شفت مصادر عن بدء اتصالات خلفية وغير معلنة بين وسطاء عن الدولة وبين قيادات في جماعة الإخوان المسلمين محسوبة على تيار "الحمائم" القريب من السلطة للتفاهم على مرحلة ما بعد انعقاد البرلمان الـ 17 في العاشر من الشهر الجاري.

وبحسب تقرير لصحيفة الحياة، اليوم، الأحد فإن اتصالات سرية بدأت فعلاً بين وسطاء عن الدولة وبين بعض قيادات تيار "الحمائم الإخواني" للتوافق على ما يبدو أنها صفقة ما قد تتم من دون رضا القيادة الحالية للجماعة والمحسوبة على التيار المتشدد (الصقور).

وانطلقت الاتصالات المذكورة، طبقا للصحيفة اللندنية، من عند القيادييْن "الحمائميين" عبداللطيف عربيات وعبدالمجيد الذنيبات، وجاءت في سياقات المرحلة المقبلة.

وتقول الصحيفة، إن المتصلين بعثوا برسائل "تهدئة" إلى الحركة الإسلامية التي قاطعت الانتخابات، تضمنت منح بعض قادتها المعتدلين مقاعد في مجلس الأعيان المقبل (البوابة الثانية للبرلمان)، وعرض غير رسمي وصل إلى عربيات الذي يعتبر أحد أبرز القيادات التاريخية للجماعة والمعروف بقربه من القصر الملكي، يتمثل في رغبة أطراف رسمية أن يكون على رأس التشكيل الحكومي المقبل.

ونقلت الصحيفة عن عربيات قوله : إن "العرض المذكور كلام له أساس"، نافياً في الوقت نفسه تلقيه أي عروض رسمية من جهة أصحاب القرار، في إشارة إلى الديوان الملكي، فيما رفض الذنيبات الذي ظل لسنوات طويلة الرجل الأول في الجماعة الخوض في تفاصيل الاتصالات المشار إليها، واكتفى بالقول: "أُفضل التريث قليلاً وعدم الإدلاء بأي تصريحات في هذا الخصوص".

لكن الرجل الثاني في الجماعة زكي بني ارشيد، المعروف بنفوذه الواسع داخل القيادة الحالية، قال إن "البوابة الرئيسة للجماعة المتمثلة في قيادتها المنتخبة، لم تتلق حتى اللحظة أي عروض واتصالات من جهة الدولة".

وأضاف أن "مؤسسات الجماعة الشورية توافقت بغالبية على مقاطعة البرلمان ومجلس الأعيان والحكومة المقبلة".

ومع ذلك قالت الصحيفة، إن الأنباء الأولية الواردة من بعض مؤسسات القرار تشير إلى أن فرص تكليف رئيس الوزراء المستقيل عبدالله النسور تشكيل الحكومة المقبلة، لا تزال قوية حتى اللحظة.

وينص الدستور الأردني المعمول به منذ عام 1952، والذي يطالب الإسلاميون بتعديله، على أن الملك هو من يعيّن رئيس الوزراء ويقيله، لكن العاهل الأردني أكد غير مرة أنه سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى "بناء نظام الحكومات البرلمانية، وكخطوة أولى سيستشير أعضاء البرلمان بشخصية الرئيس الجديد قبل تكليفه".