الحقيقة الدولية – عمان



يربط النائب السابق الشيخ عبد المنعم أبو زنط حادثة حرق مركبتين تعودان له ولابنته قبل أيام، بطبيعة الأحداث المتسارعة في المنطقة بخاصة الأوضاع في سوريا، موجهاً أصابع الاتهام لمن أسماها عصابة تابعة للنظام السوري لا تتجاوز أصابع القدمين، تسعى لزعزعة استقرار الأردن، فباشرت بحرق مركبتيه وحرق منازل عدد من المسؤولين منهم منزل وزير الزراعة.



وأضاف أبو زنط في تصريح لصحيفة "الدستور" أنه لدى تذكر بدايات الربيع العربي، لم نشعر أن أحداً من شبان الأردن كان مسيئاً في المسيرات الشعبية الوطنية التي تطالب بحقوقها الشرعية، لدرجة أن رجال الأمن عند اشتداد حرارة الجو وحرارة المسيرات كانوا يوزعون الشراب والماء البارد على المتظاهرين، ما دفعني لأقول في تصريح سابق عبر صفحات «الدستور» إنني أتمنى لو أن صحتي تساعدني على تواجدي في إحدى المسيرات حتى أشاهد رجال الأمن يكرمون إخوانهم المواطنين المتظاهرين بالشراب والماء البارد، كي أقبل رجال الأمن على رؤوسهم على هذه النخوة والشهامة.



وزاد بالقول إنه بعد مضي أكثر من سنة ونصف على بدء الربيع العربي والحراك في الأردن والتأكيد على عدم اللجوء للشتائم والسباب في تلك المسيرات وعدم السطو على حقوق العباد، نفاجأ بعد أن كاد النظام السوري تُشيع جنازته السياسية وأن يحكم الشعب السوري نفسه بنفسه في ظل الحرية والعدالة، أن ترتب على ذلك قيام النظام السوري بدافع الكيد ضد أردن الحشد والرباط، نفث السموم عبر بعض عملائه الذين لا يتجاوزن أصابع القدمين في أردننا كي يعكروا صفاء وأمن واستقرار البلاد.



وذكر الشيخ أبو زنط نماذج وأدلة على حديثه، قائلاً إن أجهزتنا الأمنية ضبطت عدة مرات متسللين قادمين من سوريا إلى المسيرات التي تشهدها بعض مناطق المملكة، وأشار إلى وجود أجندة منظمة ومنسقة مع الأجهزة الأمنية في سوريا لتنفيذ جرائم ضد الأردن وأمنه واستقرراه، ومن ذلك محاولات البعض منهم التسلل إلى مخيم الزعتري لينفثوا سموم الفوضى ضد الأردن، أو محاولات التنسيق مع رؤوس الأفاعي للقيام بعمليات ارهابية يراد منها النيل من استقرار البلاد، وقد شهدنا مؤخراً حالات السطو على البنوك في المملكة من قبل ملثمين، ثم حرقت منازل مسؤولين منهم منزل وزير الزراعة في معان، وكان أن نالني نصيب من تلك الجرائم فحرقوا سيارتي وسيارة ابنتي في تمام الساعة الثانية والثلث من ليلة الأحد الماضي.



وبرر الشيخ أبو زنط اتهاماته بقوله إن الحركة الإسلامية في سوريا قامت بثورة ضد الطاغوت العام 1979، فقام ذلك الطاغوت بإعدام سبعة عشر شاباً فجر خميس الثامن والعشرين من حزيران في ذات العام، وفي يوم الجمعة الذي تلته خطبت صلاة الجمعة في مسجد المدارس في مخيم الوحدات، وقلت كلمة الحق فيها، فشكا السفير السوري عليّ، وتم اعتقالي شهرا كاملاً، من أجل تلك الخطبة، وقُدمت إلى محكمة أمن الدولة، فسألني المدعي العام، أتريد أن تعدل في إفادتك التي ذكرتها أمس، فقلت له: إني اتحمل كامل المسؤولية عن أقوالي بل أزيد بالقول: إن حزب البعث في سوريا يحارب الإسلام، فكل من لا يكفر بحزب البعث فهو كافر، فما كان من المدعي العام إلا أن قرع الجرس وقال للحرس، (هاتوا الشاي للشيخ)، وقام بعدها برفع التقرير إلى رئيس محكمة أمن الدولة، وكانت التهمة الموجهة لي (قدح مقامات عليا)، ممثلة بالنظام السوري، فقام بإطلاق سراحي كون ذلك لا يتواءم مع القانون الأردني حيث يشترط في تهمة القدح أن تكون موجهة في (هاشمي من الأسرة الهاشمية، وأن يكون متمتعاً بالجنسية الأردنية)، الأمر الذي لم يتطابق مع من قلت بحقهم كلمة الحق وهم أجهزة ورئاسة النظام السوري.



وحول موجة الاحتجاجات التي أعقبت قرار الحكومة برفع الدعم عن أسعار المشتقات النفطية، أشار أبو زنط إلى أنه كان يقف منذ البداية ضد القرار، بخاصة أن الناس مقبلة على فصل الشتاء، مفصحاً أنه التقى برئيس الوزراء د. عبد الله النسور قبل أسبوع من قرار رفع الدعم ونصحه بأن يتم اللجوء إلى ما كان دارجاً في وقت سابق باستخدام البطاقة التموينية ويتم من خلالها إنشاء مكاتب في كل منطقة وحي ليتم تنظيم عملية استخدام هذه البطاقة من خلال كوبونات تسلم فقط لذوي الدخل المحدود أو من تقل رواتبهم الشهرية عن 800 دينار، ويتم صرف اسطوانات الغاز لهم بالشكل المناسب وبحسب احتياجاتهم التي تقدرها بالدقة تلك المكاتب، وأن يتم ايضا إعادة دائرة التسعير والجودة وإلحاقها بوزارة الصناعة والتجارة للوقوف ضد حالات الجشع التي يمارسها بعض التجار.



وقال أبو زنط إن الاحتجاجات ضد قرارات رفع الأسعار مشروعة لكن ينبغي ألا يمارس فيها السباب والشتم، حيث لا يكون بذلك أي مجال لتغلغل الفتنة -لا قدر الله تعالى- بين أبناء الشعب الأردني ويتم وأدها ودفنها بالشكل الصحيح.



وحول الأوضاع في غزة وما تشهده من عدوان إسرائيلي غاشم بحق الأهل هناك، قال أبو زنط إن غزة هاشم هي الموطن الجهادي الوحيد ما بين المحيط والخليج والعالم الإسلامي كمقدمة لتحرير فلسطين الأقصى مسرى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهي مهد أخيه عيسى بن مريم البتول -عليهما السلام-، وهي أحوج اليوم للدعمين المعنوي والمادي وهو حق لها في أعناقنا، وإن عدم إمدادها بذلك يمثل خيانة لله ورسوله والقرآن الكريم والإنجيل والوطن والنخوة والشهامة.



واستذكر الشيخ قوله منصفاً: إن المملكة وبما تقدمه من مساعدات غذائية وكسائية وطبية للأهل في غزة ومنها المستشفيات الميدانية، ليعد مفخرة للأردن، حيث توالى الدعم والعون للأهل هناك، وأضاف «أذكر أني طلبت من جلالة الملك عبد الله الثاني قبل نحو عامين أن يقوم بكفالة اليتامى في غزة حسنة ووفاءً لروح والده المغفور له -بإذن الله تعالى- الملك الحسين، وبالفعل تم ذلك عبر اتصالات عدة تلقيتها من الديوان الملكي، بأن تم بالفعل كفالتهم أسوة بيتامى الأردن، فقام بكفل نحو 1500 يتيم في غزة».



وختم أبو زنط حديثه بالقول إن المقاومة في غزة تثبت في كل يوم أنها قادرة على بث الذعر في قلب العدو، فكانت صواريخ الله أكبر التي يصل مداها لنحو 80 كيلومتراً تدك بئر السبع ومؤسسات العدو في القدس الشريف ومنها بجوار الكنيست، وتم ضرب تل أبيب مرتين وتم إسقاط ثلاث طائرات تابعة للعدو، لذا فإن هؤلاء الجند المقاومين البواسل المتواجدين على خط النار لأمة الإسلام والعروبة بحاجة لكافة أشكال الإسناد لدعم صمودهم وثباتهم.