خلصت دراسة نفذها اخيرا مجموعة من المختصين في معهد علوم الأرض والبيئة في جامعة آل البيت بالتعاون مع معهد الملكة رانيا للسياحة المستدامة في الجامعة الهاشمية ان الرومان استخدموا الخرسانة للربط في بناء الاعمدة والمباني الاثرية في مدينة جرش.



وهدفت الدراسة التي نفذها فريق ضم الدكتور ابراهيم بني ياسين والدكتور هاني العموش والدكتور محمد الفرجات والدكتور عبدالرؤوف مياس، الى كشف سر تماسك الحجارة في الاعمدة والمباني الأثرية في مدينة جرش رغم مرور ما يزيد على 2500 عام على بنائها.



وقال الدكتور الفرجات في تصريح صحفي اليوم الاربعاء لـ(بترا) ان الدراسة سعت الى فتح آفاق جديدة أمام صناعة الاسمنت الوطنية لتنويع المنتج الصناعي، وكذلك لإثراء البعد العلمي والأكاديمي في المعلومات المقدمة للسائح.



وكشفت الدراسة بحسب الدكتور الفرجات عن ان الرومان استخدموا في بناء الاعمدة والمباني الاثرية الاخرى في مدينة جرش تقنية تسلسلية لصناعة اسمنت الخرسانة تقوم على الحرق الخفيف في عمليات التصنيع من خلال البلورات الكلسية التي تم العثور عليها في العينات المدروسة والتي ما تزال تحتفظ بهيئتها الفيزيائية.



واوضح الدكتور الفرجات ان الرومان استعاضوا عن الحرق الكامل بنسبة الخلط من مواد الخبث البركاني الغني بالحديد والمغنيسيوم ما ادى الى ترابط الملاط الاسمنتي نتيجة قوة الشد والتلاحم بين بلورات الخليط المستخدم.



وقال ان الخليط المستخدم في بناء الاعمدة والمباني الاثرية في جرش مكون من حجارة دقيقة ومواد طينية واخرى قابلة للإذابة جعلها قادرة على تحمل ومقاومة العوامل الطبيعية في وقت يقدر فيه العمر الافتراضي للخرسانة الاسمنتية المستخدمة في الوقت المعاصر 150 عاما.



وجمع الفريق خلال إجراء الدراسة عينات من المواد المتساقطة من الأعمدة والمباني الأثرية في مدينة جرش، وتم استخدام احدث التقنيات والأجهزة المخبرية الحديثة المتوفرة في معهد علوم الأرض والبيئة في جامعة آل البيت.



وجرى فحص العينات وتحليلها من خلال تقنية حيود الأشعة السينية باستخدام جهاز تفلور الأشعة السينية والمجهر الالكتروني الماسح والمجهر المستقطب وغيرها من الاجهزة المتوفرة في المختبر.


المصدر: الحقيقة الدولية - بترا