قام وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده يرافقه اعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب برئاسة النائب بسام المناصير مساء امس بجولة ليلية على الحدود الاردنية ــ السورية. واطلعوا في اثنائها على تدفق الاشقاء السوريين الى الاردن والدور الانساني المميز للقوات المسلحة الاردنية في التعامل معهم.



وشاهدوا على الواقع الصعوبات التي يواجهها افراد القوات المسلحة الاردنية في تامين حياة المواطنين السوريين واستقبالهم على الرغم من التضاريس الطبيعية الصعبة ووعورة المنطقة وخطورتها، وتقديم الخدمات الطبية والانسانية لهم حتى تامين وصولهم الى المخيم او الجهة التي يجب ان يذهبوا اليها.



واشاد المواطنون السوريون الذين وصلوا الى نقاط الدخول الاردنية على الحدود في اثناء وجود وزير الخارجية والنواب بجهود القوات المسلحة الاردنية بتامين وصولهم والتعامل الانساني المميز الذي يتلقونه، معربين عن اطيب امنياتهم للاردن بقيادة جلالة الملك بان يبقى بلد الامن والامان وبلد المهاجرين والانصار.



ولفتوا الى ان مواقف الاردن بقيادة الهاشميين كانت على الدوام مثالا يحتذى في التعامل الانساني والاخوي مع ابناء الشعوب الذين يتعرضون للمحن .



وفي الجولة استمع وزير الخارجية والنواب الى شرح مفصل من قائد قوات حرس الحدود العميد الركن حسين راشد الزيود عن الواجبات التي تقوم بها القوات المسلحة بهذا الاطار على طول الحدود الاردنية السورية البالغة 378 كيلومترا .



ويجدر بالذكر ان اعلى نسبة دخول بين المواطنين السوريين الذين يلجأون الى الاردن هي من الاطفال الذين تبلغ نسبتهم 41 بالمئة بينما نسبة دخول النساء 33 بالمئة والرجال 26 بالمئة.



وقال الوزير في تصريحات صحافية ان الهدف من الزيارة هو رؤية حجم التداعيات الانسانية لهذه الازمة المستمرة في سوريا والدور الهائل الجبار الذي تقوم به القوات المسلحة الاردنية ولاسيما قوات حرس الحدود في هذا الواجب الانساني الذي يمثل شهامة واصالة وخلق الاردن الهاشمي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.



واشار الى ان العالم يدرك تماما حجم العبء الذي يتحمله الاردن في استقبال هذه الاعداد التي تأتي يوميا بالالاف هروبا من واقع مؤلم وعنف ودمار وقتل مستمر طالبين الملاذ الامن، مبينا ان الاردن يتحمل هذا العبء نيابة عن العالم حيث دخل اليه اكثر من 485 الف مواطن سوري منذ اذار عام 2011 ويوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية طبية وخاصة ان بينهم جرحى واطفال وكبار.



وقال جوده ان الاردن يتحمل عبء اقتصادي واجتماعي كبير بسبب هذه الاعداد،مناشدا العالم بان يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني.



واضاف اننا بنهاية المطاف ما نريده هو حل سياسي يضمن عودة ابناء الشعب السوري العريق الى بيوتهم وامنهم وامانهم ،ولكن في هذه اللحظات الصعبة بالنسبة لهم فهم موجودون على ارض اردنية يستقبلهم الاردن ويوفر لهم كل ما يحتاجونه،ولكن العالم يجب ان يدرك ان الوضع اصبح خطيرا جدا من حيث الاثر والعبء الذي يتحمله الاردن".



وقال نحن على اتصال مع كثير من الدول والعواصم والمنظمات الدولية مبينين حجم هذا العبء الذي يتحمله الاردن وان المساعدات التي تأتي غير كافية اذ ان الاعداد تتزايد والعنف مستمر والقطاعات الحيوية في الاردن تتأثر مثل الطاقة والمياه والتعليم والصحة،اضافة الى اثار اخرى على فرص العمل وغيرها.



وقال العميد الركن الزيود :"ان واجبنا الاساسي هو حماية حدود المملكة ولكن اضيف لنا هذا الواجب الانساني المتمثل باستقبال الاشقاء السوريين على طول الحدود الاردنية السورية التي يبلغ طولها ما يزيد عن 378 كيلومترا ".



واضاف "نحن نستقل اللاجئين ليلا نهارا عند نقاط الحدود الذين يتم نقلهم الى نقاط تجمع امامية ثم الى مراكز اللواء الخلفية ونقدم لهم وجبات الاكل والمياه، الى ان يتم نقلهم بعد تسجيلهم وتوثيقهم الى مخيم الزعتري، اما بالنسبة للجرحى والمصابين فيتم تقديم الاسعافات الاولية لهم وبناء على راي الطبيب المختص الموجود يتم اخلاؤهم الى اقرب مستشفى".



واشار الزيود الى ان عدد الجرحى والمصابين الذي تعاملت معهم القوات المسلحة الاردنية بلغ حوالي اربعة الاف جريح ومصاب.



وقال النائب بسام المناصير:"انني وباسم اللجنة نقدر عاليا وباعتزاز كبير هذا الجهد الذي تبذله القوات المسلحة الاردنية في استقبال واغاثة اللاجئين السوريين القادمين للمملكة، اضافة الى قيامهم بحماية الحدود وهو يعكس عقيدة الجيش الاردني ".



وكان جوده والوفد النيابي التقوا عددا من المواطنين السوريين فور دخولهم الى الاردن وتحدثوا اليهم واستمعوا لمعاناتهم،موكدين لهم ان الاردن بلد الامن والامان سوف يقدم لهم كل الرعاية اللازمة حتى تعود الاوضاع الى طبيعتها في سوريا ان شاء الله وتتم اعادتهم الى بلدهم.



وتسلم جوده والمناصير من الزيود دروعا تذكارية.