وضع فريق كورينثيانز البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية حداً للهيمنة الأوروبية على كأس العالم للأندية وفاز على فريق تشيلسي الإنجليزي بطل أوروبا بهدف نظيف في المباراة النهائية التي جمعت بين الفريقين اليوم على استاد يوكوهاما الدولي، ليحرز الفريق البرازيلي اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه الأول به عام 2000 في البرازيل.


وأحبط كورينثيانز آمال البلوز في الفوز بالمونديال بقيادة مدربه رافا بنتيز ومواصلة هيمنة أوروبا على اللقب، حيث لم يخرج الكأس من القارة منذ خمسة أعوام (برشلونة مرتين، وانترميلان، ومانشستر يونايتد، وميلان).


وعادل بطل أمريكا الجنوبية رقم برشلونة في الفوز بعدد مرات المونديال بعد تحقيقه اليوم اللقب الثاني. أحرز هدف المباراة الوحيد جيريرو في الدقيقة 69، ليحتل صدارة هدافي البطولة برصيد هدفين.


وقدم تشيلسي أداء جيداً في الشوط الأول متفوقاً على كورينثيانز، ولكن الفريق البرازيلي ظهر بأداء مغاير في الشوط الثاني، وقدم ما يستحق عليه الفوز أمام بطل أوروبا.


اتبع رافا بنيتيز أسلوبه الخططي المعتاد 4-2-3-1، وأشرك كل من بيتر تشيك (حراسة المرمى)، إيفانوفيتش، ديفيد لويز، جاري كاهيل، أشلي كول (دفاع)، راميريس لامبارد (وسط)، موزيس، ماتا، هازارد (وسط هجومي)، فرناندو توريس (رأس حربة).


أما المدرب تيتي، فقد اعتمد أسلوب 4-3-3، وجاء في حراسة المرمى كاسيو، وأليساندرو وشيكاو وسانتوس وباولو اندريه في الدفاع، وباولينيو ورالف ودانيلو في الوسط، وجيريرو وخورخي هنريك وإيمرسون في الهجوم.


استحوذ تشيلسي على مجريات الأمور في الشوط الأول وضغط بشدة على فريق كورينثيانز بغية خطف هدف مبكر، ولكن الفريق البرازيلي اتبع تعليمات مدربه جيداً وقرب من خطوطه، وتمركز بشكل جيد فضلاً عن براعة الحارس العملاق كاسيو.


لم يجد كورينثيانز مفراً سوى الاعتماد على الهجمات المرتدة (سلاحه الوحيد)، ولكن عابه اللمسة الأخيرة،كما أن وجود المدافع ديفيد لويز أراح المدرب رافائيل بنيتيز من العديد من المشاكل التي كاد الفريق البرازيلي أن يتسبب فيها.


فقد تألق الحارس كاسيو منذ بداية الشوط الأول، حينما تصدى لفرصة خطيرة للغاية من كاهيل الذي سدد كرة من داخل المنطقة (من على حدود منطقة الستة ياردة)، ولكن كاسيو تمكن من الإمساك بكرته قبل أن تتخطى خط المرمى في الدقيقة العاشرة.

وأضاع كورينثيانز بعض الفرص في الشوط الأول بسبب تسرع لاعبيه، والخبرة التي يتمتع بها خط دفاع النادي اللندني. ولكن الحظ وقف ضد إيمرسون في الدقيقة 34 حينما حول تمريرة جيريرو بتسديدة في القائم الأيمن للحارس بيتر تشيك لتفقد الكرة خطورتها وتذهب لتحتسب ركلة مرمى.


الحارس كاسيو خطف الأنظار مجدداً بعدما وقف حائلاً دون تسجيل موزيس الهدف الأول للأزرق، حيث قام النيجيري بتصويب كرة رائعة من على حدود المنطقة ولكن حارس كورينثيانز أبعد الكرة بأطراف أصابعه ليحولها للركنية، في أخطر هجمات اللقاء.


مع بداية الشوط الثاني، استمر تشيلسي في انتهاج نفس أسلوبه، من خلال الضغط على حامل الكرة، وحصار كورينثيانز في نصف ملعبه، ولكن هذا لم يمنع رفاق تيتي من شن هجمات معاكسة عبر إيميرسون الخطير والمزعج، ولكن الخشية من التقدم بكل ثقل الفريق للأمام ألقت بظلالها على التواجد العددي في وسط ملعب تشيلسي.


تحسن الأداء من الفريقين، خاصة من الجانب البرازيلي الذي بثت جماهيره الحماس في نفوس لاعبيه، وأصبح نداً للفريق الإنجليزي، وكاد جيريرو أن يضع فريقه في المقدمة من تصويبة صاروخية من داخل المنطقة ولكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر للحارس الدولي بيتر تشيك في الدقيقة 62.


وفي مشهد رائع شهد عدة نقلات بالكرة، انتهت بمراوغة وتصويبة من دانيلو لتغير الكرة اتجاهها وتذهب للقناص جيريرو الذي لم يتهاون في تصويب الكرة بالرأس في الشباك الإنجليزية، ليعلن عن الهدف الأول لفريقه واشتعال المباراة النهائية أمام بطل أوروبا.


أجرى بنيتيز تغييره الأول في المباراة بنزول أوسكار على حساب موزيس.


اكتسب بطل أمريكا الجنوبية الثقة عقب الهدف ولعب بهدوء أعصاب وقدم أداء أفضل بينما عاب لاعبو تشيلسي التوتر والتسرع في إنهاء الهجمات كلما اقتربت المباراة من لفظ أنفاسها الأخيرة. حاول البلوز إدراك التعادل بشتى الطرق ولكن الحارس كاسيو كان له رأي آخر، بفضل تصدياته المميزة. وتلقى كاهيل بطاقة حمراء في الدقيقة 90 بعد تدخل على إيمرسون.


ورفض الحكم احتساب هدفاً لصالح توريس بداعي التسلل في الثواني الأخيرة، ليطلق بعدها صافرة النهاية معلناً فوز كورينثيانز بالمونديال.





■■ في عام 2010 فاز المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز ببطولة كأس العالم للأندية مع انتر ميلانو الإيطالي في أبو ظبي ، وفي المؤتمر الصحفي عقب الفوز الذي كان بإستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة بالعاصمة الاماراتية ، تحدث رافا بفم تملؤه المرارة عن خلافات ومشاكل بينه وبين النادي وبالفعل فلم يلبث أن غادر النادي الايطالي الشهير ، وظل رافا عاطلاً ، حتى الأسبوع الأخير من نوفمبر الماضي، حينما جاء ليلعب دور المنقذ مع تشيلسي بديلاً للمدرب الإيطالي المجتهد دي ماتيو الذي حقق مع البلوز لقبهم الوحيد في دوري أبطال أوروبا ، ولم يتحمل مالكه الملياردير الروسي أبراموفيتش، تراجع مستوى ونتائج فريقه وخاصة هزيمته في مباراة كأس السوبر الاوروبي أمام اتليتكو مدريد الاسباني .. وكان السقوط صفر/ 3 أمام يوفنتوس في المجموعة الثانية من دوري الأبطال الاوروبي القشة التي قصمت ظهر البعير دي ماتيو.

■■ ورغم بعض التحسن على المستوى المحلي ، فقد شرب البلوز مع رافا من كأس المرارة والفشل على المستوى الاوروبي والعالمي ، فلم يتأهل الفريق لدور ال16 لدوري الابطال ، وتقهقروا للعب في الدوري الاوروبي - البطولة الأضعف - ، بعد أن فشلوا في إستكمال مهمة الدفاع عن اللقب الاوروبي ، ثم جاءتهم الفرصة للتعويض بكأس العالم للأندية باليابان ، ولكن رافا فشل للمرة الثانية وشرب تشيلسي من كأس الخيبة والندامة، حينما خسر اليوم أمام كورينثيانز البرازيلي في المباراة النهائية .

■■ لم يتمكن لا مبارد وكول وتوريس ورفاقهم من إستثمار سمعتهم وشهرتهم التي سيطرت وأصابت لاعبي كورينثيانز بالرعب وخاصة في الشوط الاول، ففرطوا في بعض الفرص ، ودفعوا ثمن ذلك من تألق وسيطرة واستعراض نجوم السامبا في الشوط الثاني، حيث سجلوا هدفاً كان كافيا لإدراك الفوز .. وانتزعوا الفوز من بطل أوروبا السابق، الذي ربما ستدورعليه الدوائر في متاهة لايعلم أحد متى سيخرج منها !

■■ ويستحق الأهلي المصري كل الإشادة والتقدير رغم خسارته مباراة المركز الثالث امام مونتيري المكسيكي اليوم بهدفين ، واكتفاء البطل المصري والافريقي بالمركز الرابع، فقد لعب الأهلي وتألق وتخلى عنه التوفيق وخسر.. ولكنه فاز رغم ذلك، بإحترام المنافس والجماهير ووسائل الإعلام، على الروح التي أدي بها الفريق وجهازه الفني .. وبعد مشاهدتي المباراة النهائية وخسارة البلوز أمام كورنثيانز 1/صفر، ينبغي أن نشيد من جديد بالأهلي، الذي خسر بنفس النتيجة , وبهدف من نفس اللاعب (جيريرو) أمام كورنثيانز في الدور قبل النهائي، فالبلوز أبطال اوروبا لم يحققوا أفضل مما حققه المصريون أبطال أفريقيا مع النادي البرازيلي المتوج بطلاً لأندية العالم .. وإذا كنا نلتمس الأعذار للأهلي، للظروف الداخلية القاسية التي تمر بها مصر وإلغاء مسابقة الدوري في مصر وعدم مشاركة الأهلي بإنتظام في المباريات الرسمية .. فبماذا سنبرر هزيمة البلوز وتخبط إدارته و مليارديره الفاشل إبراموفيتش!!