الحقيقة الدولية – عمان



اعاد توجيه اتهامات لعدد من طلبة إحدى الجامعات الرسمية بممارسة "مزعومة" لطقوس ما يعرف بجماعة "عبدة الشيطان"، الحديث عن هذه "التقليعة" الغريبة عن المجتمع الأردني، لكن هذه الحادثة، كما هو الحال مع حوادث متفرقة حصلت واثيرت في ذات السياق، على مدى السنوات القليلة الماضية، لم تزل الغموض الذي يلف سيرة هذه الجماعة.



وفيما يجمع مختصون ومعنيون على ان انتشار جماعات من "عبدة الشيطان" ما يزال محدودا وقليلا جدا في الأردن، وانه لم يصل الى مستوى الظاهرة، فان هؤلاء المختصين يحذرون من عمليات الخلط والالتباس التي قد ترافق الحديث عن بعض التقليعات الشبابية الغريبة، والتي يعتبرها البعض نوعا من الطقوس الخاصة بعبدة الشيطان، رغم انها ليست كذلك.



حالة الغموض التي تلف هذ القضية، اضافة الى الالتباس والخلط بينها وبين عادات و"تقليعات" شبابية يعتبرها البعض غريبة عن مجتمعنا وثقافتنا، كل ذلك يترك للحوادث المتناثرة التي يتم اثارتها في الاعلام في فترات متباعدة عن ضبط مجموعة شباب او طلبة جامعات يمارسون طقوسا غريبة، امرا مثيرا لاستنكار واستياء الرأي العام، الذي يبقى نهبا للإشاعات والمبالغات والتخوفات من اتساع انتشار "عبدة الشيطان" بين اوساط شبابية!



عودة الحديث عن "عبدة الشيطان" ترافقت مع ما حدث في جامعة آل البيت قبل اسابيع، من توجيه اتهامات من قبل طلبة لخمسة طلاب، بممارسة طقوس غريبة، تشي بما يتعارف عليه بـ"عبادة الشيطان"، حيث تم احالة الطلبة الخمسة إلى المدعي العام، بشبهة اهانة المشاعر الدينية و"القيام بتمزيق المصحف الكريم وتدنيسه"، بحسب ادعاءات بعض الطلبة.



وذكرّت حادثة جامعة ال البيت بما حدث ايضا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، عندما دفعت ضغوط الرأي العام الى تعطيل مشروع تنظيم حفلة من قبل مجموعة شباب في عمان، بعد ان اتهموا بالاعداد لتضمين الحفلة طقوسا من "عبادة الشيطان".



معلومات شحيحة.. وتقليد غربي



ويُشير خبراء ومختصون الى وجود ما يسمى بـ"عبادة الشيطان" في عدد من دول العالم، تحديدا الغربية منها، وان بعض مظاهرها دخلت الى الأردن كواحدة من مظاهر التقليد للمجتمع الغربي، محذرين من خطورة انتشارها ان لم تواجه بحزم.



ويتحدث أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي عن تاريخ ظهور ما يسمى "عبادة الشيطان"، مبينا أنها ظهرت على المستوى العالمي العام 1966 في ولاية سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، حيث كان هناك معبد خاص يتعبد فيه عبدة الشيطان.



ومع ظهور الثورة التكنولوجية وانتشار الإنترنت، تشعب هذا النوع من التقليد، ليصل إلى المنطقة العربية، وتحديدا في العام 1995، حيث ظهرت أول مرة عربيا في مصر، وقيل انها انتشرت بين عدد من أبناء الطبقة الغنية، وخريجي الجامعات الأجنبية، لكن بعدد لم يتجاوز 140 شخصا، متخذين من المناطق المهجورة مكانا لممارسة طقوسهم، التي ينبذها المجتمع.



ويضيف الخزاعي أن هذا النوع من "العبادة" مورس في مصر بسرية تامة، إلى أن انتشر في معظم الدول العربية.



اما في الأردن، فيرى الخزاعي ان ظهور اتباع لـ"عبدة الشيطان" بدأ تقريبا في العام 2007، حيث كانت تمارس طقوسها بشكل سري، ثم بدأت تمارس احيانا بشكل علني، وتخللتها دعوات مفتوحة اليها من قبل أشخاص يمارسونها، حاولوا اقامة حفلات خاصة في بعض الفنادق والمقاهي والمطاعم.



ويضيف الخزاعي ان من الطقوس الغريبة لهذه الفئة التي بدأت تظهر كانت بخط رسومات تتعلق بطقوس عبادتهم على جدران شوارع عامة في مناطق من العاصمة عمّان، إضافة إلى تهريب أقراص مدمجة، مدرجة عليها تعاليمهم، إلى أن وصلت العديد من الأسواق، حيث تم ضبطها ومنع تسويقها.



عبادة الشيطان: التفكك الأسري في خلفية المشهد



وفيما يحول الغموض والسرية، والخشية من النبذ الاجتماعي والقانوني والديني، دون الوصول الى شباب، يعتنقون عبادة الشيطان، التقت "الغد" بالشاب "ف.ج"، الذي تحدث عن تجربة سابقة له، انساق خلالها للانخراط في مجموعة من "عبدة الشيطان"، قبل ان يرحمه الله، وينجو بالخروج منها.



"ف، ج" يشير الى انه انزلق، منذ عشرة أعوام تقريبا، وعندما كان طالبا في إحدى الجامعات الأردنية خارج العاصمة، للالتحاق بمجموعة تعبد الشيطان. وبين أن مسألة "الطيش"، التي تجتاح العديد من الطلاب في بداية التحاقهم بالجامعة جعلته ينضم، شيئا فشيئا إلى مجموعة من زملائه، كانوا يمارسون عبادة الشيطان.



ويوضح، وفق "الغد" ان علاقته بدأت عندما التقى باثنين من زملائه، من "غريبي الاطوار والمظهر"، كانا يلتقيانه خلال فترات الاستراحة بالجامعة، مادحين ثقافته وانفتاحه المجتمعي الواضح، ومتنبهين لعدم تقربه من الشعائر الدينية، من صلاة وصيام.



يقول "كان التمجيد بصفاتي وسيلة سهلة لهم للتقرب مني"، إلى أن بات يخرج مع تلك المجموعة، وبدا واضحا له لاحقا أنها مجموعة تضم أكثر من شخصين.



يضيف انه بعد التقرب من المجموعة وتوثيق علاقتهم به بدأوا يكشفون له ما هم عليه من عبادة للشيطان، وباتوا يزودونه بأقراص مدمجة، تحوي أغاني أجنبية غير دارجة، تتغنى بالشيطان، وتتعرض للأديان، ويدعو بعضها في الوقت ذاته إلى الانتحار، وتمجد كل ما هو دون الإنسان.

وبعدها، كما يضيف "ف،ج"، انتقلت العلاقة مع المجموعة الى حضور حفلات سرية، تقام في أماكن مهجورة، وغير ظاهرة للعيان، ويقول "في هذه المرحلة بت ارتدي مثل ما يرتدون من ملابس سوداء".



"موسيقى عالية، وفتيات وفتيان يمارسون ممارسات لا أخلاقية، وكفر بالآلهة"، هي طقوس ومظاهر كان يشاهدها في الحفلات المغلقة، والتي كانت تبدأ بعد منتصف الليل، ليبدأ يدرك بأنها "خارجة عن الطبيعة السوية"، وانه ينزلق "خلفها دون وعي".



مظاهر التغير النفسي والاجتماعي التي شهدتها حالة "ف، ج" بعد غرقه في طقوس المجموعة، اثارت انتباه أخيه الأكبر، الذي بدأ يتتبع تحركاته، إلى حين أجبره على الاعتراف بما حدث معه.



"أخي أنقذني من الوقوع في الهاوية" يقول "ف.ج"، وزاد ان فترة الأشهر الخمسة، التي قضاها برفقة هذه المجموعة "كادت تجردني من ديني، ومن عاداتي وتقاليدي، وكل ما نشأت عليه".



ويبدي اليوم اشمئزازه مما كان عليه من حال، وقال "ان التفكك الأسري كفيل بأن يجعل شبابا في مقتبل العمر يقعون ضحية لمثل هذه الممارسات والكوارث".



ويوضح ان معظم الشباب الذين رافقهم في هذه المجموعة كانوا منفصلين عن اقاربهم، "حتى وان كانوا يعيشون في نفس المكان مع عائلاتهم، فانهم كانوا غريبين عنها، ودائمي الشعور بالنقص، ويتحدثون عن ظلم الحياة لهم".



ويشير "ف.ج" الى انه خشي على نفسه بعد انسحابه من تلك المجموعة، لذا فقد انفصل بصورة تدريجية، وبحجة أنه يريد استكمال دراسته خارج البلد، الأمر الذي اضطره إلى الانتقال من الجامعة التي كان يدرس فيها.



ويؤكد المختص الخزاعي ان التفكك الأسري، في الغالب، وراء انضمام الشباب إلى ما يسمى بمجموعات "عبدة الشيطان"، مشيرا إلى أن "عدم وجود تحصين ديني واجتماعي كفيل بوقوع الشاب في مثل هذه الكارثة".



كما يرى ان التقليد الأعمى، والفراغ والابتعاد عن الهم الوطني والانفتاح غير المنضبط، والفهم الخاطئ للحريات، كلها عوامل تسهل الوقوع في براثن هذه المجموعات.



طقوس غريبة ومقززة لعبدة الشيطان



يرى عبدة الشيطان، بحسب ما يقول الدكتور الخزاعي، أن عبادتهم "تعبر عن التسامح والطيبة والحريات، فهم يريدون تغيير صورة الشيطان، التي وردت بالأديان، وان الهدف من التقائهم بين فترة وأخرى هو احترام وإجلال الشيطان".



ومن مظاهر عبادتهم الاستماع إلى أغان تمجد الشيطان، ولها علاقة بالموت، وتتغنى بالمخدرات والجنس والاغتصاب، ولديهم قناعة بان الحيوان "أفضل من الإنسان"، وهم دعاة للانتحار، وتقوم أفكارهم على إعطاء الجنس الاهمية الأكبر في حياتهم، خصوصا الجنس الجماعي.



وأكثر الفئات العمرية، التي تنتشر بينها عبادة الشيطان، بحسب الخزاعي، هي شريحة 15-24 عاما، فيما يلجأ اصحاب هذه التقليعة الى ارتداء الوان غامقة، لا سيّما اللون الأسود، ويوشمون أجسادهم برموز معينة، خاصة بهم، مثل الصليب المعكوس ونجمة داوود.



موسيقى "الميتاليكا" و"ساتانيك ميوزك"



صاحب محل تسجيلات "سي دي وسيتيريو" فراس أيوب يستغرب بعض ما يثار احيانا من أن من يستمعون إلى موسيقى فرقة "ميتاليكا"، والتي منعت في الأسواق المحلية لفترة من الزمن قبل ان تعود للظهور، "هم من عبدة الشيطان"، وهو لا يؤيد هذا الطرح نهائيا.



ويشير ايوب إلى أن "ميتاليكا" تتحدث عن الشيطان في أغانيها بطريقة ساخرة، وليس تمجيدا له. لكنه يوضح ان هناك نوعا معروفا من الموسيقى في العالم يفضله من "عبدة الشيطان"، هي موسيقى تسمى "ساتانيك ميوزك"، وهو يستبعد بيع هذا النوع من الموسيقى في الأسواق الأردنية.



ولفت إلى أن من يفضلون وينتمون لهذا النوع من الأغاني، يستطيعون تحميل الأغاني بواسطة مواقع الإنترنت و"اليوتيوب".



"الغد" لجأت الى تصفح أحد مواقع الأغاني، على شبكة الإنترنت، واستمعت لواحدة من أغاني "ساتانيك"، ليتبين بالفعل انها تتحدث عن الكفر، وتمجد الشيطان، وتتميز بكونها موسيقى صاخبة جدا، وتحمل معاني وكلمات قاسية وفجة.



قضية طلبة "ال البيت".. اتهامات ملتبسة



بالعودة الى ما عرف بقضية الطلاب الخمسة في جامعة ال البيت، فقد تم توقيفهم من قبل مدعي عام محكمة امن الدولة، بعد ان وجه لهم تهمة "اثارة النعرات الطائفية والمذهبية".



الطلبة اتهموا من قبل طلبة آخرين بـ"تمزيق المصحف الشريف، وظهور بعض العادات عليهم القريبة من طقوس عبدة الشيطان"، بحسب زعم من اتهمهم داخل الجامعة.



حادثة ال البيت لقيت صدى واسعا في المجتمع، واثارت ردود فعل، مستنكرة في اغلبها لما نسب للطلبة الخمسة من اتهامات، فيما دعت ردود اخرى الى ضرورة التحقق والتيقن من صحة الاتهامات الموجهة للطلبة الخمسة، بعد ان تحدث البعض عن ان تصفية حسابات انتخابية وراء توجيه هذه الاتهامات.



جماعة الإخوان دعت يومها، وعبر بيان رسمي لها، الجهات المسؤولة للعمل على "اجتثاث من يُسمَّون بعبدة الشيطان" مستنكرة ما اعتبرته "تهاونا في التعاطي مع هذه الحالة".



وتحدثت الجماعة في بيانها عن "تكرار مشهد ظهور هذه الطائفة الخارجة عن الدين والعادات والأعراف في مناطق مختلفة"، لكن الجماعة لم تقدم تفاصيل ذلك.



الرواية المتهمة للطلبة الخمسة قابلتها رواية اخرى، تنفي عنهم ما نسب لهم من اتهامات.



حيث نفى والد احد الطلاب الخمسة الموقوفين في هذه القضية أن يكون ابنه قد انضم لمجموعة تسمى عبدة الشيطان.



واستنكر والده بأن "يكون مجرد حب ابنه لسماع الموسيقى، وان كانت صاخبة، دليلا على عبادته للشيطان"، مشيرا إلى أن "معظم الشباب في الفئة العمرية لولده، الذي يبلغ 19 عاما، تحب هذا النوع من الموسيقى".



وحول ملابس ابنه، التي استند اليها متهموه في اعتبارها زيا مميزا لعبدة الشيطان، أشار الوالد الى أن لباس ابنه "طبيعي جدا"، وأن "أصدقاءه أيضا محترمون".



كذلك، كان عميد شؤون الطلبة في جامعة آل البيت الدكتور موسى بني خالد قد كشف، بعد ايام قليلة من اثارة القضية وتوقيف الطلبة الخمسة، أن "مجريات التحقيق التي تقوم بها إدارة الجامعة لم تثبت سوى شبهة قيام الطلبة الموقوفين بتمزيق المصحف وممارسة طقوس عبادة الشيطان".



وأشار بني خالد، في تصريحات صحفية، أن كل شهادات الطلاب ضد المتهمين الخمسة "بنيت على مشاهدات فقط، دون وجود دليل حسي"، موضحا ان "ما حصلت عليه الجامعة من دلائل حول المتهمين، هو فقط ارتداؤهم للزي الأسود، إضافة إلى شهادات طلاب بأنهم يستمعون إلى موسيقى صاخبة".



جدل طلابي حول وجود الظاهرة اصلا



الاقرار بوجود ظاهرة عبدة الشيطان في جامعة ال البيت وفي البلاد من رفض الاقرار بذلك، يبقى مثار جدل وتباين في الاراء بين طلبة الجامعة المذكورة.



ويستبعد الطالب معاذ القصراوي وجود "عبادة للشيطان" في الأردن، ويوضح "ربما توجد ممارسات تخرج عن الأعراف الدينية، وعن العادات والتقاليد، لكن من الصعب أن تصل لدرجة عبادة الشيطان".



ويرى القصراوي ان ظهور ممارسات خارجة عن المألوف، تعود الى "غياب الوعي لدى العديد من الشباب والطلاب"، معبرا عن اعتقاده بأن هناك "جهات معينة وراء افتعال أزمة مجتمعية، عبر ربط عادات غير مألوفة بعبدة الشيطان، وهو امر يسعى لإثارة نزاعات داخل الساحة الطلابية".



"بالطبع توجد هكذا ظاهرة في الأردن"، يقول الطالب محمود حيمور، الذي يرى أن تواجد مجموعات من "عبدة الشيطان" غير مقتصر على الساحة الطلابية فقط، بل يمكن أن يمتد الى خارجها.



ويشير حيمور إلى انه سمع الكثير عن وجود حفلات لعبدة الشيطان في الأردن، وانه رأى "الكثير ممن يقلدهم، سواء بوعي أو بغير وعي".



التكييف القانوني لتهمة "عبادة الشيطان"



ولم يسبق للقضاء الأردني ان وجه تهم عبادة الشيطان لاي متهم، حسب قانونيين، حيث لا تنص القوانين الاردنية على مثل هذه التهمة.



ويوضح استاذ القانون في جامعة الشرق الأوسط محمد الجبور ان "لا تكييف قانوني محددا" لعبادة الشيطان في قانون العقوبات الأردني، ويشير إلى أن المادة "278" من القانون تتحدث عن "إهانة الشعور الديني"، وعقوبتها لا تزيد عن ثلاثة أشهر، أو غرامة بقيمة عشرين دينارا.



كما يمكن التكييف القانوني في مثل هذه القضايا، عبر ما ورد في (الفصل الاول) من (الباب السادس) من قانون (العقوبات الأردني)، والتي تتحدث عن الجرائم، التي تمس الدين وارباب الشرائع من الانبياء، واماكن العبادة. وايضا المادة (278/1) من قانون العقوبات ايضا، التي تتحدث عن جريمة النشر، التي تؤدي الى اهانة الشعور الديني لاشخاص آخرين، او اهانه معتقدهم الديني.



اما الخبير الحقوقي الدكتور محمد الموسى، فيوضح ان موضوع "عبادة الشيطان" يعالجه القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان، في أكثر من مجال. أولا المادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، حيث تتحدث عن الحق المطلق في حرية اعتناق الفرد ما يشاء من أديان ومعتقدات، ويشمل ذلك الديانات السماوية وغيرها.



ويشير الموسى الى الحق في الاعتناق هو "حق مطلق"، لكنه يوضح ان "حرية ممارسة الشعائر والطقوس أمر يجوز تقييده قانونيا، حفاظا على الأمن والنظام العام والأخلاق العامة والصحة وحقوق وحريات الآخرين".



وهذا ينطبق على ما يسمى بعبادة الشيطان، بحسب الموسى، الذي يرى أنه "يجوز تقييدها لأنها تنتهك حقوق الآخرين، وتنتهك الأديان، وتخل بالنظام العام والأخلاق، فضلا عن أن هناك قيدا على المباح، عندما تكون طقوس الدين او الاعتقاد تحمل معنى الكراهية والحقد والانتقاص من الأديان الأخرى، كما هو الحال بالنسبة لعبادة الشيطان.

اما من جانب عقدي، فيشير أستاذ الشريعة الدكتور أحمد العوايشة الى أن "عبدة الشيطان" هي "فرقة منحرفة في الاعتقاد والسلوك"، فمن "يعبد غير الله تعالى هو مشرك ومتمرد على عبادة الله عز وجل".



وزاد أن عبدة الشيطان "يمارسون الرذائل، والمحرمات، وينفصلون عن العرف المجتمعي"، داعيا إلى محاربتهم من قبل الدولة "حتى لا ينتشر خطرهم"، لافتا إلى أنها "ظاهرة ليست بالجديدة، وبدأت منذ أكثر من عشرين عاما، لكنها كانت تمارس بسرية، قبل ان يتجرأ البعض ويبدأ بممارستها بعلنية".