الحقيقة الدولية – عمان



قدّر خبراء عسكريون أردنيون، أن ما سقط من قذائف سورية قبل أيام على قرى في شمال المملكة محاذية للحدود السورية، لم يكن بقصد الاستفزاز أو جذب الأردن للمستنقع السوري، بل سقطت تلك القذائف عن طريق الخطأ، محذرين من محاولات خلط الأوراق في الملف السوري.



وفيما يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود ارديسات، أن سقوط هذه القذائف كان عن طريق الخطأ، يجد الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أنه إذا تابعنا ما يردده الإعلام السوري من إساءة للأردن، فإن هذه القذائف "تعني الاستفزاز"، لكن طبيعة المعركة الدائرة بين قوات النظام والمعارضة "الجيش الحر"، من الطبيعي جدا أن يصدر عنها قذائف؛ تسقط عن طريق الخطأ على الأراضي الأردنية.



وشهدت منطقة سما السرحان الحدودية على مدى الأيام القليلة الماضية سقوطا لقذائف سورية، ألحقت أضرارا مادية بالبلدة، فيما أثارت رعبا وقلقا واسعا بين السكان.



ويشير ارديسات الى أن القذائف التي تسقط على الأراضي الأردنية المجاورة للحدود السورية، هي مجرد أخطاء، ناجمة عن اشتباكات على الحدود بين الجيشين الحر والنظامي، وبالتالي يمكن أن تسقط القذائف عن طريق الخطأ خارج الحدود.

ونفى في الوقت ذاته، أن يكون القصد من هذه القذائف استفزاز الأردن بطريقة أو بأخرى، إذ لا يوجد دليل على أنها من الجيش النظامي أو من غيره.



ويرجح ارديسات، وفق "الغد" "احتمالية أن تكون هناك مصلحة لآخرين باستفزاز الأردن غير الجيش النظامي"، مشيرا الى أن الأطراف المتنازعة؛ "تسعى لخلط أوراق الملف السوري، لكن الترجيح الأكبر، أن سقوط القذائف كان مجرد أخطاء".



ويبين أن الدول ليست كالأفراد من ناحية عاطفية؛ فإذا كانت هناك مجرد أخطاء يتم إعلام الطرف الآخر، لتلاشيها وعدم تكرارها، ولكن في حال ثبت أن هناك استهدافا؛ يكون هناك تقييم للموقف والرد المناسب.



ويوضح ارديسات أن حالات الاستهداف هي القصف الجوي، أو القصف بالصواريخ، أو رصد مدفعية تقصف، ويرى أن الأحداث تتأزم في الملف السوري وتختلط الأوراق وتعم الفوضى، مشيرا الى أن هناك زيادة في عدد اللاعبين داخل الأراضي السورية وخارجها.



بيد أن اللواء الدويري، يعطي أكثر من تفسير لتلك القذائف التي سقطت مؤخرا على الأردن، منها أن المعارك الدائرة بين الجيشين الحر والنظامي غير ثابتة، وهي دائما تتصف رمايتها بالمتحركة وعدم الثبات والميوعة بالقتال، وبالتالي فإن سقوط القذائف لم يقصد به استفزاز الأردن، وإنما هو خطأ في تحديد الأهداف.



وحسب الدويري؛ فإن المتابع لوسائل الإعلام السورية و"مهاجمتها للأردن في الأيام الأخيرة، يجد أن هذه القذائف هي عبارة عن استفزاز، وإذا كان الأمر عكس ذلك، فالإعلام السوري مفصول عن الواقع".



يذكر أن القيادي في الجيش الحر العقيد إسماعيل النعسان قال في تصريحات صحفية سابقة للزميلة "الغد" إنه "في اشتباك قبل شهرين أطلق الجيش النظامي قذيفة آر بي جي على الأراضي الأردنية، وإن قوات حرس الحدود الأردنية قامت بالرد بنيران محدودة"، لافتا إلى أن الجيش الأردني يتعامل بأعلى درجات ضبط النفس بهذا الشأن.



وقال النعسان في حينه "بعد سيطرة الجيش الحر على مساحة 20 كيلو مترا على الحدود، وتحديدا منطقة تل شهاب، هاجمت دبابات النظام المنطقة، لمنع اللاجئين من استخدامها للعبور، وأثناء المواجهات أطلق الجيش النظامي النار على الحدود، ما أسفر عن إصابة جندي أردني، الأمر الذي دعا القوات المسلحة الأردنية للرد على مصدر النيران".