جاكرتا - بترا - افتتحت في العاصمة الاندونيسية جاكرتا أمس أعمال المؤتمر الدولي بعنوان (الإسلام حضارة وسلام - في ظلال رسالة عمان)، بحضور أكثر من 700 شخصية من المفكرين والأكاديميين والعلماء وطلبة الجامعات الاندونيسية.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمة، قرأها الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الأوقاف السابق الذي يرأس الوفد الأردني المشارك في المؤتمر، أن المؤتمر خطوة مباركة في التعريف بالدين الإسلامي العظيم، وقدراته الفذة في تحقيق نهضة الشعوب أمام ما تواجهه الأمة الإسلامية من تحديات فكرية واجتماعية واقتصادية ودولية.
وأعرب جلالته عن اعتزازه وتقديره لاندونيسيا رئيسا وحكومة وشعبا على اهتمامهم بمضامين رسالة عمان، التي جاءت لتبين الصورة الحقيقية المشرقة لهذا الدين، وتكشف الممارسات الخاطئة التي ترتكب باسمه، وترد بطريقة علمية سليمة عليها، والتي حظيت بالتقدير على مستوى الأمة والعالم.
وقال جلالته: إنها رسالة «علا بها صوت علماء الأمة، عندما التقوا في عمان في مؤتمر دولي تحت عنوان: (حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر) وحضره 177 عالما يمثلون جميع المذاهب الإسلامية».
وأشار جلالته في كلمته إلى أن مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث الذي عقد في مكة المكرمة عام 2005 بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعتمد مضامينها، وهو ما قام به أيضا مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته السابعة عشرة التي عقدت في عمان عام 2006.
وقال جلالته انه ينظر إلى هذا المؤتمر الذي يركز على الدور الحضاري العظيم لهذا الدين وحرصه على السلام القائم على العدل مما عرضت له رسالة عمان، على انه فرصة من اجل تكثيف الجهود لتوثيق العلاقات بين شعوب الأمة وبلدانها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، والتي تتطلب حشد الطاقات وتوثيق الصلات ودعم صيغ العمل الإسلامي المشترك.
وأضاف جلالته انه يتطلع إلى هذا الانجاز الذي يقع على ارض اندونيسيا الشقيقة بكل أمل في أن يكون خطوة مهمة من خطوات خدمة الأمة، والنهوض بها على كل الأصعدة وفي كل الميادين. وأشاد جلالة الملك بالندوة العلمية التي ستعقد على هامش المؤتمر بعنوان: «البنوك وأدوات التمويل الإسلامي»، مشيرا جلالته الى ان «الاهتمام العالمي أصبح واضحا بَيِناً بهذه الصيغ والأدوات، لما حققته من دور في دفع خطط الاستثمار والتنمية».
وحضر المؤتمر وزير الشؤون الدينية الاندونيسي الحاج سوريا دارما علي، وعدد من السفراء والبعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية في جاكرتا، ورئيسة الجامعة الشافعية ووزيرة شؤون المرأة الاندونيسية السابقة الدكتورة توتي علوية.
من جهته أشاد الحاج سوريا برسالة عمان، داعيا إلى تطوير التعاون بين الدول الإسلامية من خلال اتخاذ المؤتمر قرارات واضحة على ضوء أجندة التعاون ما بين الأردن واندونيسيا ويشمل ذلك التعليم والوقف والزكاة.
وشجب الوزير الاندونيسي عملية العنف التي حدثت في بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية وسقط فيها ضحايا ابرياء، مبديا أسفه الشديد عن المأساة الإنسانية في ميانمار.
وبعد انتهاء جلسة الافتتاح عقد الوزير الاندونيسي الحاج سوريا والدكتور عبدالسلام العبادي مؤتمرا صحفيا، بين فيه الدكتور العبادي أن الاتفاقية التاريخية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان نهاية الشهر الماضي، أعاد فيها الرئيس عباس التأكيد على أن جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.
وقال إن الاتفاقية، التي تؤكد المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، تمكن الأردن وفلسطين من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية. كما تهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى المبارك.
وقدم العبادي خلال المؤتمر، دراسة شاملة عن موقف الإسلام من الغلو والتطرف وما يسمى بالإرهاب في هذه الأيام مشيرا فيها إلى مبادئ الإسلام الضابطة للعلاقات الدولية في أوقات السلم والحرب، وما قدمته رسالة عمان بهذا الشأن.
ولفت العبادي، في إطار متصل، إلى أن عددا من رؤساء الجامعات الأردنية المشاركين في المؤتمر وقعوا اتفاقيات تعاون أكاديمي وعلمي مع نظرائهم الاندونيسيين.
ومن جانبه أعرب الوزير الاندونيسي ردا على سؤال حول زيادة أعداد السياح الاندونيسيين القادمين للأردن بقصد السياحة الدينية عن شكره للحكومة الأردنية على محافظتها وصيانتها للمقدسات الإسلامية والأماكن المقدسة وانه يشجع الإندونيسيين لزيارة الأماكن الدينية في الأردن، داعيا إلى رحلات سياحية متبادلة بين البلدين.