أنقرة - بترا - مؤيد الحباشنة - عاد جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء بعد زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، عقد جلالته خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس التركي عبدالله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي، والتطورات الراهنة في المنطقة، خصوصا الوضع المتأزم على الساحة السورية.
وجرى لجلالة الملك وجلالة الملكة لدى عودتهما استقبال رسمي، حيث كان في مقدمة مستقبليهما في المطار، سمو الأمير فيصل بن الحسين، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات.
كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس المجلس القضائي ، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس مجلس النواب بالإنابة، ومستشارو جلالة الملك، والوزراء، ومحافظ العاصمة، ورئيس لجنة أمانة عمان، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير الأمن العام، ومدير المخابرات العامة، ومدير الدفاع المدني، ومدير قوات الدرك، وعدد من المسؤولين والقائم بالأعمال في السفارة التركية في عمان.

وكان فخامة الرئيس التركي عبدالله غول، قد اصطحب جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الزيارة لأحد مجمعات صناعة الطائرات، حيث أبدى جلالته إعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه هذه الصناعات، والتي تضاف إلى الانجازات الكبيرة التي تشهدها تركيا.
واستمع جلالته خلال الزيارة إلى إيجاز حول تطور صناعة الطائرات التركية، حيث دعا جلالته إلى دراسة إمكانية تنفيذ الجهات المعنية في البلدين لمشاريع مشتركة في هذا القطاع.

,أجرى جلالة الملك اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تركزت على العلاقات بين البلدين والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات المتفاقمة على الساحة السورية، وجهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة استنادا إلى حل الدولتين.
وأكد جلالته ورئيس الوزراء التركي، خلال اللقاء، أهمية تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين، في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات وأحداث متسارعة.
وفي الوقت الذي شدد فيه جلالته وأردوغان على ضرورة العمل لإيجاد حل شامل للازمة في سوريا، وأهمية استمرار التنسيق بينهما في هذا الملف، شددا على حرص الأردن وتركيا، كبلدين جارين لسوريا، على وحدتها وسلامتها واستقرارها وحقن دماء أبنائها ووقف العنف، وتجنيب شعبها المزيد من المعاناة المتفاقمة.
وعلى صعيد تحقيق السلام في المنطقة، شدد جلالته على موقف الأردن الثابت الذي يؤمن بمركزية القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، وحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني وفقا لحل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعرب جلالة الملك ورئيس الوزراء التركي، خلال المباحثات التي تخللها مأدبة غداء أقامها أردوغان تكريما لجلالته والوفد المرافق، عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، اللذين يجمعهما تاريخ طويل من الصداقة والتعاون، معربين عن حرصهما على تطويرها وتعزيزها في شتى الميادين.
واستعرض جلالته وأردوغان فرص زيادة التعاون الأردني التركي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وفي مشاريع البنى التحتية الحيوية بمساهمة فاعلة من القطاع الخاص في البلدين.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على أن تعقد اللجنة الأردنية التركية المشتركة اجتماعها في عمان قريبا. كما استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في مقر إقامته في العاصمة التركية أنقرة، وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، حيث تناول اللقاء آفاق تطوير العلاقات الأردنية التركية في مختلف المجالات.
وجرى بحث آخر المستجدات التي تشهدها المنطقة، لا سيما الوضع المتأزم في سوريا، وسبل التعامل معه في ضوء تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين إلى البلدين.
وتناول اللقاء سبل دعم جهود تحقيق السلام في المنطقة استنادا الى حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني، رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في أنقرة أمجد العضايلة.
فيما حضرها عن الجانب التركي عدد من كبار المسؤولين.

من جهة أخرى أكد جلالته أهمية تعزيز علاقات الشراكة بين القطاعين الخاص الأردني والتركي، بما يسهم في تعزيز التعاون بينهما، وإقامة مشاريع مشتركة تعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين من حيث توفير فرص العمل، وزيادة حجم التبادل التجاري.
وقال جلالته، خلال حضوره جانبا من لقاء مجتمع الأعمال الأردني التركي، الذي نظمه إتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا، والتي انطلقت أعماله يوم أمس على هامش زيارة جلالة الملك الرسمية إلى أنقرة، إن هذا اللقاء يعد فرصة لتعميق وتطوير علاقات التعاون في وقت يحتاج بلدانا فيه إلى تعزيز مثل هذه العلاقات.
وأضاف جلالته أنه وبالرغم من التحديات التي تشهدها المنطقة إلا أن الفرص متوفرة أيضا من خلال تعزيز الشراكات بين دول الشرق الأوسط، لافتا إلى أن الأردن يشكل من خلال موقعه الاستراتيجي بوابة للمستثمرين للوصول إلى أسواق عديدة.
وأشار جلالة الملك إلى الميزات الاستثمارية التي تتمتع بها المملكة، مبينا أن الأردن ملتزم بالعمل مع تركيا لتقوية أواصر التعاون الاقتصادي، والتبادل التجاري، وتشجيع السياحة البينية. وقال جلالته إن اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وتركيا وفرت فرصا كبيرة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية، وساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بينهما، "وبالرغم من أن الربيع العربي أثر اقتصاديا على دول المنطقة إلا أنه وفر فرصة للعمل مجددا بين هذه الدول لاستكشاف سبل تطوير أواصر التعاون في المجالات الاقتصادية".
ودعا جلالة الملك خلال اللقاء مجتمع الأعمال التركي لاستكشاف فرص زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات التجارة، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والسياحة، والتصنيع، والطاقة، والمياه، والنقل.
وقال جلالته إن الأردن بموقعه في قلب منطقة الشرق الأوسط، يشكل بوابة للخليج العربي، والأسواق الأميركية، "ويستطيع المستثمرون الأتراك اغتنام اتفاقات التجارة الحرة التي يتمتع به الأردن مع دول العالم للوصول إلى أسواق جديدة، والتي يقدر عدد المستهلكين فيها بمليار مستهلك".
وعبر جلالة الملك عن تطلعه بأن تشهد الفترة المقبلة بدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، والشراكة التجارية المميزة بين الأردن وتركيا، بما يخدم تطلعات البلدين الاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية.
من جهته، عبر رئيس إتحاد غرف التجارة وتبادل السلع في تركيا، رفعت هيسار أوغلو خلال اللقاء، عن شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على دعمه للقاء مجتمع الأعمال التركي الأردني، والذي ضم عددا من رجال الأعمال الأردنيين، وكفاءات أردنية في القطاع الخاص تمتلك باعا طويلا في مجالات الاستثمار، والصناعة، والتجارة.
وقال إن الأردن يعد أحد أهم الدول الإستراتيجية في الشرق الأوسط بالنسبة لتركيا، بسبب موقعه الفريد، مشيدا بالإصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في المجالات السياسية والاقتصادية، والتي ستلعب دورا مهما في جلب المزيد من المستثمرين إلى الأردن، وتوفير فرص عمل جديدة للأردنيين.
وبين هيسار أن الأردن باستقراره، وبيئته الاستثمارية، وبإصلاحاته يعد نموذجا في المنطقة، مما يسهم في كسب ثقة المستثمرين الأتراك.
وعبر عن تطلع اتحاد الغرف التجارية التركية، من خلال لقاء مجتمع الإعمال، الخروج بآليات لتطوير التعاون بشكل مؤسسي أكبر بين القطاعين العام والخاص في البلدين، مبينا أن هناك عددا كبيرا من المشاريع الريادية التي يمكن العمل عليها سويا.
وأشار هيسار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي900 مليون دولار بفضل اتفاقية التجارة الحرة بينهما عام2009، "ونأمل أن يرتفع هذا الرقم الى ملياري دولار خلال السنوات المقبلة".
وقال في هذا الصدد ان هذا هو عصر التعاون الإقليمي للوصول إلى أسواق جديدة، ومن شأنه أن يصب في مصلحة الأردن وتركيا معا. وعبر عن تطلع تركيا لزيادة استثماراتها في الأردن، وإقامة مصانع في العديد من المجالات، بما يوفر فرص العمل للأردنيين، ويعود بالفائدة المشتركة على الشعبين، مشيرا إلى أن هناك22 استثمارا تركيا ناجحا في الأردن، وفرت حوالي3700 فرصة عمل حتى الآن.
وطلب هيسار دعم الأردن في مساعي تركيا لاستضافة معرض اكسبوا الدولي2020 في منطقة أزمير التركية، حيث يعد اكسبوا الذي يقام كل خمس سنوات، فرصة لتعزيز العلاقات الدولية، والتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية. وقال إن العالم يتغير، وسيكون اليوم مختلفا عما كان عليه سابقا، وهذا يتطلب من الجميع أن يكون لديه القدرة على التغيير، والنهوض بالمجتمعات سياسيا واقتصاديا، واستثماريا.