كتبت - سهير بشناق - اطفال يخرجون من بيوتهم اما بهدف اللعب او لشراء ما تريده اسرهم وتطالبهم بهذه المهمة واطفال يقضون ساعات في اللعب بالشوارع دون رقيب وبالقرب من كل ما يشكل لهم خطرا من حفر امتصاصية الى حوادث الدهس والضياع.
وقد تعرض اكثر من طفل خلال الفترة الماضية الى مثل هذه الحوادث مما ادى الى وفاتهم بسبب وقوعهم في حفر اثناء لعبهم بالشارع وكان اخرها وفاة طفلة في عمر العاشرة بعد ان تم الاعتداء عليها وقتلها من احد اقاربها.


هذه الحوادث لها اسباب واضحة فخروج الاطفال بمثل هذا العمر بمفردهم للعب او لارتياد البقالات او لاحضار وجبة الفطور لاسرهم ليس بالامر الصحيح ويعرض حياتهم للخطر الحقيقي كون فضولهم الطفولي يقودهم لاماكن تشكل خطورة عليهم وقد تنهي حياتهم.
فيوم الاحد الماضي عثرت الاجهزة الامنية على جثة الطفل عبدالله المومني في مدينة الزرقاء بعد ان كان البحث جاريا عن اختفائه لمدة اربع ايام وهو يعاني من صعوبة في النطق والسمع حيث وجد في حفرة امتصاصية.
وقد حذر مدير شرطة الزرقاء العميد محمد حسن الظاهر على اثر وفاة الطفل من خروج الاطفال من منازلهم في مناطق تنتشر بها الحفر والابار والكسارات خوفا عليهم من التعرض للأصابات التي قد تعترضهم بشكل مفاجئ.
وبالرغم من خطورة ترك الاطفال يلعبون بمفردهم بالشوارع لساعات طويلة دون ان يتم تفقدهم من قبل اسرهم او خروجهم ايضا بمفردهم تلبية لمطالب افراد الاسرة بشراء احتياجاتهم فان هناك بعض الاسر لا تزال تترك الحرية لاطفالها مما يعرضهم للخطر.
اخصائية تربية طفل لمى الضامن اكدت على اهمية متابعة الاطفال اثناء لعبهم وعدم تركهم بمفردهم يلعبون بالشارع للخطورة التي تكمن في الشوارع وقربهم من امكان خطيرة.
واضافت: ان الشوارع ليست مكانا مناسبا للأطفال يلعبون به خاصة في عمر الطفولة المبكرة كونهم لا يدركون خطورة ذلك ولا يميزون بين خطورة تواجدهم في اماكن غير امنة.
واشارت الى ان هناك اسر تستجيب لرغبة اطفالها باللعب خارج المنزل وتعتبر ان هذا حق لهم كونهم يشعرون بالملل فتترك الحرية لهم مبينة ان تواجدهم بالشارع يعني احتمالية تعرضهم للدهس او الضياع او الاقتراب من امكان خطرة كالحفر او الامكان التي تكون على منحدرات مؤكدة على ان رقابة الاسر لاطفالها واختيارها الوسائل الاكثر امنا لهم من مسؤولياتها بالدرجة الاولى كون الاطفال يرغبون باللعب ولا يميزون الامور االخطيرة التي تهدد حياتهم.
واعتبرت الضامن ان قضية ارسال الاطفال ايضا وخاصة الفتيات لشراء احتياجات الاسر ليست بالسلوك السوي وقد يعرضهن لتحرشات من قبل الاخرين او العمال في هذه المحلات مؤكدة على اهمية عدم ارسال اي طفل للمحلات بمفرده او قيامه بشراء وجبة الفطور لاسرته خاصة في العطل.
ويؤكد الاخصائيون الاجتماعيون على اهمية هذه القضية خاصة في ظل تكرار حوادث وقوع الاطفال في الحفر او الدهس او الضياع الذي يتم بعدها اكتشاف الاطفال وقد تعرضوا للوقوع في مثل هذه الامكان الخطرة.
واشاروا الى ان عدم تكون وعي لدى الاطفال يميزون الخطا من الصواب يقودهم الى المجازفة والتجربة التي قد تودي بحياتهم لافتيين الى ان وجود الاطفال بالشارع قد يعرضهم ايضا الى اكتساب سلوكيات غير سوية من قبل الاخرين مما يؤثر على نموهم وطريقة تعاملهم مع الامور الاخرى بحياتهم.
واعتبروا ان لعب الاطفال سواء باسرهم او بالحدائق العامة يجب ان يكون تحت رقابة امهاتهم وابائهم خاصة وان الاطفال يحاولون تقليد ما يشاهدونه كما حدث في حالات لاطفال اقدموا على شنق انفسهم تقليدا لما يشاهدونه من مسلسلات تلفزيونية.
وتبقى حالات هؤلاء الاطفال وتكرارها بين فترة واخرى سببا كافيا للأسر لعدم ترك اطفالهم يلعبون بالشاورع بقرب المناطق الخطرة لوحدهم او ذهابهم لشراء ما يريدونه من المحلات فالاطفال مسؤولية اسرهم والشوارع ليست مكانا لهم بما تحمله من سلوكيات لا تتناسب مع اعمارهم.