الحقيقة الدولية – عمان - د.موسى العوضات



بعض الناس يتمنون لو أن الله بدل أهلهم وإخوانهم بأناس اخرين عسى ان يجدوا الراحة والسعادة بينهم.



وما أكثر الذين يلومون الزمن ويعتبرونه عدواً لهم، فالمسكونون بالوجع والألم والفقر كم يسعدهم تلك اللحظات التي يحسون فيها بأن أوجاعهم تبددت ولو الى حين.



الحاجة هلاله عجوز تخطت الخامسة والثمانين من العمر رسمت الهموم والأوجاع خطوطاً على ملامح وجهها تسكن مع بناتها الثلاثة وابنها الوحيد في بيت متهالك مضى عليه الزمن في قرية محي في محافظة الكرك.



رأيناها تجر قدميها فوق أرصفة الحياة ذهنها مشتت أفكارها مبعثرة ..لا تدري كيف تلملمها وهي تنظر أمامها وحولها بذهول.



فلا الأرض أرضها ولا الأهل أهلها ولا الزمان زمانها.



الحاجة هلاله محرومةٌ ومثقلة ٌ بهموم وعذابات أبنائها المصابين بالتخلف العقلي الشديد.



تبحث عن محطة أمان تطمئن إليها وتستريح في ظلها بيت مخلعة أبوابه.. نوافذه محطمة.. لا طعام.. لا شراب.. لا دواء ..لا فراش.. ولا غطاء.. لا كساء.. لا سعادة.. لا حياة.



تقول الحاجة هلاله: ما أطول هذا اليوم يمر بطيئاً تمتزج لحظاته بالكآبة والعذاب الدقيقة منه ساعة.. والساعة تصبح يوماً.. واليوم يصبح شهراُ وهكذا.. في الصباح تتكرر الحكاية.. وما أطول هذه الحكاية .



تقول: ننام والحزن والهم والغم يتخلل كل جزء من أجسادنا.



هناك موقد عتيق تطهو عليه الطعام وهكذا إن توفر طعام وخزان ماء أهدي إليهم أنهكته الثقوب وطشط يملؤه ماء تعلوه الحشرات لغسل الأواني وأدوات الطعام وفي ركن البيت في ساحته الخارجية يقبع ما يسمى بحمام القضاء الحاجة .



تقول أبنتها "تمام" في اعماقنا أشياءُ كثيرة نخجل أن نذكرها أو ننشرها على الملأ لأنها ضد أنفسنا وضد إنسانيتنا وضد عواطفنا.



فالشمس لا يمكن ان تغطى بغربال وكذلك النفس الانسانية لا يمكن أن يتجاهل الانسان ما فيها .



طلبنا من الحاجة هلاله أن لا تبكي، إن لم يتحقق لك ما تحلمين به، وحاولي إن تبددي من اعماقك الحزن فسوف يأتي زمن تتبدل فيه الاموال.



المصائب كبيرة تركناها للزمن عسى أن تجد لها حلاً لوحده فما علينا إلا الانتظار ومراقبة ما قد يحدث من مصائب.



فهل من يسمع أو يتذكر أو يعي.



للراغبين في التبرع / تمام فالح ارشيد السراحين - البنك الاسلامي /مؤته 553364 .