منهم ، وعندما يصل الطفل إلي
سن المدرسه تتحول هذه الرموز الصوتيه إلي رموز مكتوبه ، وبهذا تبدأ عملية القراءه والكتابه .
لذلك فإن من اهم آثار الإعاقه السمعيه فقدان القدره علي التخاطب اللفظي مع الآخرين .
هذا الفقدان الذي يحاول الطفل الأصم تعويضة بالإعتماد علي حاسة الإبصار التي تترجم له تصرفات الأخرين وإستيعاب
اللغة التي يتحاورون بها .
لذلك ينبغي علي القائمين بتربية الأطفال ذوي الإعاقه السمعيه أن يتفهموا طبيعة تلك الإعاقه وشدتها وأسبابها وطرق
التواصل المختلفة معهم بالإضافه إلي ضرورة التدخل المبكر بإرتداء المعينات السمعيه بجانب الإشتراك في الخدمات
الإرشادية بهدف فهم طرق وأساليب التواصل مع أطفالهم الصم وذلك لبناء جسور من اللغه تسهم في تحقيق التوافق
النفسي لأطفالهم .
د – أثر الإعاقـه السمعيـه علي النمو الإنفعالي :
حيث ان اللغة هي وسيلة التفاهم والتعبير عن الحاجات الأساسية والإنفعالات المختلفة فإن الأطفال الصم
يعانون من الإحباط نتيجه لعدم فهم الأخرين لهم ، بسبب إفتقادهم لهذه الوسيلة مما يظهرأهمية إستخدام أكثر من طريقه
للتواصل معهم لمواجهة المشكلات النفسية التي تترتب علي فقدان السمع وعدم القدرة علي التواصل تلك المشكلات التي
تنحصر في العصبية والإنطوائية وضعف الثبات الإنفعالي والإتزان العاطفي والتي من شأنها أن تعوق التوافق النفسي
لهؤلاء الأطفال وإقامة علاقات إجتماعية مشبعة مع الأخرين .
هـ - أثر الإعاقه السمعيه علي النمو الإجتماعي :
إن المعوقين سمعياً محرمون من التواصل الفكري والإجتماعي بالمجتمع الذي يعيشون فيه ، وإذا كانت حاسة البصر
وسيله يتعرف بها الإنسان علي بيئته الماديه ، فإن حاسة السمع وسيله يتعرف بها علي بيئتة الإجتماعيه لذا فإنهم
يواجهون صعوبات في إقامة علاقات إجتماعيه مع الآخرين فهم يشعرون بالعزله الإجتماعيه والتي قد تصل إلي الشعور
بالرفض الإجتماعي لهم Social Rejection مما يجعلهم عرضه لكثير من المشكلات السلوكيه أكثر من أقرانهم
العاديين .
وهنا تظهر أهمية دور الأسره في توفير مناخ إجتماعي يتسم بالألفة والتقبل الشديد لطفلهم الأصم .. كما تظهر أهمية
التدخل المبكر لمواجهة تلك الآثار السلبية للإعاقة السمعية .
منقول
رد مع اقتباس
المفضلات