كتب - المحرر السياسي-مرة اخرى تطل علينا الحركة الاسلامية ، بأسلوبها الاستفزازي،الذي نسف أهدافها السياسية المعتدلة، مختارة التحول الى ميلشيا عسكرية ، للضرب ولتنفيذ الصدام الدموي ، في زمان ومكان قدروه تقديرا .
ان هذا الاسلوب الفوضي في التعاطي مع المشهد السياسي، من خلال اسلوب التهييج وخطف الشارع والتهديد والوعيد، لن يزيد الحركة الاسلامية الا خسارة ، فهي لم تجن عبر السنتين الماضيتين الا الخسران تلو الخسران، نتيجة تعنتها واستقوائها ، بشقيقاتها من الحركات الاسلامية في الدول العربية ، التي وصلت الى سدة الحكم ، فالاردن مختلف في تركيبته السياسية والديمغرافية والامنية عن غيره ، فلن يفلح سيناريو الصدام والدم ، ولن يزيدهم الا تهمشيا واقصاء نتيجة افعالهم ، ورفضهم سياسة الحوار وخطوات الاصلاح التدريجي .
بات واضحا ، ان الحركة الاسلامية بعد ان خسرت كافة اوراقها على الساحة المحلية، وخروجها من الحسبة السياسية نتيجة موقفها السلبي من الانتخابات والاصلاح التدريجي، انها تسعى الى اعادة ترتيب اوراقها، وانتظار المستقبل وما يخفي من مفاجآت سياسية وامنية، خاصة على الملف الملتهب شمالي الوطن في الشقيقة سوريا، فأطلقت اشارتها من ساحة الحسيني مجددا ،معلنة ان القوة والعمل العسكري ، هو الخيار الوحيد بيدها .
وهنا، نخاطب قيادات الحركة الاسلامية المعتدلة والمتشددة، ان لا تهون او تستخف بما حملته مسيرة الحسيني الجمعة الماضية من رسائل وتحذير ومضامين للدولة والوطن والمواطن، فالرسالة قد وصلت، والخطر بات قائما على الوطن، يقوم عليه فئة من ابنائه الذين ادعوا يوما التسامح والاعتدال والمجادلة بالموعظة الحسنة .
مرة اخرى ، سقط ما تبقى من قناع ، غطى لفترات طويلة وجه تنظيم الاخوان المسلمين، ليظهر وجه العاشق للسلطة والحكم، بغض النظر عن الوسيلة حتى لو كانت على حساب الوطن والشعب، والامن القومي ، فإقتناص الفرص، وتنفيذ الصدام الدموي بات واضحا هو هدف الاخوان للمرحلة المقبلة .
وانطلاقا من هذه السياسة الجديدة للحركة الاسلامية، على الاردنيين ان ينتبهوا ولا ينجروا في اعتصاماتهم او خلافاتهم، الى تدخلات الاخوان وان كانت بريئة نقية في ظاهرها، فالهدف بات واضحا وهو جر واستغلال اي حدث، الى الخراب والدمار ، وهنا لا نستبعد ان تستغل هذه الجماعة ، احداث الجامعات وتصعيدها تحت اي ذريعة ، ولن يختلف الامر عن الاحتجاجات العمالية والنقابية التي تصدروا بها المشهد ، فقد كانوا كما قال المثل :» كل عرس الهم قرص « ، ولكن القرص هذه المرة وفق السياسة الجديدة سيتعرض للحرق والخراب والدمار .
الرهان هنا ، على وعي المواطن ويقظته، من عدم السماح لعشاق الحكم ، من استغلال ظروفهم واحوالهم ، وان يكونوا على دراية تامة ، ان اهداف هذه الحركة المرتبطة بأجندات خارجية باتت واضحة ، ولا بد من احباطها وتعريتها امام الجمهور ، فالدين ليس حكرا عليهم ولا السياسة ايضا ، فهم لم يعودوا اغلبية كما اشاعوا ، وليسوا وحدهم مسلمين .