الصدقة الجارية الخفية
ومن أجمل ما نجده في التأخي والمحبة وتماسك الامة الاسلامية هو الصدقة الجارية والخفية منها افضل
وذلك لان بالصدقة تتماسك الامة الاسلامية وتفرج كرب المكروبين وتمنح السعادة والفرح لكثير من الناس
كانوا بحاجة اليها لاسباب كثيرة ومن ناحية اخرى هي في ميزان حسنات المتصدق الى يوم القيامة
وان كانت الامة الاسلامية تسير على هذا النهج القويم فاننا سوف نرى ان الكثير من الاعمال الخيرة تساعد
المجتمع الاسلامي على الازدهار والتوهج بنور العافية واشاعة المحبة والسلام بين افراده
قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم:
{قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ}
[سورة إبراهيم: 31].
ويقول جل وعلا: .... {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ...} ....[سورة البقرة: 195].
وقال سبحانه: .... {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم} .... [سورة البقرة: 254].
وقال سبحانه: ....{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} ....[سورة البقرة: 267].
وقال سبحانه:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[سورة التغابن: 16].
ومن هدي المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )
يا أيها الناس !
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ،
واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } ،
تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره ، ولو بشق تمرة
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7862
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الصدقة الخفية : -
فقد قال الله تعالى:
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
{البقرة: 271}
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله :
إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ،
ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله رب العالمين ،
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
الراوي: أبو سعيد الخدري و أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3603
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولهذا فلا شك أن الإنفاق سرا والصدقة خفية على الفقراء والمساكين أفضل منها إذا كانت علانية
لأن ذلك أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء وأقل إحراجا للفقراء، وقد استثنى أهل العلم من ذلك
الزكاة الواجبة فالإعلان بها أفضل لأنها شعيرة وركن من أركان الإسلام، فينبغي إظهارها.
فالأولى تجنب وضع لائحة باسم المتصدِق أو المتصدَق عنه لأن إخفاء الصدقات خير من إعلانها،
ولأن البدع والمباهاة تدخل في هذا الباب بكثرة، وخصوصا في هذا الزمن،
مع أنه لا داعي له لأن الله عز وجل هو الذي يثيب، وهو يعلم نية المتصدِق ومن تُصُدِّق عليه ومن تصدَق به.
ثم إنه يُخْشَى على المتصدق في حال كتابة اسم والده أن يتسرب إلى قلبه الرياء فيضيع عليه ثواب عمله،
ولكن لو أصر المتصدق على ذلك فلا حرج عليكم في قبول المال منه والوفاء له بما اشترط عليكم،
وهو كتابة اسم والده على البناء، ولكن ليعلم أنه بعد تبرعه بما ذكر لا سبيل له على المسجد فهو كغيره من المصلين.
فضائل وفوائد الصدقة
- أنّها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة خفيا تطفيء غضب الرب ، و صلة الرحم زيادة في العمر ،
و كل معروف صدقة ، و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة
و أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخره . . . . . .
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3796
خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- أنّها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها .
- أنّها وقاية من النار .
- أنّ المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة .
- أنّ في الصدقة دواء للأمراض البدنية وهي العلاج .
- إنّ فيها دواء للأمراض القلبية.
- أنّ الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء
- أنّ العبد إنّما يصل حقيقة البر بالصدقة
- أنّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك
- أنّ صاحب الصدقة يبارك له في ماله وعياله
- أنّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاّ ما تصدق به .
- أنّ صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة
- أنّها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاّ أوجب ذلك لصاحبه الجنة .
- أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته .
- أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله .
- أنَّ النبَّي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به .
- أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل .
- أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه
- أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة .
أفضل الصدقات
الأولى: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة .
الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض .
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب .
الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة .
الخامسة: الإنفاق على الأولاد .
السادسة: الصدقة على القريب .
السابعة: الصَّدقة على الجار .
الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله .
التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهادا للكفار أو المنافقين،
فإنّه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه،
وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في كثير من الايات في القرآن الكريم
العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه الى يوم القيامة .
مجالات الصدقة الجارية
- سقي الماء وحفر الآبار .
-إطعام الطعام ةبخاصة في رمضان .
- بناء المساجد .
- الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه
كاليتيم والأرملة ونحوهما
ولتعلم أخي أنّ الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان
وكذلك الصدقة في أيّام العشر من ذي الحجة، ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون النّاس
في شدة وحاجة ماسة وفقر 14].
فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عونا له على طاعة الله .
( منقول من عدة مصادر )
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
المفضلات