دبي – عبدالعزيز الدوسري

اعتاد المواطن الإماراتي أن يكون "استثنائيا" حتى في الاحتفاليات، سواء الرسمية أو غير الرسمية، وكثيرا ما كان حديث الإعلام، وفي كل احتفالية وطنية يقوم المواطن الاماراتي بـ"طقوس خاصة" من خلال ابتكار مشاركته الشخصية وإظهارها خلال الاحتفالية.

خلال الأيام المقبلة ستنطلق إحتفالية دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني في الأول من ديسمبر المقبل، تحت شعار "روح الاتحاد".

أما روح المواطن الإماراتي فهي من خلال "إبداعات" مشاركاته خلال العرس الوطني.

هذه الأيام بدأ الكثير من شباب الإمارات الاستعداد بوضع "الزينة" على مركباتهم ومنازلهم ليكونوا البدء في احتفالية "اليوم الوطني"، وليكونوا قلب الحدث بعد رفع الستار عن انطلاقة العرس الاماراتي.

والكثير من الشباب الإماراتي لا ينظر للمادة وما ينفقه على تلك الزينة، بقدر ما يكون دائما مميزا في مشاركاته، وغالبا ما تتزين شوارع الإمارات سواء في أبوظبي أو دبي أو باقي الإمارات بمركبات تكون أشبه بمواكب أعراس.

في هذا السياق، يقول حيدر الهاشمي صاحب مكتب سيارات وزينة، "مع اقتراب اليوم الوطني للإمارات تكثر طلبات الشباب الإماراتي وأيضا المقيمين، للمشاركة في الاحتقالية الوطنية، خصوصا وأن الشباب اشتهر بالمشاركة الوطنية والتصاقه بقيادته.

وأكد الهاشمي في تصريح لـ"العربية.نت" أن عشق الشباب للإمارات يجعلهم لا يفكرون بقيمة الإنفاق، فهناك من ينفق مئات الآلاف على تزيين مركبته.

وأضاف أن تزيين المركبة يبدأ بـ250 درهم إماراتي ولا يتوقف عند سعر معين، فهنالك من ينفق مليون درهم على الزينة.

وأشار الهاشمي إلى أن معظم الشباب الإماراتي يقوم بلصق صور الشيوخ والعلم الإماراتي، وكثيرا ما يتم إختيار "بابا زايد" طيب الله ثراه، ورئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن راشد، ويختلف الشباب من إماراة إلى أخرى، لكن الغالبية يعتمد صور الشيوخ.

وأكد أن مجموعة من الشباب الإماراتي "المقتدر" يحاول أن تكون مركبته متميزة، من خلال وضع أفضل وسائل الزينة، فمثلا البعض يطلب وضع علم "الإمارات" على غطاء المركبة مصنوع من "الكريستال" الأصلي مثل "الشوارفيزكس" وهو مكلف، في ما البعض يقوم بوضع الكريستال على جميع هيكل "المركبة"، مبينا أن تكلفة مثل تلك الزينة تبدأ من 100 ألف درهم وتصل أحيانا إلى مليون درهم.

وشدد الهاشمي على أنه وبحسب إدارة المرور، فقد وضعت قوانين جديدة هذا العام من خلال عدم السماح بتزيين كامل المركبة، حيث يجب على صاحب المركبة أن يضع مجالا لرؤيته من الخارج بالإضافة إلى من يرافقه في المركبة.

من جهة متصلة، قال المواطن بدر الحمادي إن الإماراتيين جبلوا على المشاركة في الاحتفاليات الرسمية ليس بقصد المشاركة إنما بسبب عشقهم لبلادهم ولمحاولة لإظهار هذا الحب.

وبين الحمادي لـ"العربية.نت" أن حب الإمارات وعشق الاماراتيين لشيوخنا لا يقدر بثمن ولا يقيم عبر زينة مركبة أو منزل أو مكان معين، إنما جاءت الزينة بمثابة رمزية لذلك الارتباط الابدي بين المواطن والإمارات.. المواطن وشيوخه.

وأكد الحمادي أنه مثل كل الشباب الإماراتي قام بتزيين مركبته، مشيرا إلى أن "زينة" مركبته كلفته 4 آلاف درهم، مؤكدا أنه لو يمتلك الإمكانية ما توانى في تزيين بلاده بأسرها في الذهب.

ورأى أن حب المواطن هو ما جعله يتفاخر بعشقه وولائه ووطنيته سواء عن طريق الأقوال أو الأفعال، وإن إنفاق مئات الآلاف، ليست خسارة في احتفالية وطنية ترفع شعار "روح الاتحاد".