عمان-بترا - قال وزير الطاقة والثروة المعدنية ووزير النقل المهندس علاء البطاينة أن استثمار شركات عالمية مئات ملايين الدولارات في مشاريع كمشروع حقل الريشة الغازي يعزز الامال بوجود مادة الغاز في الاراضي الاردنية.
واكد في محاضرة في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية امس أن وجود الغاز في المملكة سيجعل الاردن في عام2020 دولة مصدرة للغاز إذا ما كان هناك غاز بمثل هذه الكميات.
وعرض البطاينة السياسات الوطنية والاستراتيجية المتعلقة بواقع ومستقبل قطاع الطاقة في الاردن، مؤكدا أن ارتفاع اسعار النفط الخام والمشتقات النفطية في الاسواق العالمية الى مستويات قياسية التي نشهدها حالياً والتي تجاوزت120 دولارا للبرميل تسبب بمشكلة مالية، واثر على معدلات النمو الاقتصادي وبرامج التنمية وارتفاع مستويات الدين، ليس فقط في الاردن وإنما في كل الدول التي تفتقر الى مصادر محلية تجارية للطاقة. واشار المهندس البطاينة الى ازمة مماثلة تعيشها بعض دول اروروبا حالياً كاليونان والبرتغال واسبانيا.وفي موضوع الاردن قال، أن الدعم الحكومي للمشتقات النفطية والكهرباء وصل في الاردن الى حوالي5ر2 مليار دينار، وتسبب في زيادة مستويات الدين الحكومي، الامر الذي كان لا بد منه في مواجهة تراكم الدين من خلال ازالة الدعم عن المشتقات النفطية والذي رافقه تعويض مادي للاسر الاردنية. واضاف ان هذه الخطوة التي جاءت ضمن برنامج الاصلاح الحكومي توافقت مع متطلبات التمويل الدولية والعربية الداعمة للاردن، وأن الوضع في الاردن سيبقى ضاغطاً وحرجاً في السنوات الثلاث المقبلة طالما بقيت اسعار النفط العالمية مرتفعة وهو ما نتوقعه.
وأكد أن مستقبل الطاقة في الاردن سيكون مستقبلاً واعداً على المديين المتوسط والبعيد، مشيرا الى ان الاردن بدا خلال العام الحالي إتخاذ خطوات سريعه وفعاله لتحريك مشاريع الطاقة بكافة انواعها، والتي كانت تعاني من بعض الروتين في التنفيذ.
وبهذا الخصوص قال ان الاردن اصدر قانون الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة في شهر نيسان2012 وصدر في الجريدة الرسمية وكذلك صدرت كافة الانظمة والتعليمات الناظمة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وبذلك فإن الاردن اصبح جاهزاً الان اكثر من أي وقت مضى لاستقبال استثمارات القطاع الخاص المحلي والاجنبي في مجال الطاقة المتجددة، مشيرا الى توقيع29 مذكرة تفاهم مع شركات عالمية لتطوير حوالي1000 ميجاوات من مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. واضاف ان وزارة الطاقة والثروة المعدنية سلمت الشركات تعليمات تقديم العروض ومسودات الاتفاقيات ومن المتوقع استلام العروض المباشرة لمشاريع الطاقة الشمسية خلال الربع الاول من العام2013، بحيث تكون هذه المشاريع عاملة مع نهاية ذلك العام في حال نجاح المفاوضات مع الشركات وتوصلها للقفل المالي لمشاريعها. واشار الى انه تم تأسيس صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة بهدف توفير الدعم اللازم لمشاريع الطاقة المتجددة وبرامج ترشيد،مبينا ان الصندوق بدأ اعماله، حيث تم توقيع اتفاقية مع مؤسسة نهر الاردن لتنفيذ مبادرة (نحو مجتمعات محلية تساهم في ترشيد استهلاك الطاقة)، حيث سيتم تركيب5000 سخان شمسي في المنازل مموله من الصندوق.
كما تم السير في مشروع توزيع5ر1 مليون مصباح موفر للطاقة للمنازل السكنية التي يقل استهلاكها عن600 كيلواط ساعة وبكلفة تصل الى5 ملايين دينار وتم السير في تركيب600 الف مصباح موفر للطاقة في المباني الحكومية وبكلفة تصل الى8ر1 مليون دينار.
وفي مجال الصخر الزيتي، أشار البطاينة الى أن الاردن يعتبر الدولة الرابعة في العالم من حيث امتلاكه لمصادر الصخر الزيتي، حيث يقدر احتياطي الصخر الزيتي السطحي والعميق بما يزيد عن70 مليار طن تحتوي على ما يزيد على7 مليار طن نفط، ويمكن استغلال الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء عن طريق تكنولوجيا الحرق المباشر او لإنتاج المشتقات النفطية والغاز عن طريق تكنولوجيات التقطير او الحقن الحراري. وتقوم حالياً شركة (استي انيرجي) الاستونية باستكمال اجراءاتها لبناء محطة توليد الكهرباء بإستطاعة435 ميجاوات بإستخدام الحرق المباشر للصخر الزيتي (لتقديم عرض مالي نهائي وتوفير التمويل واستكمال المفاوضات والوصول للقفل المالي)، ومن المتوقع تشغيل المحطة في عام2016.
وقال انه تم توقيع اتفاقية مبادئ رئيسية مع ائتلاف شركات (اتش تي جي) الصينية واللجون الأردنية بتاريخ 2012/11/8 لدراسة امكانية بناء محطة توليد كهرباء بإستطاعة600 -900 ميجاواط بإستخدام الحرق المباشر.
وفي مجال التعدين السطحي للصخر الزيتي لانتاج النفط، تقوم حاليا8 شركات عالمية بإعداد دراسات جدوى اقتصادية بنكية حول استغلال الصخر الزيتي السطحي لانتاج النفط في مناطق وسط وجنوب الاردن، وقد تم توقيع اتفاقية امتياز مع الشركة الاستونية لاستغلال الصخر الزيتي في انتاج النفط وصدرت بقانون خاص في الجريدة الرسمية بتاريخ 1/7/2010. وتحتاج الشركة الاستونية إلى10 سنوات من تاريخ دخول اتفاقية الامتياز حيز التنفيذ للوصول إلى الإنتاج التجاري الكامل للمشروع بحجم40 الف برميل يوميا.
وتم كذلك توقيع اتفاقية امتياز مع شركة الكرك الدولية (شركة بريطانية) لاستغلال الصخر الزيتي في انتاج النفط في شهر آذار2011 ، وتحتاج شركة الكرك الدولية الى6 سنوات من تاريخ دخول اتفاقية الامتياز حيز التنفيذ لانتاج17 الف برميل يومياً يزداد تدريجياً ليصل الى60 الف برميل يومياً في عام2020.
وفيما يتعلق بإنتاج النفط من الصخر الزيتي بأسلوب الحقن الحراري فقد تم توقيع اتفاقية امتياز مع شركة شل لتقوم الشركة بتقييم وتطوير وانتاج النفط بأسلوب الحقن الحراري من الصخر الزيتي العميق بدون عمليات تعدينية، وتتوقع الشركة الوصول الى القرار الاستثماري النهائي في عام2020.
وقال أن من ضمن المشاريع الجاري تنفيذها حالياً مشاريع موانيء الطاقة في العقبة، ومن ابرزها مشروع بناء ميناء للغاز المسال الذي سيتم طرح عطائه في شهر كانون الثاني عام2013 ليكون عاملاً في عام2014 ، ويأتي هذا المشروع بهدف تحقيق امن التزود بالطاقة في المملكة، وكذلك مشروع تأهيل وتطوير ميناء النفط الحالي ليكون عاملاً مع نهاية عام2013 ومشروع بناء ميناء الغاز البترول المسال ليكون عاملاً عام2014 ومشروع انشاء رصيف النفط الثاني ليكون عاملاً في عام2017.
وقال البطاينه ان من المشاريع المهمه الجاري تنفيذها مشاريع زيادة السعات التخزينية التشغيلية والاستراتيجية للنفط الخام والمشتقات النفطية، ومنها خزانات النفط الخام أو المشتقات النفطية بسعة مئة الف طن وقد تم طرح عطاء المشروع في شهر أيار2012 ،ومشروع بناء سعات تخزينية لمادة الغاز البترول المسال بسعة ستة الاف طن في العقبة، ومشروع بناء سعات تخزينية استراتيجية للمشتقات النفطية بأنواعها بسعة250
الى300 الف طن والمشروع في مرحلة اعداد وثائق العطاء.
وفيما يتعلق بغاز الريشة قال البطاينة أن الاردن دخل في شراكة مع شركة (برتش بتروليوم) العالمية التي استثمرت حتى الان ما يزيد عن235 مليون دولار، وقامت بتنفيذ مسح زلزالي ثلاثي الابعاد وبمساحة خمسة آلاف كيلو متر مربع، وهو من اكبر المسوح الزلزالية التي تم اجراؤها في المنطقة، وقامت بحفر بئر استكشافي في عام 2012 بعمق حوالي3000 متر، وستقوم في عام2013 بحفر بئرين استكشافيين وبكلفة تصل الى135 مليون دولار.
واضاف البطاينة ان توقعات شركة برتش بتروليوم تشير الى امكانية انتاج300 الى1000 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً.