رأينا - لنتجاوز مواقف التصلب والمقاطعة
رأينا - لنتجاوز مواقف التصلب والمقاطعة
ما تزال المقالة/ الورقة النقاشية التي نشرها جلالة الملك عبدالله الثاني قبل أيام تثير ردود افعال ونقاشات مرحبة بعد ان نجحت في اضفاء الحيوية والجدية على المشهد الوطني العام وبخاصة ونحن على ابواب الاستحقاق النيابي الكبير في الثالث والعشرين من الشهر الجاري الذي سيؤسس لمرحلة جديدة يأمل جلالته بل ويغمره التفاؤل والثقة بالمستقبل بانها ستأخذ الأردن وشعبه خطوات نوعية الى الأمام.
من هنا فإن المقالة الملكية حفلت بكثير من الرسائل والاشارات اللافتة وغيرها من المطروح للنقاش العام في اطار من الادراك والفهم العميق بضرورة الاقلاع عن بعض السلوك والمواقف غير المجدية والضارة بالعملية الديمقراطية والمعرقلة للحياة السياسية السوّية حتى وإن برزت في الكثير من الاحيان في الاردن كما في باقي دول العالم، اختلافات في الرأي لاسباب شخصية او سياسية فان من غير المنطقي ان تعبر عن نفسها بمظاهر تأخذ احيانا اشكالاً غير بناءة كالتصلب في المواقف والعنف والمقاطعة التي لا تقود بالضرورة الى النتائج المرجوة..
المطلوب اذن العمل بجدية وعمق على تجاوز مثل هذه السلوكات غير المجدية وان نعيد عربة الديمقراطية الى مسارها الصحيح لأن الديمقراطية لا تكتمل الا بالمبادرة البناءة وقبول التنوع والاختلاف في الرأي وهنا تضيء الورقة النقاشية الملكية على مسألة غاية في الاهمية وهي اعادة تذكير الاردنيين بمفهوم جلالته ورؤيته لطبيعة النظام الديمقراطي الذي نعمل على بنائه، هي رؤية واضحة وطريق الوصول اليه واضح مع لفت الانتباه الى انه ليس بالطريق السهل ولا يوجد طريق مختصر وبالتالي فانها طريق مختصر وبالتالي فانه يبنى بالتراكم ويحتاج بشكل اساسي الى مراجعة اهم ممارساتنا الديمقراطية وفي مقدمتها نقاشاتنا العامة وكيف نتخذ القرار..
ما يعني ان علينا الانطلاق من هذه الرؤية الواقعية التي تقرأ في التاريخ والمراحل ولا تذهب الى التنظير وحرق المراحل والتجاوز او الطبطبة بل تسمى الاشياء باسمائها الصحيحة وتدرك اهمية عامل الزمن وكيفية المراكمة على الانجازات وتصحيح الاخطاء المقصودة او غير المقصودة..
الورقة النقاشية الملكية لا تهمل في هذا الشأن اهمية بقاء المجتمعات متفاعلة وحيّة لأن المواطنين الواعين والمسؤولين هم الذين يتابعون وسائل الاعلام مترافقاً بالحرص على توخي الحقيقة والموضوعية ويتفاعلون معها تعبيرا عن ارائهم ويتواصلون مع ممثليهم في مجلس النواب والمجالس المحلية وقادة مجتمعاتهم ويسائلونهم ويتابعون آداءهم ومواقفهم..
جملة القول ان الأردن شرع فعلاً في الدخول الى مرحلة جديدة حافلة بالعطاء على طريق التنمية والبناء وبعبور متصل تاريخي زاخر بالتحديات والفرص وعلينا ان نعمل بجد ومسؤولية وعزيمة كي ننجز عملاً يليق بوطننا وشعبنا وامتنا وان نكون نموذجاً في العطاء والمشاركة الفاعلة في اتخاذ القرار بعيدا عن المزايدة او التنظير.
رد مع اقتباس
المفضلات