احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 46

الموضوع: رواية يوميات عمر وسارة

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رواية يوميات عمر وسارة

    رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الاولى


    قــالت ســارة:
    كلما تحدثني أمي عن زواج أحد الأقارب أو القريبات وعن الجهاز الكبير الذي رأته عند فرش المنزل الجديد تثور ثائرتي وأصاب بالحموضة من شدة الغيظ، فوالديّ قد أصرا على توفير نصف مرتبي من أجل ذلك الزوج الذي قد يأتي يوما أو لا يأتي.
    ولكن ما دخلي أنا بكل هذا؟ إذا أرادوا أن يزوجوني فليدفعوا هم وليس أنا. لماذا لا يسمح لي بالتصرف بالمرتب كيفما أشاء. أنا مثلا أريد التوفير لشراء سيارة في خلال خمس سنوات.
    وكبداية أريد أموالا لتعلم القيادة والحصول على الرخصة، وكذلك أريد إكمال دراساتي العليا. أنا أريد نصف المرتب الذي يِؤخذ مني “غصبا واقتدارا”. ثم من هذا الذي يستحق أن أحرم من نصف مرتبي بسببه. حاجة تغيظ!
    أنا لن أصرف قرشا برغبتي على شخص لا أعرفه يدخل في حياتي فجأة متوقعا أن أصبح خادمه المطيع، “بلا جواز بلا نيلة!!!”

    قــال عمــر:
    تحسدني أختي لكوني رجلا أستطيع أن أختار لنفسي وأن أقرر متى أتزوج، في حين أنها كفتاة تضطر لانتظار الفارس المنتظر وليس بيدها حيلة.
    ولكنها لا تدري كم الأعباء الملقاة على كاهلي لكي أفكر في الزواج. بالتأكيد أحلم أن أمسك يوما ما بيد فتاة –هي زوجتي- ونسير على الكورنيش وهي تتسلى بأكل الترمس الذي يزيد بطنها المنتفخ من الحمل انتفاخا.
    ولكن من أين لي بالمال الذي يجعلني أتقدم لخطبة أي فتاة؟ وكذلك فإني لا أريد أي فتاة..
    كيف أعرف أن هذه الفتاة التي سأتقدم لها ستكون مريحة في صحبتها؟ فبالرغم من صغر سني واشتياقي إلى متع الزواج المعروفة، فإني أدرك تماما أنه بعد أيام قلائل سيكون ما يهمني أكثر هو طيبة زوجتي وخفة دمها واستمتاعي بحديثها. فأنا أعرف أصدقاء قد تزوجوا وكانوا يتصلون بالشلة قبل مرور الأسبوع الأول على زواجهم، وذلك لأنهم قد شعروا بالملل. ملل!!! وهم مازالوا في بداية البداية، إذاً ماذا سيفعلون بعد عام أو عامين؟ “بلا جواز بلا نيلة!!!”

    قــالت ســارة:
    منذ أسبوع ألمحت لي أمي بأن إحدى صديقاتها لديها ابن يكبرني بثلاث سنوات، يعمل كمهندس كمبيوتر في إحدى الشركات الخاصة. وهي تعرف أنه شاب مؤدب ووسيم وسيزورنا هو وأهله ليشربوا معنا الشاي يوم الخميس القادم.
    كنت أظن أني سأثور ولن أرضى بفكرة الزواج الآن. فأنا أريد أن أبني مستقبلي، فهذا ليس فعلا يقتصر على الرجال فقط، ولكن لا أدري ما الذي أسكتني؟ لعله الفضول لمقابلة شخص يريد الزواج بي. لا أدري.
    اتصلت بصديقتي المقربة وأخبرتها، فضحكت ودعت لي بالتوفيق وأكدت عليّ أن أصلي صلاة الاستخارة، ففعلت بمجرد أن أنهيت مكالمتي معها. وظللت في حالة قلق طوال الأسبوع وكنت أبكي يوميا في التليفون وأنا أحدث صديقتي وأنا أتخيل قصصا مأساوية إذا لم يعجبني العريس وأجبرني والدي على الزواج منه، وكيف سأعيش في بؤس، وكانت صديقتي تضحك مني وتقول إني أستبق الأحداث، وإني “نكدية”، ولكن القلق كان يؤلم قلبي، ومر الأسبوع سريعا. واليوم هو الخميس المنتظر.. وربنا يستر.

    قــال عمــر:
    منذ شهر أخبرتني أمي عن صديقة معها في العمل عندها فتاة جميلة تصغرني بثلاثة أعوام، وهي تعمل في إحدى الشركات. ووالدها رجل طيب ومحترم. فأخبرتها بأني لا أملك حاليا ما يعينني على مصاريف الزواج، وأن كل ما ادخرته خلال سنين عملي هو سبعة ألاف جنيه. طمأنتني أمي وأخبرتني بأن والدي سيساعدني، وأن هذه هي سنة الحياة. فجدي كذلك قد ساعد أبي عندما تزوج من أمي وعاشا أولى سنوات زواجهما في إحدى الغرف ببيت جدي الواسع إلى أن وسّع الله على أبي واشترى هذه الشقة.
    ولكني لم أكن أريد العيش في بيت والدي، وكان رد أمي أن أمامي الحل في أخذ شقة إيجار جديد. ولما كنت أشعر بالاكتئاب منذ فترة لشعوري بالعجز عن الزواج في وقت قريب، فقد استمعت لحديث أمي المتفائل ووعودها بمساعدة أبي الأسطورية. وتوكلت على الله وصليت الاستخارة. واتفقنا على مقابلة العروس في بيت أهلها يوم الخميس القادم، وكاد التوتر يقتلني، فقد خشيت أن لا تعجبني العروس، وكم سيكون الموقف وقتها محرجا عندما أرفضها بعد أن ذهبنا إلى بيتهم!! ربنا يستر

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الثانية

    يدخل “عمر” مطأطئ الرأس ويسلّم على حمى وحماة المستقبل و ..
    دعونا من التفاصيل ولنقفز للحظة الحاسمة مع دخول سارة ..

    قـالت ســارة:
    دخلتُ الصالون وقد تعلقت عيناي بالسجادة وحاولت استجماع شجاعتي لأبدو طبيعية إلا أنني كنت في أسوأ حالات خجلي الذى لم أعهده من قبل. لمحت لون بذلته البيج وحذائه البني، ثم قادتني أمي فسلمت على والديه ورفعت رأسي لأحييه وأخييييرا رأيته ..أول ما لفت نظري كان عينيه وابتسامته، أو بالأحرى مشروع ابتسامة.. يبدو أنه كان غارقا في الخجل هو الآخر فلم يكن يعرف هل يبتسم أم يبدو جادا، أما عيناه .. فكانتا صافيتين! وكان نظره لا يستقر على شيء حتى أني ظننت أنه ربما يكون أحول ..
    وكادت الفكرة تجعلني أضحك، وفجأة احمر وجهه و .. و .. وكان وسيما حتى في خجله هذا، فابتسمت وجلست ولاحظت أنه يتمتم بشيء ما، أو لعله “يبلع ريقه” فقد مد يده بعد ذلك وتناول كأس العصير ليشرب منه ..

    قــال عمــر:
    جلست على كرسي منفرد في الصالون، بينما احتل والداي الكنبة، وجلس والد العروس على الكرسي المجاور لجهة أبي، بينما ذهبت والدتها لغرفة داخلية ثم خرجت تتبعها سارة ..
    ورأيتها جميلة ..
    وكأني رأيت هذا الجمال من قبل وأعرفه، وذهب عني توتري في لحظة وانشرح قلبي لها. لا أقول إنه حب من أول نظرة، ولكن شيئا ما جعلني أشعر أني لن أتركها لأحد غيري. لم أستطع منع نفسي من التمتمة بـ”الحمد لله”، ونظرت إليها فظننت أنها تغالب ضحكة تكاد تخرج منها فعاد إليّ توتري لظني أنها رأت شيئا بي يثير الضحك، إلا أنها ابتسمت وجلست فحمدت الله ثانية وتناولت كوب العصير من أمامي فقد جف ريقى ..

    قـالت ســارة:
    بدأ والدي يحدّث عمر عن عمله وعن الشركة التي يعمل بها وظهر أن أبي يعرف أحد المهندسين بتلك الشركة، حيث كانوا زملاء دراسة، وأوصى أبي عمر بأن يسلم له على صديقه القديم ويذكره بصاحبه عامر عبد المحسن ..
    وتحدث عمي مع أبي عن وضع شركات القطاع الخاص، بينما بدأت طنط في الحديث معي عن عملي وعن طبيعة دراستي، ولاحظت أثناء ذلك أن عمر يسترق النظر إليّ كل دقيقة فتملكتني بجاحة غريبة ونظرت له في عينيه بينما كان ينظر إليّ،
    وظننت للحظة أن روحه ستخرج من فمه، فقد فوجئ بعينيّ في عينيه فثبت وجهه وتحرك فمه وكأنه سيقول شيئا ما إلا أنه لم يصدر أي صوت ولم ينقذه سوى أن وجه له أبي سؤالا عن شيء ما في شركته فالتفت إليه، وشعرت أنه بالكاد استرجع روحه التي تدلى نصفها من فمه وانفجرت في ضحكة في داخلي وأحسست بأنه ظريف ولكنه خجول أكثر من اللازم ..

    قــال عمــر:
    حاولت أن أفتح أي موضوع مع سارة إلا أن عقلي “قفش” وانعقد لساني .. ووجدت أمي تفتح مواضيع عديدة مع سارة وشعرت بغبائي لعدم تذكري لأي من هذه الموضوعات أو محاولتي لالتقاط خيط الكلام من أمي. وظللت أرقبها وهي تتحدث مع أمي، نصف عقلي يتابع حديث أبي وعمي ونصفه الآخر منشغل بـسارة نفسها، حتى إني لا أكاد أعي ما تتحدث عنه مع أمي ..
    كانت لها ضحكة جميلة كما أن بروفيل وجهها الذي أستطيع أن أراه فقط من مكاني بدا جذابا و .. فجأة رفعت عينيها نحوي وضبطتني وأنا أنظر إليها، حاولت أن أتحدث وأبدأ أي حوار معها إلا أن الكلام لم يخرج من فمي. شعرت بأن منظري مضحكا، إلا أنها عادت للكلام مع أمي وقد احمر وجهها ..
    –يبدو أنها شعرت بالخجل–
    ووجه إليّ والدها سؤالا ما فالتفت إليه، إلا أني كنت أريد الحديث معها فأنا لم آتِ لكي أخطب عمي!!

    قـالت ســارة:
    يبدو أن والدته أرادت “جرّه” إلى الحديث فقالت له: دي سارة طلعت بتقرا الجرنال اللي طالع جديد وعاجبك يا عمر، بس ماجابتش العدد بتاع الأسبوع ده، ماتقول لها كان مكتوب فيه إيه
    فنظرت إليه وفتح فمه إلا أنه أصدر أصواتا هذه المرة وسألني عمن أتابع مقالاتهم في الجريدة، فأخبرته وبدأ حديثه واكتشفت أنه متحدث جيد بل و “رغاي” أحيانا، فقد ظل يخبرني عن تفاصيل كل مقال ويعلق عليه ويسألني عن تعليقي، ثم يعيد ما قاله بطريقة أخرى ثم يتذكر شيئا آخر قرأه فيتحدث عنه، وانتهزت أنا فرصة حديثه لأستطلعه بشكل مفصل ..
    كان نحيفا ويبدو أنه متوسط الطول وهو جالس ولكن .. أعجبني شكل يديه فقد كانتا كيدي عازف بيانو، أصابع طويلة وأظافر قصيرة، وكانت رموشه طويلة وعيناه بنيتين و … وبدأت أثرثر معه أنا الأخرى ..

    قــال عمــر:
    عطفت عليّ ماما أخيرا وألقت إليّ بطرف خيط لأدخل في حديثها مع سارة. سألتني عن جريدة أقرأها وكذلك سارة، وأنها لم تقرأ العدد الأخير منها، فانتهزت الفرصة وظللت أحكي لها عن المقالات وكل شيء تذكرته، فقد كانت تلك فرصتي لأنظر لها “براحتي” كان كل شيء بها جميلاً، صوتها وجلستها ويداها الصغيرتان وعيناها الضاحكتان دائما وتعليقاتها التي أثارت ضحكي كثيراً
    كان حوارنا بعيداً تماماً عن الرومانسية ولكن “نص العمى ولا العمى كله” على الأقل انحلت عقدة لسانينا وعيوننا ..

    قـالت ســارة:
    كانت الجلسة مجرد جلسة تعارف بالطبع إلا أن أبي وعمي قد انسجما تماماً. وبدا على الجميع السعادة، ونظر إليّ عمر وهو خارج وقال لي بصوت هادئ ظل يرن في أذني: “أشوفك قريب يا سارة” ..

    قــال عمــر:
    نزلت أصفر وأغني وركبت السيارة وأنا في قمة النشوة .. سألتني أمي عن رأيي، فقال لها أبي إن عليها أن تترك لي فرصة للتفكير والاستخارة. أما أنا فلم أرد ولكني توقفت عند أول بائع جرائد وجدته ونزلت لأشتري عددين من الجريدة التي نقرأها أنا وسارة

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الثالثة

    قـالت ســارة:
    تفكير .. تفكير .. وقلق شدييييييييد ..
    دخلت غرفتي بعد ذهاب عمر وأهله وغيرت ثيابي وخبأت نفسي تحت الأغطية حتى لا تأتي أمي وتسألني عن رأيي ..
    لا أنكر أن شيئا ما تحرك في قلبي، بل إن صوته المنخفض وهو يقول: “أشوفك قريب يا سارة” قد دغدغ أحاسيسي ..
    أريد أن أقول إنه يعجبني وإني موافقة ولكن ما أدراني برأيه هو؟ وكذلك ما أدراني بأن مشاعري هذه ليست لحظية؟
    ربما عمر هذا ليس جيدا كما يبدو .. إنه ليس طويلا كما كنت أرغب .. صحيح أنه أطول مني ولكن ..
    هل يمكنني أن أقضي باقي عمري مع “عمر”؟ هل هو المقدر لي أم لا؟
    يا رب ارحمني من الصداع .. غداً أصلي صلاة استخارة مرة أخرى، وربنا يقدم ما فيه الخير ..

    قــال عمــر:
    نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت سارة، فكرت في صوت ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم جعلني مرهقاً ونمت فوراً ..
    في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة قبل الذهاب إلى عملي .. لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا أعتقد في موضوع المنام .. ما يهم أني أشعر بارتياح عام للموضوع ..
    في العمل تذكرت أني لم أحصل على رقم تليفون سارة، أردت محادثتها .. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟
    سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع عند رجوعي للمنزل ..
    أثناء فترة الراحة تذكرت أنني بقراري الزواج من سارة أحكم على نفسي بالعيش معها للأبد .. إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب خفية لا أستطيع تحملها؟ كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها لتحديد موعد قراءة الفاتحة، ولكنني أحتاج أن أعرفها أكثر، ربما تكون بخيلة أو .. سليطة اللسان .. لا .. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة سيئة ..
    أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا بشدة .. يارب اهدِني ..

    قـالت ســارة:
    يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ”سفن أب”، فالحموضة لا تريد أن تذهب .. أفكر طوال الوقت في الموضوع ..
    هل أقبل؟
    هل أرفض؟
    ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني عمر؟؟ .. أم؟
    قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر الجميل .. ربما يكون من الذين يضربون النساء، ولكن لا .. يبدو أنه محترم .. ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك .. هل يمكن أن يكون “بصباص”؟ ولكنه خجول .. ربما يمثل؟
    آآآآآآآه الحموضة هتقتلني .. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني عن رأيي ..
    خايفة أوافق وبعدين عمر مايردش يبقى شكلي وحش .. وكمان خايفه أوافق وبعدين عمر يطلع شخص سيئ .. إن أهلي متحمسون له وبهذا إذا ظهر أنه شرير سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه من البداية ..
    يا ترى عمر وأهله هيتكلموا إمتى؟

    قــال عمــر:
    وصلت البيت وأنا منهك ولم تكن لدي شهية للطعام فذهبت للنوم ..
    استيقظت بعد المغرب فصليت وجلست مع والدي في الصالة .. أخفض أبي صوت قناة الجزيرة التي لايتابع غيرها هي وقناة العربية للأخبار .. التفت لي وسألني عن حالي فحمدت الله، ودار بيننا هذا الحوار ..
    بابا: نويت على إيه إن شاء الله؟
    أنا: مش عارف، كنت متحمس بس دلوقتي قلقان ..
    بابا: طبيعي جدا.. إنت مش استخرت؟
    أنا: مرتين ..
    بابا: وحاسس بإيه؟
    أنا: مش عارف ..
    ضحك أبي وقال: عادي برضه .. أنا ساعة ما اتقدمت لأمك عقلي شتّ من التفكير ..
    تدخلت أمي: ماتصدقهوش ده حفي عشان أنا أوافق ..
    أكّد أبي كلامها ضاحكاً وقال: شوف يابني البنت كويسة وأهلها طيبين وإن كنت خايف من حاجات ممكن تظهر في المستقبل، فإنت استخرت وإذا كان الموضوع خير هيمشي وإن ماكانش الأمور هتخلص لوحدها .. شوف إنت مبدئيا حاسس بإيه تجاهها؟
    أنا: هي عاجباني وأنا مرتاح لها بس ..
    بابا: من غير بس، شعورك المبدئي كويس، احنا نقرا الفاتحة مع الناس وبعدها تشوفها وتتكلم معاها عند أهلها كام مرة، ولو زاد ارتياحك ليها نكمل ونعمل الخطوبة اللي برضه هتكون فترة اختبار بينكم .. وإن ماحصلش توفيق يبقى كل اللي يجيبه ربنا كويس، ولا رأيك إيه؟
    أراحني كلام أبي ووافقت عليه ..
    بابا: يبقى اتصل بقى بـ”عمار” واسأله إمتى هنعرف رأيهم؟
    أنا: رأيهم؟ أنا حسبتك هتحدد ميعاد الفاتحة ..
    ضحك أبي وقال: ليه هو إنت مادام وافقت يبقى العروسة وافقت؟
    عرفت بعد اتصال أبي بأهل سارة أنهم طلبوا أسبوعا لإبداء رأيهم .. وعاد إليّ توتري، فأنا قد أبديت رأيي المبدئي في اليوم التالي مباشرة، لماذا تحتاج هي إلى أسبوع؟ أهي محتارة لهذه الدرجة؟ ألم تعجب بي كما أعجبت بها؟
    حاولت أمي طمأنتي بالحديث عن أن الفتيات يأخذن وقتا أطول من الرجال في إبداء رأيهن، وأن أهلها يجب أن يسألوا عني، فسألتها غاضباً: ألا يجب أن أسأل عنها وعن أهلها أنا الآخر؟
    ردت أمي بأنها تعرف أهلها جيداً، وإذا أردت يمكنني أن أتحرى عنها هي بنفسي ..
    فسألتها: كيف؟
    فقالت روح ليها الشغل .. وتركتني أمي لحيرتي وقلقي ..

    قـالت ســارة:
    اتصل أهل عمر ليعرفوا رأينا وتنفست أناالصعداء؛ فمعنى اتصالهم أن عمر وافق عليّ ويريد أن يعرف رأيي .. انزاح من على قلبي هم ثقيل .. كنت مرعوبة من فكرة أني أعجبت به وهو قد لا يعجب بي، على الرغم من كلمته: أشوفك قريب يا سارة ..
    بعد جلسة طويلة مع أمي قررت الموافقة على قراءة الفاتحة لكي أستطيع أن أراه عدة مرات قبل أن أوافق على الخطوبة .. ولكن أبي قرر تأجيل إخبارهم بقراري إلى أن يذهب إلى عمل عمر ويسأل عنه .. وسمعت من أمي خطة أبي لمعرفة كل شيء عن عمر من زملائه ورؤسائه في العمل، بل وجيرانه كذلك .. فأبي رجل طيب وهادئ ولم أتوقع أن يتحول إلى المحقق “كولومبو” من أجلي ..
    قارب الأسبوع على نهايته وأشعر (قليلا) بأني أريد أن أرى عمر.

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الرابعة

    قـالت ســارة:
    تحرى كولمبو (أبي سابقا) عن عمر فوجد أن سيرته ممتازة بين جميع معارفه، ومن ثم اتصل أبي بعمي وأخبره عن موافقته، واتفقا على قراءة الفاتحة يوم الإثنين القادم، وظل أبي يتحدث مع عمي على التليفون قرابة نصف الساعة ،حيث إن كليهما يهتم بمشاهدة القنوات الإخبارية وكانا يتناقشان حول برنامج ما ..
    يبدو أن علاقة أبي بعمي ستتوطد قبل أن تتوطد معرفتي بـعمر.!
    أخبرني أبي بعد إنهاء المكالمة أن عمي وطنط وعمر يسلمون عليّ ..
    شعرت بالاشتياق لرؤية عمر مرة أخرى، إلا أنه ـ بالطبع ـ لن يكون بيننا أي اتصال قبل قراءة الفاتحة ..

    قــال عمــر:
    لم أحاول التحري عن سارة لأني أولاً ارتحت لها، وثانيا أمي تعرفها وتعرف والدتها، وثالثاً أنا ماعرفش ازاي أتحرى عن حد .. ولكني ـ للحق ـ فكرت أن أذهب لأراها وهي خارجة من عملها فقد شعرت بأني بحاجة لأن أراها .. شيء ما جعل قلقي يزول من جهة موافقتها عليّ أم لا.. فأنا أظن أني تركت لديها انطباعا جيداً ..
    وجاء الخميس موعد رد عائلة سارة علينا، وجلست بجوار أبي وهو يرد على تليفون عمي .. ظلا يتحدثان في بداية المكالمة عن برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب .. وأخيراً سمعت أبي يضحك ويحمد الله ويحدثه عن سعادته بالنسب المرتقب بيننا، فالتقطت أنفاسي وخرجت إلى البلكونة ..
    كنت أشعر شعوراً غريباً وكأن كل شيء يبرق أمامي ..
    أحسست أني أريد أن أحضن العالم كله وأقبـّله. كنت أعرف أني سأبدأ مشروع حياة وأني سأكافح من أجل تجهيز نفسي، إلا أن هذا الشعور الغامر بالسعادة أنساني أي قلق .. وسألت نفسي: كم سأنتظر لأقف مثل هذه الوقفة مع سارة في بلكونة منزلنا؟

    قـالت ســارة:
    هل يُعقل أن أحب شخصاً رأيته لمرة واحدة؟ أم أن هذا الشعور بقبوله الشديد ناتج عن صلاة الاستخارة؟ هل الله يعطيني إشارة بأن عمر لي وأنا له؟ أنتظر يوم قراءة الفاتحة بسعادةٍ شديدة. ولم أعد أعاني من الحموضة .. الحمد لله ..

    يوم قراءة الفاتحة

    قــال عمــر:
    جاء الإثنين الغالي، احترت في الهدية التي يجب أن أقدمها لـسارة .. أخبرتني أمي بأنه يمكن أن أشتري لها خاتما لقراءة الفاتحة، وأخبرتني أنها يمكن أن تنزل وتختاره لي ولكني أخبرتها أني سأشتريه بنفسي ..
    ذهبت إلى الصائغ ولم أكن أعرف مقاس إصبع سارة إلا أني حاولت التخمين قياساً على حجم يديها .. كنت أريد خاتماً مميزاً ..
    فكرت بأن يكون خاتماً ذا فص مثل خواتم الزواج التي أراها في الأفلام الأجنبية، إلا أني وجدت خاتماً عليه فراشة تبدو وكأنها حقيقية .. لا أدري لماذا ذكرتني الفراشة بسارة، فدعوت دعاء الاستخارة واشتريت الخاتم .. يا رب يعجبها ..

    قـالت ســارة:
    لا أدري ماذا يجب عليّ أن أرتدي في قراءة الفاتحة. هذه المرة كنت أريد أن أبدو متألقة ..
    بعد تفكير ومحادثات مع صديقتي ومع ماما ومع المرآة اخترت طقماً لبني اللون، ووضعت بروشاً على هيئة فراشة يشبك الطرحة مع البلوزة ..
    يا ترى عمر بيحب اللون اللبني؟
    يا رب .. يا رب .. يا رب خلّيني فرحانة النهارده ..

    قــال عمــر:
    أحضرت علبة شيكولاتة ونحن في طريقنا إلى بيت سارة .. في هذه المرة كان معي أولاد عمي في سيارتنا وكذلك أختي. بينما كان أبي وأمي في سيارة عمي وزوجته يلحقون بنا ..
    في هذه المرة ظل أولاد عمي يثرثرون معي وظللنا نضحك طوال الطريق ونحن نسمع ليلة من عمري لـعمرو دياب (“أنقلها مع التحفـّظ (*~*) .. تعليق أدمن البيج (^_^)) ..
    عندما دخلت منزل سارة هذه المرة كنت أكثر راحة .. كان المنزل مزدحما نسبيا عن المرة السابقة حيث حضرت خالة سارة وزوجها وأعمامها الثلاثة .. عندما دخلت كانت سارة تكلم أحد أعمامها في ممر يطل على الصالون، التفتت ورأتني وأنا أتجه صوب الصالون فابتسمت لي وابتسمت لها .. كانت ترتدي طقما لبني اللون يجعلها تبدو جميلة كالسماء. واتسعت ابتسامتي حينما لاحظت أنها تضع بروشا على شكل فراشة ..

    قـالت ســارة:
    دخل عمر هذه المرة فجأة فقد ظننت أن أبي يفتح الباب لزوج خالتي الذي وقف على السلم ليدخن سيجارة، حيث إن أمي لا تسمح بالتدخين داخل المنزل، وكان أبي واقفاً على الباب يتحدث مع زوج خالتي، وصديقه في نفس الوقت حتى يهون عليه وقفة السلم. ولكني استدرت لأجد عمر أمامي يبتسم ويحمل علبة شيكولاتة .. لقد زادت معزته في قلبي لما أتى لي بالشيكولاتة ..
    بعد أن قدمنا الجاتوه والحاجة الساقعة، تحدث أبي مع عمي وتعرف الجميع على بعضهم البعض وسألني عمر عن حالي ..
    كان الجو مزدحما هذه المرة، ولكن عمر كان هادئا ومازالت لديه عادة اختلاس النظر إليّ ..
    في وسط كل هذا وجدت أبي وعمي يقولان: نقرا الفاتحة بقى .. رفع الجميع أيديهم ليقرءوا الفاتحة ونظرت تجاه عمر فوجدته بالطبع ينظر لي وقرأنا الفاتحة وأعيننا متشابكة .. وشعرت وكأني خارج كل زحام الصالون وكأن جسدي كله قد تخدّر ..

    قــال عمــر:
    قرأتُ الفاتحة وسارة تجلس في عيوني، تجرأت هذه المرة ونظرت إليها بثبات أثناء قراءة الفاتحة، ولم تبتعد عني بعينيها .. أخرجتُ الخاتم وقدمته لـسارة التي ضحكت وقالت والدتها: إنت كنت عارف إن سارة هتلبس بروش على شكل فراشة ولا إيه؟
    ولكني لم أكن أعرف، أنا حتى لم أعرف رقم تليفونها وخفت أن يظن عمي أني اتصلت بها من ورائه .. فأنكرت على الفور فضحكت سارة وضحك الجميع .. وشاركتهم الضحك

    قـالت ســارة:
    لم أصدق نفسي عندما رأيت الخاتم، فقد كان جميلا جداً .. فأنا أحب الفراشات بشدة ..
    لقد أتى لي عمر بشيكولاتة وفراشة من ذهب .. يبدو أنني سأحب هذا الفتى ..

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الخامسة

    قـالت ســارة:
    لا أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى “الحمد لله”.. كنت أنظر إلى خاتم الفراشة على يدي باستغراب .. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل ..
    أشعر أن عمر وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن .. لكن عمر لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه أصبح لي .. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني؟!
    يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي .. لكني لم أرَه سوى مرتين وادبست ووافقت على قراءة الفاتحة ..
    كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده ..
    آه ياعمر .. قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق بسبب موافقتنا السريعة .. إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد ربط كلام ليتسنى لي لقاء عمر عدة مرات حتى أوافق على إتمام الخطوبة ..
    أنتظر مكالمة عمر على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟

    قـال عمــر:
    الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على سارة بشكل عميق، وإن كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي، بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي ..
    المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة “دمي خفيف” وكثير الكلام، ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول .. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل، فالبنات لا تحب ثقيلي الظل ..
    كيف أستطيع أن أظهر جمال شخصيتي الرائعة في حديثي معها؟!
    ” افتح عليّ يا رب”

    قـالت ســارة:
    المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت، لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض .. الواحد محرج شوية، مش علشان هاكلمه، فأنا بعون الله أكلم الأسد ـ وهو في القفص طبعاً ـ بس المشكلة هي وجود بابا .. كيف سأحدث “راجل” في وجود بابا؟!
    هو صحيح راجل طيب .. لكن .. المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع عمر؟
    لا أريده حديثا عادياً، أريد أن أستخرج منه كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه، وأريده أن يعرفني جيداً، فهو لم يعرف سوى سارة الهادئة الخجولة ..
    سأتصل بإحدى صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار .. ووقعت القرعة على “فاطمة” المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن .. وقد انفجرت فاطمة في الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنتي يادوبك في مرحلة النحنحة .. إنتي وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص، ده أنا يا اللي مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من “حسن” يا بنتي إنتي دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول خطوة .. طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة فاطمة ..

    قـال عمــر:
    رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم سارة، اتصلت بالرقم وأنا بادعي إنها هي اللي ترد .. وبالطبع ردت والدتها ..أنا عارف حظي .. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي ..
    ثم سادت لحظة صمت محرجة .. حيث تنتظر هي أن أطلب الحديث مع سارة، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بندائها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و… قبل أن أنطق قالت هي: طيب هناديلك سارة ..
    تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ، ثم انتهت الموسيقى وسمعت خروشة ثم صوت سارة ..
    سارة: السلام عليكم ..
    أنا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    سارة: ازيك يا عمر؟
    أنا: الحمد لله .. ازيك إنت؟
    سارة: الحمد لله، وبابا وماما عاملين إيه؟
    أنا: الحمد لله ..
    سارة: وإخواتك؟
    أنا: الحمد لله ..
    سارة: إنت بتختم الصلاة يا عمر؟
    أنا (بدهشة): لأ .. ليه؟
    سارة: أصلك مابتقولش غير الحمد لله، فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة ..
    فهمت الدعابة وضحكت بشدة، وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت هي و… استمرت المكالمة 66 دقيقة ..
    والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة، إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام، فخشيت أن أسبب لها الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غداً .. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية وإطلاق النكات، مما جعلني أبادلها الضحك ..
    وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق، ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها: هتوحشيني قوي لحد بكره .. وقفلت الخط سريعاً وكأن والدتها ستجذبني من ملابسي من خلال السماعة ..

    قـالت ســارة:
    لم أتخيل أن تسير المكالمة مع عمر” على هذا النحو .. كنت أغسل المواعين في المطبخ، بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئاً شاعرياً جداً أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض ..
    وبالفعل اتصل عمر أثناء غسيلي للبراد .. بدى محرجا في بداية الحديث ولكني كسرت الجليد وضاحكته، واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه “واد دمه خفيف”، وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه، فهو يبدو رجلا حتى في هزاره ..
    وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات .. حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه .. بعد كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني ..
    يا ربي دايماً ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز .. يبدو أنها صارت عادة لديه … وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد المكالمة ـ وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة! ـ وقالت لي: إيه كل الضحك ده يا سارة؟ هو إنت بتكلمي “فاطمة” ولاّ “مروة” .. مش تعقلي شوية؟!!
    ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي، هل يمكن أن يظن عمر أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر
    يووووووه هو كل شوية قلق ..

    رن .. رن .. رن .. وفرحني ..

    قـالت ســارة:
    في العادة تعبر الأغاني عن المشاعر، ولكن هذه المرة عبّر إعلان خطوط تليفون عن مشاعري ..
    “رن .. رن .. رن .. رن .. وفرحني”
    يشدو بها كاظم الساهر وأنشز أنا بها طوال اليوم مع رنات عمر الكثيرة على الموبايل ..
    أمس، بعد أن انتهيت من أولى مكالماتي معه أرسل لي رسالة بها دعاء جميل: اللهم لي أحبة أتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن، وأدعو لهم كلما دنا ليل الظلام وجن .. إلهي ظلل أحبتي بالغيوم وأبعد عنهم كدر الدنيا والهموم .. أدخلنا الله جميعا من باب الريان وأعتق رقابنا من النار ..
    رسالة دينية وإن كانت تبدأ بـ”أحبة”، واخدين بالكم؟
    أما اليوم فقد رن عليّ 8 مرات حتى الآن، أما بالنسبة لي فقد رننت له مرة واحدة .. لا أدري لماذا .. “تُـقل” كما يقال ..
    للحق أشعر بالخجل من أن أرن عليه كثيراً .. ولكني فرحانة أوي برناته .. بالطبع أنا في عملي وزميلاتي يلاحظن أني أبتسم بلا داع مرات عديدة ..
    أبتسم عندما أتذكره ..
    وأبتسم عندما يرن ..
    وأبتسم عندما لا يرن ..
    “باين عليَ اتجننت” ..
    آآآآآه لو تدوم سعادتي هذه للأبد ..
    وصلتني رسالة جديدة من عمر، جعلتني لا أتمالك نفسي من الضحك و (اضطررت) بعدها أن أرن عليه مرتين ..
    كانت الرسالة تقول: كده مش حلو .. لا رنة .. ولا ألو .. ولا علينا تسألوا .. طب حتى رنة واقفلوا ..
    فكرت أن أرسل له رسالة حتى لا يظن أني بخيلة ولا أريد أن أضيع رصيدي ..
    احترت هل أرسل له رسالة دينية أم رسالة ضاحكة .. في النهاية قررت الرد على رسالته كالتالي: قلت للطير المسافر وصل سلامي للغاليين .. قال لي: سواق أهلك أنا؟!

    قـال عمــر:
    بعد أن اضطررت لإنهاء حديثي مع سارة قمت بحفظ رقم تليفونها المحمول على تليفوني على الفور .. أحببت أن أظهر لها اهتمامي! ومشاعر أخرى بالطبع، فأرسلت لها رسالة تحمل دعاء “للأحبة” .. لم تقم بالرن عليّ فظننت أنها لم تقرأ الرسالة بعد ..
    في اليوم التالي قمت بالرن عليها مرات عديدة ولكنها لم تجبني سوى برنة واحدة .. بصراحة غضبت ..
    “هي مش معبراني ليه؟”
    كان هذا السؤال ينغزني وكأنه شوكة ..
    سألني زميلي في العمل عن سر تجهمي، لم أخبره بالسبب .. لا أعتقد أنه يصح أن أتحدث عن مشاكلي مع خطيبتي مع أحد .. ولكن ..
    مع منتصف اليوم لم أستطع أن أتحمل تجاهلها، فكرت أن أحدثها على الموبايل ولكن كرامتي “نقحت” عليّ .. لم أجد سوى أحمد .. صديقي الحميم والذي خطب منذ عدة أشهر لأتحدث معه .. وأحمد يعمل معي في نفس الشركة ولكن في قسم آخر .. رننت عليه، ففهم أني أريده وتقابلنا في كافيتيريا الشركة كالعادة ..
    وجدني مغتاظاً فقال: أهلا .. مش بدري على فردة الشراب المقلوبة دي؟! أخبرته بالموضوع فضحك وأجابني: مشكلتك يا عمر إنك أبيض يا ورد .. بس هي مش مشكلة قوي يعني .. باين إن سارة كمان أبيض يا ورد زيك .. إنت عمال ترن ترن على البنت عشان دي أول مرة تعرف بنات وعايز تحس إنك بترن وبيترن عليك، وسارة غالبا مش متعودة على الكلام ده ومحرجة ترن عليك كتير .. ياسلااااام ..
    نزل عليّ كلام أحمد كالبلسم وغضبت من نفسي لأني غضبت من سارة .. وكان أحمد نعم العون حتى إنه بعث لي رسالة لعلاج هذه الحالة .. كما قال .. وقمت أنا بإرسالها لسارة .. وعدت للتحليق فوق السحاب عندما ردت عليَ سارة هذه المرة برنتين ورسالة دمها خفيف ..

    قـالت ســارة:
    أربع رسائل في يوم واحد .. كتير برضه! الواد ده ماشي بموبايل خط ولاّ بيزنس ولا إيه؟
    هو صحيح إني فرحانة جداً بكل هذا الاهتمام .. لكن هي دي المشكلة .. أنا باخاف لما بافرح قوي .. باشعر إن فيه حاجة غلط!!
    ماسورة الرسائل اللي انفجرت دي مش مطمناني أخاف أن يكون عمر حالماً أكثر من اللازم .. قد يبدو كلامي غريباً ولكني أحب الرجل الراسي، أريد رجلا يساندني على أرض الواقع .. لا أحب الرجال المغرقين في الرومانسية ..

    قـال عمــر:
    لم يتهمني يوما أحد بالرومانسية، ولكني مع سارة أخاف أن يكون هذا عيباً ..
    لست قاسي القلب بالطبع ولكني لا أجد أن الكلام الرومانسي الكثير يعني شيئاً .. أشعر أني أحبها وغالبا ما سيزداد هذا الحب مع الأيام ولكني لا أحب كلمة “أحبك” التي تتكرر كثيرا بين الأولاد والبنات .. ولكني أخاف أن يجعل ذلك سارة تكرهني ولذا قررت أن أكون رومانسيا معها في رسائل الموبايل ..
    أرسلت لها كل رسائل الحب التي وجدتها ذلك اليوم، وكانت أربع رسائل .. أربع رسائل في يوم واحد ..
    “كتير.. مش كده؟”
    أدركت هذا عندما وصلت للمنزل مساء .. قد تراني سارة الآن “مدلوقا”. ولكن .. لا ..هي لا تفكر بهذه الطريقة ..
    أو .. ربما هي تفكر بهذه الطريقة ..
    لاحول ولا قوة إلا بالله .. كنت قد قررت أن أتصرف بمثالية في هذه العلاقة ولكن ها أنا وقد بدأت بخطأ .. أفففف

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة السادسة


    قــالت ســارة:
    مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت .. هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف، ما علينا سأشاهده في الإعادة ..
    وجدته طبيعيا ..
    أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل .. ارتاح قلبي لذلك، فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان .. حدثته عن مشاكل في عملي وأسدى لي بعض النصائح المفيدة، بجانب بعض النصائح غير المفيدة ـ ولكني لم أخبره بذلك بالطبع ـ إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الإحتلال في العراق ووضع الإنتخابات الفلسطينية .. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء، مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب ..
    أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلاً عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة، وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للإستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني ـ للحق ـ إحترمته .. فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائماً ..
    في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل .. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقـّة والعذوبة: زودتها شوية .. مش كده؟!
    ولم أتمالك نفسي من الضحك ..
    أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيراً فيما بعد .. وكانت هذه إحدى نوبات غبائي ..
    كيف يكون هذا هو ردّ فعلي على هذه الرقة؟!! بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر ..
    ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله، وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية ..
    “انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة”
    قالها عمر لي في التليفون فرديت باستغراب: ليه؟!
    وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً ..
    وقفلت التليفون وأنا سعيدة جداً اني ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة ..
    الظاهر إنـّه واحشني .. لا الحقيقة مش الظاهر، أنا فعلاً نفسى أشوفه ..

    قـال عمــر:
    ردّ فعل سارة غريب جداً، ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلاً علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست إنها اتسرعت فى الخطوبة مثلاً!
    طب ايه المطب ده؟!
    دى هى واحشاني فعلاً .. ح يبقي شكلي إيه لو قابلتني ببرود؟! بس هى كانت طول المكالمة سعيدة ..
    اوِوف .. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم .. أحسن أصلي ركعتين وأنام علشان عندي شغل بدري ..

    قــالت ســارة:
    عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما أنام مع إن بشرتى مش محتاجة، بس إستعداد نفسى للقاء عمر المنتظر ..
    ماما دخلت لقتني ملزقة كده، قالت لي: مالك يا سارة؟ قلت لها: أصل عمر جاي بكرة يا ماما ..
    خرجتْ من الأوضة (يعني الغرفة) وهي بتقول: يا حول الله يارب ..
    غسلت وشي من الماسك وغمضت عيني وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص .. ايه القلق ده؟ أحاسيس ملخبطة جداً ..
    جوايا فرحانة إني ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ في عقلي: خلاص هو ده الإنسان اللى ح أكمل معاه حياتي كلها لحد ما أعجّز زي ماما وبابا؟ ده أنا تقريباً ما اعرفوش!! بس هو مؤدب وطيب .. ماهو كلهم بيكونوا كده في الأول!!! على رأي صديقاتي ذوات الخبرة في الارتباط ..
    حطيت المخدة على دماغي علشان أهرب من التفكير وأنام ..

    قـال عمــر:
    ياااااه ده أنا تقريباً ما نمتش خالص، وحاسس بصداع رهيب، وعندي شغل بعد نص ساعة .. آدي اللي خدناه من الخطوبة ..
    ما أنا كنت حر نفسي وأخر رواقة .. كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة، امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل إيه؟! أكيد ح اكون مت من زمان ..

    قــالت ســارة:
    قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة، وعندي حموضة كبيرة .. شربت سفن أب على الريق وطبعاً كانت فاتتني صلاة الفجر من النوم المتقطع .. اتوضيت وصليت، شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة ..
    يارب فرّحنى النهاردة يارب ..

    قـال عمــر:
    تالت فنجان قهوة باشربه، والصداع ابتدى يروح شوية ..
    آه لو سارة تديني حتى رنة تعرفني انها عاوزة تشوفني هى كمان .. فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلي بيقول : يابختك يا عم، تلاقي العروسة صبّحت عليك ييجي ميت مرة .. تيجي مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بي إلا لو كارثة حصلت .. ده انا حاطط لها تون سرينة إسعاف .. ههههههه ..
    رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى!! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكي ..

    قــالت ســارة:
    الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 .. طب ح البس إيه؟ وح نقعد فين؟ مش معقول نقعد لوحدنا في الصالون، حرام طبعاُ، وكمان أنا اتكسف جداً .. لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا ..
    طب حنتكلم فى إيه ؟ .. التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجهاً لوجه دي صعبة شوية .. ياااه إيه القلق ده كله؟
    ماما بتبص لي من بعيد وعينيها بتضحك علي وبتقول فى سرها البنت اتجننت ..
    قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة، مع إنه مش ح يشوفه لأني ح اكون لابسة الحجاب طبعاً، بس عاوزة أحس إني جميلة النهاردة، ونفسي أشوف ده فى عينيه ..

    قـال عمــر:
    ياترى ح اجيب إيه معايا وأنا رايح؟ آخد شيكولاتة؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد؟
    طب أنا نفسي أشترى هدية لسارة تفكرنا دايماً باليوم ده .. أشترى لها ايه؟
    قعدت أفكر وأنا في العربية وراجع من شغلي لحد ما لقيت محل هدايا .. دخلت و جبت بوكية ورد أنيق، ودورت على هدية سارة .. احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر .. كان ضخم جداً وغالي جداً كمان!!! لكن تخيلت فرحتها بيه .. يارب يعجبك يا سارة ..

    قــالت ســارة:
    ارتديت عباءة مغربي جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لي خالي من الخليج، لم أرتدي تايير (لا أدري ما معنى هذه الكلمة (*~*) تعليق الأدمن) أو ما شابه، مش عارفة ليه .. يمكن كنت عاوزة أحس أني لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت ..
    وضعت مكياج خفيف جداً، مجرد إنه يظهر وجهي نضر لا أكثر .. ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتني أناقة .. ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عيني لم أره من قبل .. يارب اسعد كل البنات زيي .. وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول: عمر جه يا سارة ..

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة السابعة

    قــالت ســارة:
    “إزيك يا سارة؟ ياه ما شاء الله ..”
    قالها عمر بتلقائية كبيرة وهو يسلم علي جعلت إخوتي يبتسمون وأنا وجهي إحمر من الخجل فقد فوجئت أن يمدحني هكذا أمام الجميع!! لكنني كنت سعيدة جداً بهذه الجرأة أو التلقائية .. لا أدري! ومددت يدي أسلم عليه .. وأكيد لاحظ ارتعاش يدي وارتباكي .. ياااه فعلاً التليفون أرحم من اللخبطة دي ..

    قــال عمــر:
    بجد فوجئت بجمال سارة اليوم، وجهها نضر وملامحها تنطق بالجاذبية والجمال، رغم انها لا تضع ماكياج والحمد لله .. لم استطع ان أخفي سعادتي عندما رأيت وجهها مرة ثانية، والمرة دي أشعر أنها ملكي فازدادت جمالاً في عيني .. لكن أكيد والدتها وأخواتها بيقولوا على مدلوق جداً ..
    لأ .. إمسك نفسك شوية يا سي عمر، ما تكسفناش ..

    قــالت ســارة:
    الله .. عمر بجد رقيق جداً .. جايب ورد معاه، كنت خايفة يجيب فاكهة بقى وبطيخة والفيلم ده ..
    ونظرت إلى الهدية الكبيرة فى ورقها اللامع وفرحت إنه فكر يشتري لي هدية .. ده يدل إنه إنسان كريم ورقيق .. الحمد لله ..
    يارب تفضل كده يا عمر .. يا ترى ح نقعد فين؟ أكيد مش لوحدنا طبعاً ..
    طيب أقعد فى الكرسي اللي جنبه ولا بعيد؟! .. طب بابا موجود، ازاي أقعد جنب عمر في وجود بابا؟
    ياسلام على الهنا .. بابا حسم الحدوتة وقال: تعالى أقعد جنبي هنا يا عمر ..

    قــال عمــر:
    يا سلام على الهنا، ح أقعد جنب حمايا العزيز .. أهي دي فيها ساعتين قناة الجزيرة، وساعتين عن مستوى الزمالك المنحدر، وبعدها أكيد ح اكون استأذنت وروّحت .. يا خسارة الورد والهدية!!
    الحمد لله سارة قعدت في الكرسي المقابل لنا أنا وعمي .. لا أدري هل حمايا لاحظ انى أختلس النظرات الى وجهها؟
    بجد وجهها يحمل ملامح طفولية تنم عن الشقاوة وخفة الدم، وأيضا جاذبية كبيرة تجعلك لا تمل النظر لها .. وكنت غير منتبه إلى كلام حمايا المطول غصب عني، وأرد فقط بـ: طبعاً طبعاً يا عمي .. فعلاً فعلاً يا عمي .. ايوة فعلاً يا سارة!!!
    وانتبهت الى خطأي واحمر وجهي من الخجل، ولاحظ عمي هذا وضحك وقال لي: ده إنت مش معايا أنا .. يا سيدي طب لما أسيبكم تتكلموا شوية وأقوم أتكلم فى التليفون ..

    قــالت ســارة:
    ضحكت جداً على عمر، وفرحت بصراحة أن بابا قام، وقعدت جنب عمر .. ولاحظت سعادته بهذا وقال لي مباشرة: “ازيك يا سارة؟ افتقدتك جداً من المرة اللي فاتت ..”
    يااه .. كلمة الافتقاد دي كبيرة أوي .. أحلى بكتير من وحشتينى .. كان نفسي أقول له وأنا كمان، لكن اتكسفت جداً .. أول مرة أحس انى بنوتة بقى وبتكسف!! دول كانوا مسمينى فى العيلة الكابتن من كتر تهريجي ..
    الظاهر إني ح أكتشف سارة جديدة خالص ما عرفتهاش قبل كده ..

    قــال عمــر:
    أنا جبت لك هدية يا سارة يارب تعجبك .. بتحبي الدباديب؟
    فوجئت أن سارة نطت من مكانها وحضنت الدبدوب وقبلته ونيمته فى حضنها وقالت بسعاد طفولية: الله ده تحفة يا عمر بجد يجنن ..
    فرحت جداً برد فعلها الطفولى الجميل، ورغم أن الجميع كانوا حولنا إلا أنني كنت لا أشعر إلا بي وبها فقط ..
    يارب ما تتغيريش ياسارة وتفضلى لذيذة كده على طول .. مش عارف ليه ساعتها كنت عاوز أقول لكل العالم ان هذه الطفلة الجميلة طفلتي أنا ..

    قــالت ســارة:
    ايه الجنان ده؟ .. أكيد ح يقول عليّ عيّلة دلوقتي ..
    طب ماهو اللي غلطان، كان لازم يجيب دبدوب يعني؟ ده أنا باموت فيهم .. يوووووه هو أنا لازم أفضل محتارة على طول؟
    لازم يتعود علي زي ما أنا!! بس كل صديقاتي قالوا لي اتقلي واعملي فيها الراسية العاقلة .. وماما بتبص لى من بعيد نفسها تقتلني!! بس عمر فيه فى عينيه نظرة حنان جميلة بتخلينى أطلّع كل اللي جوايا بدون أي تصنّع .. وده اللي مخليني معجبه بيه ..

    قــال عمــر:
    ياااه انا نسيت كل الموجودين ونسيت الوقت معقول بقى لنا ساعتين بنتكلم؟
    انا نسيت اني ضيف ولازم ما أقعدش كتير أوي كده!!! بجد كلام سارة لذيذ جداً وحبل الكلام بيننا ممتد إلى مالا نهاية بدون أى تكلف .. ولاحظت انها قارئة جيدة مش روشة طحن زي بقية البنات، ومخها أبيض .. ودي حاجة عاجباني فيها جداً .. بتحسسني إني قاعد مع ألف بنت؛ صديقة وأخت وزميلة وطفلة وأنثى وقريبة ووووو حبيبة ..

    قــالت ســارة:
    عمر مشي من شوية وبجد انا مرتاحة جداً دلوقتي ..
    حسيت إني سعيدة لأننا على درجة كبيرة من التفاهم .. أو على الأقل فيه ناس باحس انى مخنوقة منهم بسرعة لكن مع عمر لأ ..
    دايماً باحس إني على طبيعتي وعاوزة أقول له كل اللي جوايا بدون زواق، ومش محتاجة أتكلف أي حاجة علشان أعجبه .. ومتهيألي دى حاجة كبيرة ووو… قطع تفكيري صوت أختي: “أبيه عمر على التليفون” .. هوّ لحق وصل؟!!! نطيت رفعت السماعة وأنا طايرة من الفرح : الو أيوة يا عمر انت وصلت؟
    عمر: لا باتكلم من عند البقال!! .. أيوة وصلت طبعاً .. أنا كنت سايق على 120 علشان أوصل بسرعة وأكمل كلامي معاكي .. دي ماما اتخضت وانا باجري على اوضتي علشان أكلمك ..
    أنا: ممممممم ..
    عمر: ساكتة ليه؟
    أنا: مش عارفة أقول إيه؟ أنا بجد فرحانة وقلقانة ومبسوطة وخايفة وووو ..
    عمر: إيه الكوكتيل الجامد ده؟ طب فرحانة ومبسوطة علشان أنا شبه أحمد السقا ماشي .. لكن…
    أنا: ياعم قول يا باسط، أحمد السقا؟ ههههههههههه ..
    عمر: كده يا سارة؟ الله يسامحك .. طب أديني ضحكتك يا ستي، قولي لي خايفة من إيه؟
    أنا: خايفة إننا بنقرب لبعض بسرعة أوي، وأنا ما ليش تجارب قبل كده .. فخايفة أكون فرحانة بس بفكرة الحب والإرتباط، ومش قادرة أقيّم الموضوع صح واطلع غلطانة فى الآخر ..
    عمر: ما تخافيش من أي حاجة في الدنيا طول ما انا جنبك يا غالية ..
    أنا: ياااه يا عمر، بجد انت اللي غالي .. “في سري طبعاً” (^_^)
    عمر: سارة سامعاني؟
    أنا: ايوة ..
    عمر: بصي يا ستي، انتي بتعدي الشارع وفيه عربيات؟
    أنا: طبعاً ..
    عمر: بتدخلي مبنى ما دخلتهوش قبل كده علشان تخلصي مصلحة ليكي؟
    أنا: أكيد ..
    عمر: بتركبي تاكسي لوحدك؟
    أنا: أيوة أيوة .. إيه الأسئلة العجيبة دي كلها؟
    عمر: طب ليه مش خايفة وإنتي بتعدي الشارع عربية تخبطك لا قدر الله؟ يبقى نبطل نعدي شوارع أحسن .. ولا وإنتي داخلة مبنى غريب يحصل لك حاجة .. ولا في التاكسى تتخطفي مثلاً؟ يا سارة لو خفنا من كل حاجة عمرنا ما ح نعمل حاجة أبداً .. وبعدين إحنا واخدين الطريق الشرعي أمام الله وأمام الناس، ونيتنا إحنا الاتنين إننا نرضي الله فى الحلال .. يبقى الخوف والفشل ح ييجوا منين؟
    أنا: أنا خايفة من اختلاف الشخصيات يا عمر يكون سبب الفشل ..
    عمر: بصي يا سارة، أكبر غلط كل البنات بترتكبه انها تتجوز واحد بشخصية معينة وتحلم انها تخلق منه شخصية مختلفة 180 درجة .. مفروض إننا نحب الانسان بمميزاته وعيوبه .. ونتقبله كما هو، ونحبه زى ماهوّ ..
    أنا: مش بيقولوا مراية الحب عامية؟
    عمر: دى مراية الحب مفتّحة ولها عشر عيون .. بقى أنا مش ح اشوف الانسان اللي بحبه؟ أمال ح اشوف مين يعني؟ يعني انا دلوقتي مش شايفك؟
    أنا: ياااااااه أول مرة .. يعني انت بتحبنى يا عمر؟؟؟؟ .. “برضه في سري” (^_^)
    عمر:سارة انتى فين؟
    أنا: أنا سامعاك .. إنت عارف يا عمر أكتر حاجة بتعجبنى فيك إيه؟
    عمر: غير إني شبه أحمد السقا؟
    أنا: ههههه برضه مصمم؟ ماشى يا سيدي .. لا بجد، باحس إني باكلم حد من صديقاتي مش خطيبي .. يعني حاسة إن الصداقة بيننا بتكبر كل يوم ودى حاجة مفرحاني جداً ..
    عمر: على فكرة ده نفس إحساسي أنا كمان .. عارفة ياسارة، مهم جداً إن الأزواج يكونوا أصدقاء .. ده بيخلى التفاهم بينهم كبير جداً ..
    أنا: إنت عارف ياعمر، الزواج عامل زى بيت من 3 أدوار؛ الدور الأول الإعجاب والإنبهار والرغبة الشديدة، والدور التاني الحب، والدور التالت الصداقة .. فلو غبار الزمن والتعود والمشاكل طمس الدورين الأول والتانى لا يمكن ح يوصل للتالت أبداً ..
    عمر: أنا بجد لقيت كنز لما لقيتك يا سارة .. إنتي بجد مليتي عليّ الدنيا، أنا حاسس إني مش محتاج حد تاني من الدنيا .. الحمد لله يارب ..
    أنا: ربنا يخليك لي ياعمر ..
    عمر: أنا لي عندك طلب ياسارة، ياريت نخلي حفلة خطوبتنا والشبكة نكتب فيها الكتاب كمان إيه رأيك؟
    أنا: كتب كتاب!! بسرعة كده؟!!!
    عمر: بصي ياسارة ما تتخضيش .. خدي وقتك وفكري .. بس انا مش عاوز أغضب ربنا في حاجة .. جوايا كلام كتير مش قادر أقوله ليكي .. ونفسي نخرج لوحدنا نشوف العالم مع بعض بعيونا احنا بس، ونخلق ذكريات خاصة بينا احنا الاتنين .. وما تفتكريش إني كده بأقيّدك أو بألزمك بحاجة، لا .. يوم ما تحبي تبعديني من حياتك ح ابعد بدون قيود ..
    أنا: ايوة بس ..
    عمر: بصي ياسارة .. ربنا هو اللي جمعنا وأعطانا نعمة كبيرة إننا قرّبنا لبعض بفضله وحده، فمش معقول إننا نشكر النعمة دي بأننا نعمل معصية .. صدقيني لو أرضيناه ح يرضينا .. بصي فكري براحتك وردي عليّ .. معلش طولت عليكي، أنا بجد آسف، الوقت معاكي بيعدى من غير ما أحس .. حاسيبك ترتاحي دلوقتي .. خلي بالك من نفسك ..
    أنا: تصبح على خير ..
    عمر: تصبحي على خير يا ملاكي ..

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة الثامنة

    قــالت ســارة:
    يارب اليوم ده يعدّي على خير!! إمبارح زارنا عمر ووالده ووالدته وكانت زيارة جميلة ..
    أهل عمر فرحانين بيّا جداً وقعدوا مع ماما وبابا وهات يا كلام .. وأنا وعمر انتهزناها فرصة طبعاً وأخدنا جنب بعيد وإديناها رغي وتهريج لحد ما لقينا صوت الكلام بين الآباء انخفض والوجوه اتوترت شوية، وواضح إن فيه مشكلة في الجو وكل اللي سمعناه أنا وعمر شوية كلمات زي: لا لا ده قليل أوى! .. و لا ده كده حرام!.. وحاجات زي كده .. حاولنا نفهم فيه إيه مفيش فايدة لحد ما والد عمر ووالدته استأذنوا فجأة بدون سابق انذار!! وعمر حصّلهم بسرعة وأنا واقفة فاتحة بوقّي ومش فاهمة حاجة خالص .. سألت ماما عن اللي حصل ماردتش علي، وسمعتها بتقول وهي ماشية: ابتدينا بقى النكد ده إيه وجع القلب ده؟
    ما شاء الله ربنا يستر ..

    قــال عمــر:
    “أنا مش فاهم حاجة خالص أقدر أعرف فيه إيه؟”
    قلتها لأمي وأبي وإحنا فى العربية إعتراضاً مني على نزولهم المفاجىء من بيت سارة، ردت عليّ ماما وقالت لي: مش عاجبهم يا سيدى إننا نجيب شبكة بـ 7 تلاف جنيه، قال عاوزين شبكة بـ 10 تلاف .. قال هو حد لاقي عرسان فى الزمن ده؟
    رد عليها بابا: إنتى كبّرتي الموضوع وقلبتيه فصال وأحرجتينا مع الناس ليه كده؟ حسيت بخجل وارتباك كبير .. يا خبر أبيض، دلوقتي سارة تقول علينا ايه؟
    قلتها فى سرّي ولم أستطع نطق كلمة لأني لا أجرؤ حتى على الإعتراض لأنهم هم من سيدفعون ثمن الشبكة .. آه ياربي لو كان المال مالي كنت جبت لها كنوز الدنيا .. يا ترى يا سارة بتفكرى فى إيه دلوقت؟؟؟

    قــالت ســارة:
    النهاردة رايحين نشتري الشبكة ..
    ربنا يستر .. البداية لا تبشّر بخير ..
    أنا عن نفسي مش مشكلة عندي الشبكة، وأصلاً لا أحب الذهب وأفضّل عليه الفضة، لكن المشكلة الحقيقية إنو يكون الناس دي بخلاء .. دي تبقى كارثة .. طب وعمر رد فعله ح يكون إيه؟
    يا ترى حيفضل ساكت؟ وح يوافق على كلام أهله بدون إعتراض؟
    أفقت من أفكارى وماما بتفتح لي باب العربية وبتصرخ فيّ وتقولّي: يالاّ يا بنتي محل الجواهرجي أهوه، والناس مستنيانا جوه ..

    قــال عمــر:
    ياااه .. أول مرّة أبقى خايف وأنا بشوف سارة .. أنا بجد خايف أحسن تحصل مشكلة وأنا مش في إيدي حاجة أصلاً ..
    مديت إيدي وسلّمت على الجميع .. سارة شكلها لم تنم جيداً .. وواضح على وجهها الإرهاق وفى عينيها نظرة تساؤل وانتظار .. ولاحظت علامات تحفز وعصبية على وجه حمايا وحماتي ومثلهم على وجه أبي وأمي .. دي الحرب العالمية التالتة ح تقوم ..
    ربنا يستر .. ياااااااارب ..

    قــالت ســارة:
    أنا مش عاوزة دهب ولا مشاكل .. أنا عاوزة الموقف ده يعدّي وأروّح وخلاص .. ده الجواز ده كله توتر وحواديت ..
    حمايا قال لي: إختارى ياعروسة إلي يعجبك .. وأنا أصلاً مش باعرف أقدّر قيمة الدهب كويس، وخصوصاً إنه نار الأيام دي ..
    مددت يدي على طقم دهب أبيض على شكل ضفيرة وفيه فصوص كثيرة، وقلت حلو ده .. امتعضت حماتي وقالت: لا لا لا .. الدهب الابيض مصنعيته غالية أوي والفصوص بتخسر لما تحبّي تبيعيه ..
    بصيت لعمر لقيته ساكت تماماً .. إتضايقت بس قلت عندها حق أشوف حاجة تانية ..
    اختارت لي ماما طقم آخر وقبل ما ألمسه حماتي العزيزة قالت: لا لا لا ده شكله تقيل وغالي جداً .. إحنا ما اتفقناش على كده .. وعمر لا ينطق بكلمة ..
    اتضايقت جداً.. كان نفسي يقول لها سيبيها تختار اللي هيّ عاوزاه لكنه صامت تماماً ..
    همّت ماما بالكلام لكن بابا منعها كي لا يزيد الجو اشتعالاً، وقال لي اختاري حاجة تانية ياسارة ..
    اخترت واحد تاني لم يعجبنى لكن علشان أخلص وخلاص وبعد معرفة ثمنه إعترضَت وقالت: لا برضه غالي، إنت رأيك إيه يا عمر؟
    قلتها له وكلّي ترقّب لما سيقول .. رد عليّ وهو يتحاشي النظر اليّ: اللي تتفقوا عليه أنا موافق عليه ..
    ياااه .. هو ده اللى ربنا قدّرك عليه؟!!
    أمال إمتى ح تدافع عني؟ قلتها في سري وكي لا أبكي أو أنفجر فى وجهه قلت لحماتي: إختاري إنتي يا طنط اللي يعجبك ..
    وبالفعل إختارت طقم يناسب المبلغ المقدس تماماً، ووافقت ماما تحت ضغط نظرات بابا النارية .. ولم أنظر إلى الطقم وتركتهم يكتبون الفاتورة، وجلست في صالون بعيد فى المحل وأنا أقاوم البكاء والإنفجار من موقف عمر السلبي في أول إحتكاك حقيقي .. ورأيته قادم يبتسم ويقول لي: مبروك عليكي الشبكة ياعروسة .. ردّيت عليه والكلمات تخرج من فمى مثل الرصاص: مبروك عليك إنت .. أنا مش عاوزاها ولا عاوزاك!!!!

    في اليــوم التــالي

    قــالت ســارة:
    لم أردّ على مكالمات عمر المستمرة، وجعلت الموبيل سايلنت، وجلست فى غرفتي أبكى باستمرار من موقف عمر السلبي ..
    هل سأتزوج رجل بدون شخصية؟ هل حماتي العزيزة هي من ستتحكم في حياتي؟ ومن يجبرني على هذا؟ هل هذا موقف عارض أم أن هذه هي الحياة المنتظرة معه؟ يارب أنا في حيرة، دلّني ماذا أفعل .. ومسحت دموعي عندما نادت عليّ ماما: يا سارة عمر هنا تعالي بسرعة ..

    قــال عمــر:
    جلست فى الصالون في إنتظار سارة وأنا لا أجد كلاماً أقوله لها .. شكلي بجد وحش جداً ..
    هي عندها حق .. لكن لمّا في أول مشكلة بيننا تقول لي أنا مش عاوزاك، إزاي الحياة ح تستمر بعد كده؟!!
    كان ممكن تعاتبني أو حتى تتخانق معايا بيني وبينها، لكن تبيعني كده على طول؟ كده برضه يا سارة تتخلي عني علشان الفلوس؟

    قــالت ســارة:
    دخلت على عمر وسلمت عليه فى فتور وطلبت من ماما وبابا إنهم يتركوني أتحدث معه بدون مقاطعة، علشان ماما كانت ناوية تطلّع كل غضبها فيه ..
    دخلتُ الصالون بدون ولا كلمة، وتوقعت ان يعتذر لي عمّا حدث فوجئت به يقول لي بغضب: إنتي مش بتردّي على تليفوناتي ليه؟ وكمان تقوليلي أنا مش عاوزاك!! كل ده علشان الفلوس ياسارة؟
    فوجئت برد فعله الغاضب .. هوّ كمان اللي زعلان؟! .. ده بدل ما يصالحني؟!!
    فلوس إيه اللي بتتكلم عليها يا عمر؟ .. إنت حتى مش حاسس أنا زعلانة من إيه؟ .. أنا زعلانة لأني كنت راسمة لك صورة جميلة في خيالي وفجأة لقيت واحد تاني أنا ما اعرفوش .. إنسان مش بيدافع عني في وقت أنا محتاجالك فيه .. لقيتك خايف تقول ولا كلمة ولو حتى انك تراضيني والسلام .. وكل ده وتقولّي فلوس؟
    رد بغضب أشد وعصبية مخيفة: برضه ده مش مبرّر إنـّك تقولي إنـّك مش عاوزة الشبكة ومش عاوزاني ..
    فوجئت بغضبه الشديد وعصبيته الكبيرة، وأحسست بخوف منه لأول مرة .. ولم أجد ما أقوله فانفجرت في بكاء مرير ..
    فوجدته يخفض من صوته وتلين ملامحه وتتحول إلى رقة شديدة وحنان كبير وكأنه أب يخاطب طفلته الصغيرة الباكية: أنا آسف جداً يا سارة .. أرجوكي ما تبكيش .. دموعك غالية عليّ جداً .. خلاص بقى أنا غلطان .. أرجوكي كفاية أنا مش قادر أستحمل .. أنا فعلاً جرحتك ووضعتك فى موقف محرج، بس والله غصب عني .. أرجوكي يا سارة عاقبيني بأي عقاب إلا إنـّك تبكي .. أنا ضعيف جداً أمام دموعك .. خلاص بقى انا آسف آسف آسف .. مليون آسف ..
    هدئت قليلاً من كلماته الرقيقة وإحساسه بالذنب، وشعرت بحنانه الكبير الذي أحاطني بدفئه وقلت له بصوت متقطع: كان ممكن يا عمر تنبهني قبل ما نشتري حاجة بالموقف، وأنا عمري ما كنت ح أحرجك واختار حاجة غالية ابداً .. لكن لما ألاقيك حتى مش بتتكلم ده فعلا صعب عليّ .. أنا طول عمري راسمة فى خيالي صورة للرجل إنه حنان واحتواء وقوة شخصية، أنا ممكن أتنازل عن أي ماديات، لكن الصفات دي لا يمكن أقدر ..
    رد عمر وقال: أنا آسف جداً .. بس بجد ما تظلمِنيش .. أنا عمر شخصيتي ما كانت ضعيفة، وعمر والدتي ما اتحكمت فيّ ابداً .. أنا كمان فوجئت بموقفها وعاتبتها عليه في البيت، لكن أنا مفيش في إيدي حاجة، هم من سيشترون، وأخجل أن أطلب المزيد، وأخجل أيضا أن أحرج أمي أمام الناس .. لكن أوعدك الف وعد إننا سنتشارك ونتفق على كل خطوة أنا وإنتي بس قبل تدخل الأهل .. وعمرى ما ح أتخلى عنك ولا أزعلك أبداً أبداً خلاص اتفقنا؟
    إبتسمت من رقته وصراحته وقلت من بين دموعي: خلاص إتفقنا .. وأنا آسفة أنا كمان لو كنت جرحتك ..
    نظر عمر إلى عينيّ مباشرة وقال: لما قلتيلي أنا مش عاوزاك حسّيت إن الدنيا خلاص إنتهت، وإني معقول ح أعيش من غيرك؟!! وإني مش قادر أفكر ولا أتكلم ولا أنام .. أرجوكي يا سارة أوعي تقوليها تاني ولا حتى وإنتي زعلانة .. وإن كان على الشبكة يا ستي أنا لو كانت دي فلوسي كنت جبت لك جواهر الدنيا كلها ورميتها تحت إيديكي ولا إني أشوف دموعك الغالية دي تاني ..
    أنا: خلاص ياعمر أنا بجد مقدرة موقفك، ومفيش مشكلة خلاص ..
    عمـر: لا يا ستي فيه مشكلة ومشكلة كبيرة كمان ..
    أنا: إييييييييييييييييه تاااااااااااني؟؟؟؟؟؟؟؟
    عمـر: المشكلة دلوقتي يا ستي إني لاحظت إنك بتبقي زي القمر بعد البكاء، فأنا ح أضطر ـ غصب عني والله ـ إني أنكد عليكي يومياً .. حالياً وبعد ما نتجوز يمكن نوصل للقسم علشان أشوف عنيكي الجميلة دي بالصفاء والجمال ده ..
    أنا: يا خبر إيه ده كله؟ لا إنت أسهل تقول لي أعيّط إمتى وانا اعيّط من غير نكد ولا أقسام ..
    عمـر: لسه فيه مشكلة كمان ..
    أنا: يارب استر إيه كمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    عمـر: بصي بقى يا ستي، أنا إتخذت قرار لا رجعة فيه ولا جدال ولا حتى استعطافات .. إن حفلة خطوبتنا تكون بعد إسبوعين علشان تلبسي دبلتي للأبد وأقول لكل الناس القمر ده ملكي أنا .. وأكتب على قلبي لوحة مكتوب فيها: “قلب مسكون بأجمل ملاك للأبد” .. قلتي إيه يا حبيبتي؟
    أنا: موافقة يا سى السيد ..

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة التاسعة

    قــالت ســارة:
    “آدي آخرة اللي يسمع كلام العيال .. معقول نلحق نجهّز كل حاجة في الكام يوم دول؟ الله يسامحك يا سارة” ..
    هذه كانت عينة صغيرة من القذائف التي تنهال على رأسي كل دقيقة من أمي وأبي بعد ما أقنعتهم بكل وسائل الزنّ والإلحاح المعروفة عند البنات أن تكون حفلة خطوبتنا أنا وعمر بعد أسبوعين .. يعني أكسر كلام سي السيد؟!!
    وبعد صاعقة المفاجأة التي هبطت على رأس أمي وأبي من الميعاد المفاجىء العيالي على حد وصفهم، وبعد الرجاء المتواصل من جانبي، وافقوا على مضض على أن تكون الحفلة في بيتنا على الضيق تجمع الأسرتين فقط .. وأعجبني الحل ده جداً، لأني أصلاً لا أحب حفلات الخطوبة في الأماكن العامة، لأن العروسين لا يكونوا يربطهم شيء وفي بداية التعارف .. يبقى ليه نفرّج الدنيا كلها علينا؟ .. مش يمكن ما يحصلش نصيب؟؟؟

    قــال عمــر:
    “الخطوبة فى البيت؟ .. ليه بقى إن شاء الله هو احنا عندنا كام عمر؟ .. ما ينفعش الكلام ده أبداً ..”
    هذه كانت عينة صغيرة من القنابل التي كانت تلقيها أمي على أذني عندما علمت بموضوع حفلة الخطوبة المنزلية .. ولما كنت لا أريد أن تتكرر مأساة الشبكة مرة أخرى، أخبرت أمي أنني أنا وسارة متفقين على هذا، ولا داعي أبداً أن تفتح هذا الموضوع معهم .. وبعد إلحاح كبير جداً وافقت على مضض، مشيرة إلى أنني من دلوقتي ح امشى ورا كلام الست هانم .. طبعاً عملت نفسي مش سامع ولا عارف مين هيّ الست هانم المذكورة!!

    قــالت ســارة:
    بجد أنا مجنونة إني وافقت عمر .. طب هو ح يشتري بدلة فى نص ساعة؟ طب وأنا ح اعمل إيه فى الفستان؟ ده حدوتة كبيرة جداً ..
    وللأسف لم أجد في الجاهز شيء يناسبني بعدما تطوعت صديقة مقاتلة لي أن تلف معي على المحلات .. وبعد 3 أيام متواصلة من اللف المتواصل وبعد ما أصابنا كساح وشلل رباعي من كتر المشي توصلنا إلى نتيجة رائعة مفادها أن كل ملابس السواريهات الآن مصممة للسباحة وليس للحفلات .. ما شاء الله كله عريان جداً جداً وكأن الطبيعي جداً ان البنات تلبس الكوارث دي!!! .. وكل ما كنت أسأل على شىء يصلح للمحجبات كانت البائعة تخرج لي شيء ملائم تماماً لماما أو لحماتي العزيزة، لكن شيء شبابى محتشم لاااا يمكن .. ليييييه مااااعرفش؟

    قــال عمــر:
    “والله وبقيت عريس يا واد يا عمر” .. قالها صديقي وأنا أقيس البدلة الفاخرة التى اشتريتها بتحويشة العمر، وجدناها في المحل الذى أتعامل معه دوماً .. بس لسه الكرافتة .. قال البائع إنها موجودة في الدور التاني من المحل .. ياااه لسه ح اطلع؟ .. ده مفيش اسانسير .. الظاهر الجواز ده كله ارهاااااااق ..

    قــالت ســارة:
    “خلاص بقى كفاية عياط موتّي نفسك يا بنتي، خلاص فصّلي الفستان ويارب صاحبة الاتيليية ترضى تخلّصه بسرعة”
    قالتها لي ماما بعد ساعتين من البكاء المتواصل وأنا أحكي لها رحلتي الفاشلة اليومية بين المحلات، وقد تورمت أصابع قدمي وأصبحت فى حجم الكورة الشراب .. وأكيد صديقتي ح تقطع علاقتها بيّ بعد العذاب اللي وريتهولها والكساح الذي أصابها .. لا و ح اتفرس إني اتصلت بعمر لقيته صاحي من النوم تعبان علشان نزل اشترى البدلة في نص ساعة زي ماتوقعت ..
    لا صحيح بجد الرجالة دول بيتعبوا ..

    قــال عمــر:
    انا مش عارف سارة مكبّرة موضوع الفستان ليه؟ .. ما أي حاجة وخلاص .. صحيح البنات دول فاضيين ورايقين أوي .. وبعدين ح تفصله أخيراً، وما رضيتش تقولّي لونه إيه علشان المفاجأة ..
    ربنا يستر ويليق على البدلة أحسن يبقى شكلنا آخر بيئة .. بجد البنات دول عليهم تقاليع عجب ..

    قــالت ســارة:
    أمامي ألف مجلة أختار منها الموديل، وفي الآخر رميت كل المجلات وأخرجت قلم وورقة وقعدت أرسم مليون تصميم وكلهم طلعوا وحشين جداً .. ياربي ليه البنات على طول تعبانين فى كل حاجة من الصغيرة للكبيرة؟
    انا ح اسيب صاحبة الأتيلييه تختار حاجة مناسبة ليّ وخلاص .. هو يعني فرح الأميرة ديانا؟؟ .. قلتها فى سري وهي تجلس أمامي من عشر ساعات تنتظر اختياري النهائي، وهي ح تطقّ مني .. وبعد طول عذاب “اختارَنا” الموديل أنا وهي وتنفستْ الصعداء وهي تكاد تطردني من المحل وتقول بابتسامة طهقانة: والفرح إمتى ان شاء الله يا عروسة؟ .. رديت وأنا أكاد أجري من أمامها من رد فعلها المتوقع: “بعد عشر أيام” .. وكان الرد: “إييييييه!!! مووووش مممكن ابداااا” ..

    قــال عمــر:
    ح أضطر أسيب ذقني ما احلقهاش اليومين دول، ولا شعري كمان حسب تعليمات الكوافير، وأستحمل التريقة من أصحابي والعيلة عندنا .. يالاّ أهو الواحد لازم يضحّي ويتعب علشان يتجوّز ..

    قــالت ســارة:
    خلّصت كل أنواع الماسكات والسنفرة والكريمات المعروفة والمجهولة، وأي واحدة كانت بتقترح عليّا وصفة للبشرة أو الإيدين أجرّبها فوراً .. وأصبحت غرفتي عبارة عن مطبخ به أعاجيب الدنيا السبعتاشر من قشر خوخ .. بياض بيض .. جلسرين وليمون .. زبادي وعسل .. وأي شىء أجده فى التلاجة عند ماما أنقض عليه فوراً وأجري عليه تجاربي الجهنمية ..
    انا عاوزة أعرف كل البنات بيتعذبوا العذاب ده ولاّ انا بس اللي لاسعة؟!! بس كله يهون علشان خاطر عيونك يا عمر ..

    ترتيبات يوم الخطوبة

    قــالت ســارة:
    أكاد أفتح عيوني بالعافية وأغالب النوم بقوة وأنا جالسة عند الكوافيرة .. إمبارح سهرت فى الأتيليه علشان أخلّص الفستان .. وكانت خناقة كبيرة بيني وبين عمر على الموبيل لما لقاني الساعة 11 لسه مارجعتش البيت، رغم إن ماما كانت معايا وبابا وصلنا بالعربية الساعة 12 ونصف، بعد ما خلص الفستان أخيييييييراً .. ورغم كده عمر كان بيتخانق بمعدل كل ربع ساعة .. ويقولّي خلاص إللي خلص من الفستان كفاية، ومش مهم الباقي وكفاية تأخير ..
    يعنى اخده بكم آه وكم لأ ؟!! .. يالاّ أهو تغيير برضه ..
    طب أنا ذنبي ايه في كل الدوشة دي؟ .. هو زعلان منى ليه؟ .. وعلشان اليوم ما يقلبش نكد أرسلت له رسالة قبل ما أروح للكوافير قلتله: أنا آسفة على تأخير إمبارح .. أنا نفسي أكون جميلة علشان أليق بيك النهاردة ..
    وطبعا اتصل بي فورا وكان فى منتهى الرقة .. آه من عقل الرجالة ..!

    قــال عمــر:
    رسالة سارة الجميلة إمتصت كل غضبي .. فعلاً سارة ذكية جداً وبتعرف إمتى توقف المشكلة بيني وبينها .. أنا مش مصدق إن النهاردة ح ابقى عريس بجد!! .. أصحابي كل شوية يكلموني و يبعتولي مسجات ملخصها كلها: بكرة تندم يا جميل ..
    معقول الجواز يبقى خنقة وجحيم زي ما بيقولوا؟ .. لا أعتقد .. لأن أنا وسارة متوافقين فى الشخصية وطريقة التفكير و… والمشاعر كمان .. يبقى الفشل ح ييجي منين؟
    قمت توضئت وصليت ركعتين قضاء حاجة أن يوفقنا الله أنا وسارة طول العمر ..

    قــالت ســارة:
    أنا بجد خلاص ح انفجر .. من 4 ساعات وأنا عند الكوافيرة ولا أفعل شىء .. المحل فيه 7 عرايس غيري!! .. بجد كأننا في سيرك .. الحرارة عالية جداً .. والعرايس كلهم متوترين وخايفين يتأخروا عن ميعادهم، وكلهم بيتحايلوا على الكوافيرة علشان تخلّصهم كلهم مع بعض .. ازاي ما أعرفش ..
    عملتْ لي ماسك أول ما جيت الصبح، وعملت شعري رغم اني ح أغطيه!! .. يعني باختصار لسه ما عملتش حاجة خالص، والساعة 4 وعمر حييجى الساعة 7 ..
    كلمني عمر وسألني: عملتي إيه؟
    قلت له: ولا حاجة خالص .. وصوتي مخنوق بالبكاء ..
    قال لي: ولا يهمك، إنتي قمر من غير حاجة .. طيب أكلتي حاجة ياسارة؟
    رديت باستغراب: أكل؟! .. يعني إيه الكلمة الغريبة دي؟

    قــال عمــر:
    سارة عاملة زي الأطفال .. لازم حد يتحايل عليها علشان تاكل .. اتصلتْ بمطعم بيتزا وأعطيته عنوان الكوافيرة كي يرسل لها طعام .. ورأتني أمى وأنا أرتب هذا وكادت أن تنطق بعصبية جملة بها: “ست الحسن” كالمعتاد ..
    ولأول مرة أرى في عينيها نظرة تشبه الغيرة .. وبدل أن أعاتبها وتقلب نكد كالعادة أخذتها فى حضني وقلتلها: عارفة يا ماما انا باحب سارة ليه؟ .. علشان نسخة منك .. بس انتي الأصل يا جميل والباقي تقليد .. فوجئت بضحكتها الصافية وهي تضمني ليها وتدعو لي بالسعادة مع سارة ..
    ياااااخبر .. ماما بتغير عليّ؟؟؟

    قــالت ســارة:
    “بيتزا للآنسة سارة .. العريس باعتهالك”
    دوت الجملة فى مركز التجميل كالرصاصة، وصاحبَتها همسات وضحكات مكتومة من بقية العرايس معناها: شايفة عريسها بيحبها ازاي؟
    غرقت فى الخجل من نظرات الجميع .. وفتحتها وأنا اتذوق أغلى وألذ بيتزا أكلتها فى حياتي ..
    بجد من يقولون أن الحب أهم ما في الحياة لا يعرفون شيئاً .. أهم ما فيها هو الحنان ..

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Fri Oct 2012
    المشاركات
    1,237
    معدل تقييم المستوى
    15032411

    رد: رواية يوميات عمر وسارة

    الحلقة العاشرة

    قــال عمــر:
    الساعة 6 وأنا عند الكوافير الرجالي .. خلاص خلّصت كل شىء .. واديتها جل على شعري والبرفان الجامد جداً، ولبست البدلة وكله تمام .. إيه الشياكة دي يا واد يا عمر؟
    صديقي ذهب يزيّن العربية وسيأتي بعد نصف ساعة كي نأخذ سارة من الكوافير الساعة 7 تماماً، مش عاوز أتأخر عليها أحسن تزعل مني ..

    قــالت ســارة:
    “ياستي أنا ميعادي كمان ساعة ولسه ما عملتش حاجة خالص!!”
    قلتها للكوافيرة وأنا أكاد أبكي .. ردت عليّ ببرود كبير معتادة عليه: لسه 3 عرايس وبعدين إنتي!! ما تقلقيش ياعروسة .. يالهوي، 3 عرايس؟!!!!!!!!!!! .. ده انا ح أخلص الساعة 12 ان شاء الله!! وصوت الموبيل لا يتوقف عن الرنين من عمر وماما ..
    الكل بيستعجلني وكأن الذنب ذنبي .. ارتديت الفستان ومن عصبيتي جزء صغير منه اتقطع من الذيل .. آه فعلاً هذا ما ينقصني الآن .. انطلقت صديقتي تبحث في المحلات المجاورة عن إبرة وخيط بلون الفستان وكأنها تبحث عن إبرة في كوم قش .. وأخيراً جاءت وحاولنا محاولات مستميتة ألا يظهر هذا العيب .. يارب استر يارب ..

    قــال عمــر:
    الساعة 8 ونصف وأنا واقف أمام مركز التجميل انا وأصدقائي وبعض من أهل سارة .. همّ بيعملوا إيه جوة بالضبط؟
    ولاحظت وجود عدة سيارات مزينة وعرسان مثلي والجميع منتظر الفرج وكأننا فى كرنفال .. وكل ما تخرج عروسة من الكوافير الجميع يجري عليها .. ثم يفوز واحد بها ويتنفس الصعداء والباقي يعودون يجرون أذيال الخيبة!!! وسارة لا ترد على الموبيل ابداً ..

    قــالت ســارة:
    أخيرا حنّت عليّ الكوافيرة وبدأتْ في تجهيزي، والغريب أني لم استغرق معها نصف ساعة، والساعة أصبحت 9 ونصف .. ونظرت إلى وجهي فى المراة بعد كل هذا التعب، وجدت الفستان أنيق للغاية .. ووجهي لم أره بهذا الصفاء من قبل .. خلاص بقيت عروسة؟؟
    يارب أعجب عمر وكل الناس .. بس عمر أهم من كل الدنيا طبعاً ..

    قــال عمــر:
    تسمّرت من مكاني عندما رأيت سارة تخرج من مركز التجميل ونسيت الإنتظار الطويل والمكالمات الغاضبة من أهلي وأهلها على كل هذا التأخير .. نسيت الدنيا كلها عندما رأيتها تتألق في فستان رائع من اللون الأزرق الصافي المشغول برقة بخيوط فضية خلابة .. ووجهها لم أرْ أجمل منه فى حياتي وكأن كل نساء الدنيا تجمعت في امرأة واحدة ..
    جريت إليها وهمست لها: “بحبك يا سارة” ..

    حفلـة الخطوبـة

    قــالت ســارة:
    جالسة أنا بجوار عمر وأشعر بمشاعر غريبة كلها متناقضة؛ فرحة وخوف وقلق وترقب ..
    أول مرة أكون محط أنظار الجميع لدرجة التحديق فى كل تفاصيل مظهري .. هو شعور جميل ولكنه يدعو للقلق .. ولكن لا يهم ..
    المهم أني أعجبت عمر وأنه سعيد بي جداً وحماني من نظرات الغضب التي هاجمتني عتاباً لي على تأخيري ..
    المنزل مزيّن بزينات واضواء رقيقة .. متى زينوه هكذا؟!! وأفراد الأسرتين موجودين والجميع سعيد والزغاريد لا تتوقف، ماعدا حماتي العزيزة بالطبع .. قبّلتني ببرود ولامتني على تأخري ولاحظت أنها طوال الوقت تهمس فى أذن ماما بكلمات غريبة .. آه لا أريد ما يعكر صفوي الآن فلتقل ما تريد ..
    أنا وعمر معاً والدنيا كلها ملكنا وحدنا ..

    قــال عمــر:
    سارة فاتنة هذه الليلة .. كم أحب هذه البنت الجميلة الشقية التي دخلت حياتي فجأة بدون سابق إنذار فقلبتها رأساً على عقب .. وفي أسابيع قليلة أصبحت تملك مفاتيح القلب وتطرق أبواب الروح وتتسلل إلى أركان عقلي فتحتلـّه كما يتسرب الماء الصافي إلى الأرض الجافة فيرويها .. أصبحتْ أهم إنسانة لي في هذه الدنيا ..
    هل سنعيش معا سويا للأبد؟ .. آه كم اتمنى هذا ..
    وهل من الممكن أن يتحول هذا الحب إلى مشاعر الملل والرتابة في الزواج؟
    وكيف يقرر الإنسان فجأة أن يكمل حياته كلها مع إنسان واحد لم يعرفه إلا منذ أيام قليلة؟ .. إنـّه أمر صعب لو كان بيد الإنسان .. من المؤكد أن مباركة الله للزواج هى ما تيسر هذا، وأنـّه سبحانه وتعالى هو من يؤلف بين القلوب فيجعل الغريب حبيباً ..

    قــالت ســارة:
    الحمد لله أنى أصريت على تأجيل كتب الكتاب لفترة .. لا أتخيّل أن يعقد قراني اليوم على إنسان لم اره سوى من أسابيع قليلة ..
    صحيح أنـّني أحببت عمر ومقتنعة به، ولكن لا أستطيع حاليا تقبل فكرة الإرتباط الأبدي بهذه السرعة ..
    الموسيقى تنساب بقوة، والزغاريد تحيط بنا من كل مكان .. شعوري لا أعرف كيف أصفه ..
    فعلاً البنت لا تكتمل وترتوي إلا فى وجود رجل يحبها ..
    حانت لحظة شرب الشربات .. يارب عمر لا يسكب على فستاني منه كما أسمع كثيراً ..
    الحمد لله سقاني بسلام .. حان دوري لأسقيه أنا الأخرى ..
    أخ وقعت قطرات على قميصه الناصع ورمقني بغضب شديد وصرخ فيّ: “مش تخلّي بالك يا سارة؟”

    قــال عمــر:
    أخخخ .. ماذا فعلت؟!! .. الجو تكهرب فجأة من صرختي الغاضبة في سارة، والجميع صمت ونظر لسارة التي تكاد تبكي من شدة الخجل والإحراج .. لماذا تهوّرت هكذا؟ أكيد سارة ح تزعل .. وعندها حق ..
    انا آسف يا سارة .. بجد آسف ..
    سارة لا ترد عليّ وتتظاهر بالتشاغل مع صديقاتها اللاتي أدركن الموقف وتجمعن حولها يضحكون كي يخففوا عنها الإحراج ..
    لازم أبطل العصبية والتهور .. أصبح لي شريك في حياتي الآن قد لا يتقبل كل تصرفاتي ..
    خلاص يا سارة أنا آسف بقى ..

    قــالت ســارة:
    “أنا آسف يا سارة !!؟”
    يا سلام بعد ما أهنتني أمام الناس؟!! .. لماذا لم تمسك أعصابك أمام هذا الخطأ الغير مقصود؟! .. هل هذا هو طبعك؟ لا يمكن أن أتحمله، ولابدّ أن تكون خلافتنا بيننا وحدنا، لا أن يكون الجميع طرفاً بها .. بجد يا عمر لن أتنازل عن هذا أبداً ..
    قلت هذا كله لعمر وأنا أرسم إبتسامة زائفة أمام الناس كي لا يلاحظوا الخناقة الدائرة بيننا .. وبادرني عمر بالإعتذار وعدم تكرار هذا .. وأخذت وقت كي أظهر طبيعية ..
    وحان وقت ارتداء الشبكة وأصريت أن تلبسني إياها والدة عمر .. من ناحية هو لم يصبح زوجي، ومن ناحية أخرى أنا لسه زعلانة منه ..

    قــال عمــر:
    يا سلام ماما هيّ اللي ح تلبّس سارة الشبكة؟ إيه الهنا ده؟ يالا يبقى القميص والشبكة .. طب مين ح يلبّسني الدبلة بتاعتي؟ .. البوّاب؟!!
    ألبست ماما سارة الطقم الذهبي ثم أوقفْتها بإشارة من يدي، وأخذت دبلة سارة واقتربت منها ورجوتها وهمست لها: علشان خاطري يا سارة أنا نفسي أظل أتذكر هذه اللحظة وأنا أضع إسمي حول أصبعك للأبد .. أرجوكي علشان خاطري .. لن ألمس يدك أساساً ..
    ألف مبروك يا حبيبتي ..

    قــالت ســارة:
    حبيبتي؟
    اول مرة أسمعها منك يا عمر .. والله انت اللي…
    الله الدبلة شكلها جميل جداً في إصبعي .. أجمل من أيّ خاتم امتلكته فى حياتي .. وكفاية إن عليها إسم عمر كي تكون أغلى دبلة فى الوجود ..
    ألبسته بدوري دبلته المحفور عليها إسمي ونحن نطير سوياً فى دنيا خاصة بنا .. ونسمع موسيقى تعزفها قلوبنا ونخطو خطواتنا الأولى نحو دنيانا الجديدة .. دنيا محفور على بابها إسمينا فقط: سارة وعمر

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-01-2012, 01:01 PM
  2. نكت عشت على امل بناء سفينتي
    بواسطة جون سينا في المنتدى نكت 2018
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-01-2012, 04:24 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك