لندن - بترا - التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في لندن اليوم الاربعاء ولي العهد البريطاني سمو الأمير تشارلز.وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها في جميع المجالات.
وتبادل جلالته وسمو الأمير تشارلز الآراء حول مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وما تمر به من ظروف دقيقة، خصوصا مستجدات الوضع السوري، إضافة إلى جهود تحقيق السلام.
وحضر اللقاء سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته.

كما التقى جلالته في مقر البرلمان البريطاني اليوم الاربعاء عددا من رؤساء وأعضاء لجان الشؤون الخارجية والدفاع والأمن في مجلسي العموم واللوردات، حيث استعرض جلالته الجهود الإصلاحية التي ينفذها الأردن وصولا إلى تجربة الحكومات البرلمانية، ومجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات على الساحة السورية.
وأكد جلالته خلال استعراضه لمسيرة الإصلاح الشامل في المملكة على دور الشباب الذين يشكلون الفئة الأكبر في المجتمع في المساهمة في الإصلاح والانخراط في العملية السياسية والانتخابات النيابية التي ستجرى في الثالث والعشرين من الشهر المقبل ليكون لهم صوتهم ورأيهم المؤثر تحت قبة البرلمان من خلال إيصال المرشحين الذين لديهم برامج واضحة تخدم المجتمع وتمكن الشباب وتضع حلولا لمشاكلهم.
وبين جلالته أن الربيع العربي شكل فرصة كي يمضي الأردن قدما في جهود الإصلاح وتحقيق التنمية في مختلف القطاعات، معتبرا أن ما تحقق إلى الآن من خطوات وإجراءات على طريق الإصلاح الشامل يهيئ البيئة والأرضية المناسبة والقوية لتطوير الحياة السياسية وتفعيل العمل الحزبي وتعزيز المشاركة في عملية صنع القرار من خلال المشاركة في الانتخابات، وصولا إلى برلمان قوي ينجم عنه حكومات برلمانية.
وأعرب جلالته عن تطلعه في أن يتمأسس العمل الحزبي ليكون أفضل ويستند إلى برامج واضحة وعملية تعالج مختلف القضايا والتحديات من صحة وتعليم وفقر وبطالة وغيرها.
وتحدث جلالته خلال اللقاء عن التطورات المتصلة بعملية السلام، مؤكدا أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لتحقيق انفراج في هذه العملية، وصولا إلى السلام الشامل والعادل والدائم المستند إلى حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي.
وأكد جلالته في هذا الاطار أهمية الانخراط الدولي السريع في عملية السلام، خصوصا خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس باراك أوباما، مشيرا جلالته إلى أن الأردن سيواصل العمل مع بريطانيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى طاولة المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في سوريا، حيث أشار جلالته إلى التداعيات الخطيرة للأزمة على المنطقة بأسرها في حال استمرارها دون حل يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة، لافتا جلالته إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وعبر جلالته في هذا السياق عن تقديره لبريطانيا ومساهمتها في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، داعيا مختلف الدول إلى زيادة مساعداتها بما يسهل الاستمرار في تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم.
وأعرب البرلمانيون البريطانيون من مجلسي العموم واللوردات، خلال اللقاء الذي حضره مدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والسفير الأردني في لندن مازن الحمود والسفير البريطاني في عمان بيتر ميليت، عن تقديرهم لجلالته الذي وضعهم في صورة التطورات والتحديات في المنطقة بشكل دقيق، مشيدين بحكمة جلالته وجهود الدؤوبة لتعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وقيادته لجهود الإصلاح في الأردن.
وقال نائب رئيس مجلس العموم البريطاني، نايجل ايفانز، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية، وللتلفزيون الأردني عقب اللقاء "وضعنا جلالة الملك في صورة الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه الأردن في هذه المرحلة، وخصوصا ما يتحمله من أعباء متزايدة جراء استقبال أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين"، مؤكدا ضرورة أن تقدم بريطانيا والمجتمع الدولي دعما أكبر للأردن في هذا المجال.
وأعرب عن ارتياحه لمستوى العلاقات الوثيقة بين بريطانيا والأردن، وقال " نقدر عاليا القيادة المعتدلة التي يظهرها جلالة الملك في منطقة الشرق الأوسط المضطربة".
وبين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ريتشارد أوتاوي في تصريح مماثل أن بلاده، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تقوم بدور مهم في الشرق الأوسط.
وقال "نحن منخرطون بشكل نشط في دعم دول المنطقة في الانتقال إلى الديمقراطية، ولدينا علاقات قوية مع الأردن، وخلال اجتماعنا بجلالة الملك اليوم أطلعنا بشكل واضح على طبيعة الوضع في المنطقة".
ولفت إلى أن الإصلاحات في الأردن تسير على الطريق الصحيح، مشيرا إلى أهمية الانتخابات النيابية القادمة في تعزيز النهج الديمقراطي في المملكة.

من جهة أخرى استعرض جلالته خلال لقائه اليوم عمدة مدينة لندن روجر جيفورد أوجه تعزيز العلاقات الأردنية البريطانية في مختلف الميادين، خصوصا في مجالات ترسيخ الحوار والتعايش بين مختلف الديانات والشعوب، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.
وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية نشر قيم التسامح ونهج الوسطية والاعتدال في مواجهة التطرف والغلو، مبينا جلالته أن الأردن يعمل باستمرار على إدامة كل ما يصب في ترسيخ التفاهم والتقارب عالميا.
وتطرق جلالته خلال اللقاء إلى عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها وتسريعها في جميع المجالات، بحيث تسير بشكل مواز في مختلف مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واستعرض جلالته الفرص المتاحة لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص الأردني ونظرائه العرب والأجانب، ما يولد فرص عمل ويسهم في تعزيز أداء الاقتصاد الوطني.
بدوره، أعرب عمدة مدينة لندن عن الحرص على تعزيز علاقات التعاون مع الأردن والبناء عليها، مثمنا ما يبذله جلالة الملك من جهود لتقريب وجهات النظر ومد جسور التعاون والحوار بين أتباع الديانات السماوية، ولافتا في هذا الصدد إلى المبادرات التي أطلقها جلالته ومنها رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان.
وأشاد جيفورد بمساعي جلالة الملك لتحقيق الإصلاح الشامل، وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وتحقيق السلام العادل والدائم.
كما التقى جلالة الملك اليوم رئيس أساقفة كانتربري، الدكتور روان وليامز، حيث تم التأكيد على أهمية الاستمرار في إدامة الحوار بين مختلف أتباع الديانات، وصولا إلى ترسيخ قيم التسامح والتواصل تعزيزا لرسالة المحبة والسلام، وخدمة للقضايا الإنسانية في مختلف مناطق العالم.
وتطرق اللقاء إلى التطورات في الشرق الأوسط والوضع في مدينة القدس، خصوصا الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في المدينة والتي تهدد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، مشددا جلالته على أهمية تكاتف الجميع للحيلولة دون محاولات تهويد المدينة وتغيير هويتها ومعالمها.
وأعرب رئيس أساقفة كانتربري عن تقديره لجهود جلالة الملك في تعزيز نهج الاعتدال، وبالرعاية الهاشمية الموصولة للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف.
وحضر اللقاءين سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود، والسفير البريطاني في عمان بيتر ميليت.