في اطار التزام الحكومة توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة نزولها الى الشارع والاستماع المباشر لاحتياجات المواطنين والوقوف على ارائهم, جاءت زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور والفريق الوزاري لمحافظة الكرك يوم امس لتؤكد في جملة ما تؤكد عليه استعداد الحكومة لتنفيذ ما كانت تعهدت به امام الشعب الاردني عبر مجلس النواب, وفي النقاش المستفيض لبيانها الوزاري الذي حازت بموجبه على ثقة نواب الامة وتأكيد الرئيس النسور انه طلب الى الوزراء كافة بتفريغ كل مطالب النواب وتنفيذ ما يمكن تنفيذه في اسرع وقت ووضع خطط قابلة للتنفيذ لكل ما يحتاج منها الى وقت.
من هنا جاءت اقوال رئيس الوزراء في لقائه بدار محافظة الكرك ممثلي الفعاليات في المحافظة لتضع الامور في اطارها الصحيح ووفق معطيات ملموسة يجب وبالضرورة ان تلحظ في الاساس صعوبة المرحلة التي يمر بها الاردن ما يستدعي العمل على اجتيازها عبر الالتقاء حول هدف واحد هو حفظ الاردن الذي نريده بالفعل مشكاة يستنير بها اشقاؤه العرب ورغم امكانات الوطن التي يعرف الاردنيون قبل غيرهم انها محدودة الا ان حسن استثمارها ووضعها في مكانها الصحيح يسهم في تكريس شعور ابناء شعبنا بالعدل والاكتفاء والتماس العذر لاي تقصير غير مقصود او غير متاح توفير موارده على نحو عاجل ومتواصل.
نحن اذاً امام قراءة واقعية ودقيقة بطبيعة وحجم التحديات التي يواجهها بلدنا في هذه المرحلة رغم كل ما راكمناه من انجازات ونجاحات تتحدث عن نفسها ميدانيا وعمليا الا اننا بطموحنا وارادتنا الصلبة على مواصلة مسيرة الانجاز والاصلاحات والوقوف خلف قيادتنا الفذة والحكيمة قادرون على اعطاء النموذج في بناء الاردن العصري والحديث والعادل الذي تسود فيه التعددية والديمقراطية وسيادة القانون ومحاربة الفساد واي مس بالمال العام الامر الذي يستوجب في الوقت نفسه يقظة وحكمة ورفضا لاي مزايدة او ادعاءات باطلة تستند الى شائعات او محاولات للتشويه او تصفية الحسابات الفئوية او الجهوية او الحزبية العابرة التي يمكن ان تجر الوطن الى المجهول وهو امر لا يمكن لاي اردني وطني وعاقل ان يقدم عليه او يفكر فيه اذا ما فرق بين الابداع في النقد والادعاء والابداع في الانجاز.
القراءة الشاملة للمشهد الوطني التي تحدث بها الرئيس النسور واشارته اللافتة الى الانتخابات النيابية بما هي حدث وطني وديمقراطي مميزاً عكست الاهمية التي توليها الحكومة لمناقشات النواب وكلماتهم عند طرح الثقة بالحكومة والتي وصفها رئيس الوزراء عن حق بانها كانت على درجة كبيرة من سمو التفكير والوطنية والمسؤولية والرقي في عرض الامور ما يؤشر في الوقت ذاته على تعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لخدمة المصالح الوطنية العليا وايضا في اعتبار الموالاة والمعارضة في مجلس النواب انحيازاً الى الوطن وفي اطار قواعد اللعبة الديمقراطية التي تنظم علاقة السلطتين.
زيارة رئيس الوزراء لمحافظة الكرك التي شملت مؤسسات خدمية وتربوية واجتماعية تمثل باكورة جولات عديدة للرئيس والفريق الحكومي تشمل محافظات الوطن كافة وتسهم في الاضاءة على مزيد من التفاعل بين الحكومة والمواطنين وتضع الوزراء امام مسؤولياتهم ازاء مطالب ابناء شعبنا التي وعد الرئيس النسور بان هذه المطالب ستحصر وستتابع باهتمام لتنفيذها وفق الاولوية والامكانات المتاحة.