أدى تدني أسعار محصول البندورة وإصابته بآفتي اللفحة المبكرة والبياض الدقيقي إلى إنهاء الموسم الزراعي في غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية مبكرا، مما شكل خسائر فادحة للمزارعين للموسم الحالي.
وأكدوا أنهم باعوا أشتال ومحصول البندورة لمربي الثروة الحيوانية، نتيجة انخفاض أسعارها في السوق المحلي، بعد أن وصل سعر صندوق البندورة وزن 10 كيلو غرامات إلى 40 قرشا.
وأكدوا ضرورة الإسراع في تشكيل لجان لتقدير حجم الأضرار التي تعرضوا لها ليصار الى تعويضهم لضمان الاستمرارية في العملية الزراعية، مؤكدين لأن المئات من المزارعين مهددون بالسجن لتوقيعهم "شيكات" على أمل قطف المحصول وبيعه.
وكان المزارعون عولوا على الموسم الشتوي الحالي لتعويض الخسائر التي لحقت بهم في المواسم الثلاثة الماضية جراء الأحداث الجارية في الدول المجاورة، وعدم وجود أسواق تصديرية خارجية لمنتجاتهم الزراعية، إضافة إلى انخفاض غير مسبوق في أسعار الخضراوات خاصة محصول البندورة.
وأكد المزارع إبراهيم داود أن الأراضي التي لحقت الأضرار بمحاصيلها الزراعية، خصوصا محصول البندورة تقدر بمئات الدونمات.
ويشير المزارع سليمان الخطبا الى أن انخفاض أسعار البندورة في ظل انخفاض كمية الإنتاج في غور الصافي أدى الى إلحاق خسائر كبيرة بالمزارعين في المنطقة، مشيرا الى أن الأمراض التي أصابت محاصيلهم أمر لم يعهده المزارعون من قبل، مما تسبب بتقصير عمر الموسم الزراعي الحالي.
وقال المزارع صايل محمد إنه اضطر إلى التوقف عن ري مزروعاته وتركها لمربي الثروة الحيوانية نتيجة انخفاض أسعارها في السوق المحلي، للتقليل من المصاريف التي يتكبدها مقابل إنتاج محصول البندورة.
من جهته، أكد مصدر في مديرية زراعة الأغوار الجنوبية فضل عدم نشر اسمه أن الأمراض التي تأثرت بها مساحات كبيرة من محصول البندورة بدأت مبكرا هذا العام، فضلا عن انخفاض كمية الإنتاج عن المواسم السابقة، حيث عمل هذان العاملان على تسريع نهاية الموسم الزراعي في المنطقة، مشيرا إلى أن المهندسين الزراعيين في المديرية يقومون بجولات تفقدية وإرشادية للمزارعين.
وأضاف أن الإصابة بهذه الأمراض تختلف من موقع لآخر، ومن مزرعة لأخرى، مشيرا الى أن ذلك يعتمد على متابعة المزارع لمزرعته ميدانيا، داعيا المزارعين في الأغوار الجنوبية الى تنويع زراعاتهم خلال المواسم المقبلة خشية تعرضهم لخسائر نتيجة فائض الإنتاج كما حدث بمحصول البندورة.
ويشكل محصول البندورة 95 % من إنتاج منطقة الأغوار الجنوبية من الخضار والفواكه، والتي يصدر أغلبها إلى السوقين العراقي والسوري اللذين انخفضت كميات التصدير إليهما بسبب الظروف السياسية والأمنية هناك.
وكان رئيس الاتحاد العام للمزارعين عودة الرواشدة أكد ضرورة تحرك الجهات المعنية في إيجاد أسواق تصديرية خاصة السوق العراقي، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المزارعين في منطقة الأغوار الجنوبية مهددين بالحبس جراء الخسائر المتلاحقة للقطاع الزراعي، داعيا الحكومة إلى تعويض المزارعين.