عمان - بترا - قال رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ان موقع الاردن الاستراتيجي وتمتعه بالاستقرار والامن جعله بوابة للخير والملاذ الامن للاشقاء الذين وقعت في بلدانهم حروب ، فمن قبل لبنان والعراق والان سوريا ، لذا يجب ان ينظر العرب باهتمام الى الاردن وموقعه .
واضاف النسور في مقابلة مع قناة العربية بثتها امس، ان ثمة حزبا نحترمه ونجله قد اتخذ قرارا خاطئا بمقاطعة الانتخابات ، كيف يدعون الى الديمقراطية باساليب غير ديمقراطية ، كيف يريدون الوصول الى الحكم دون المرور بالبرلمان وتساءل الدكتور النسور عن امكانية شراء الاردن للنفط من السوق العالمي ، مشيرا الى ان انقطاع الغاز المصري كلف الخزينة حوالي ثلاثة مليارات دولار ، فاصبح لا بد ان نبيعه للمواطن بكلفته بلا زيادة او نقصان فالحكومة لا تربح ولا تخسر .
واجاب الدكتور النسور عن تساؤل « كيف لعاقل ان يرفع اسعار النفط ونحن على وشك الانتخابات النيابية وفي فصل الشتاء وفي هذا التوتر بالمنطقة « ، بقوله «لكنها حيلة المضطر « ، مؤكدا انه اذا تفاقم الوضع الاقتصادي ستصاب خزينة الدولة بمزيد من التدهور .
وقال ان هذا الاجراء اتخذته دول شقيقة منها مصر التي يحكمها الاخوان المسلمون وتونس كذلك التي يحكمها الاخوان المسلمون والمملكة المغربية بالاضافة الى اليونان واسبانيا ، مؤكدا اننا في الاردن سنحافظ على سعر صرف الدينار ونعيد الموازنة الى اعتدالها .
وقال ان ثلثي الشعب الاردني لن يمسوا بفلس واحد نتيجة تحرير اسعار المشتقات النفطية ، بل ان التعويض النقدي الذي يقدم سيكون اكبر من اي عبء مالي ستتحمله الفئات الاكثر فقرا في المجتمع ،مشيرا الى ان كل موظفي الدولة ومنتسبي القوات المسلحة والمتقاعدين ومتقاعدي الضمان الاجتماعي سوف يتقاضون الدعم الذي تدفعه الحكومة بالدنانير وليس مواد عينية .
وقال الدكتور النسور انه والفريق الوزاري المختص قد اجتمع مع جميع الاحزاب والنقابات والبلديات والغرف الصناعية والتجارية والمجالس الاستشارية في محافظات المملكة وعشرات الصحافيين والكتاب الاقتصاديين الى جانب لقاءات تلفزيونية لتبيان الوضع الاقتصادي وضرورة معالجة ما يعانيه من اختلالات .
واضاف « ان المظاهرات ليست قضية محروقات ، فالقضية مختلفة عن هذا كل الاختلاف ، فهي تهدف لافشال الانتخابات النيابية ، انا جلست مع قيادات الحركة الاسلامية واستمعت لهم بكل اجلال ، واستمعوا لي بكل احترام وظننت اني نقلت لهم الرسالة عن حال الوطن « .
وقال ان الاردن بلد حر ومنفتح ومن حقهم ان يطالبوا بما يشاؤون ، نحن نحترم هذه المطالبة وسعيد برؤيتي لمظاهر سلمية مدنية حضارية « ، مضيفا « انا لا اشجب التظاهرات ، ولكن انت وانا نشجب العمليات التخربية فحين يصل الامر الى التخريب تكون هناك نيات ليست متعلقة بهذا القرار».
وقال رئيس الوزراء « لا استطيع في هذه المرحلة ان اتهم ، ولكن اظن ان هناك احزابا اردنية لها اجندة تنسج على منوال ما جرى في اقطار اخرى ، متسائلا « كيف للاخوان المسلمين ان ينتقدوا الحكومة الاردنية لاعادتها السفير الى اسرائيل ولا ينتقدون الحكومة المصرية باعادة سفيرها لاسرائيل «.
وقال رئيس الوزراء ان عدد التظاهرات منذ 22 شهرا وحتى الان بلغ 6600 ، لم ترق نقطة دم واحدة فيها ، فنحن لدينا اجهزة امنية قادرة ومحترفة ومتحضرة وهذه حالة اردنية ديمقراطية مؤكدا ان الاردن بلد يحكمه القانون والنظام ، فلا يوجد في السجون الاردنية سجين سياسي واحد ، وانه منذ 1920 لم يتم اعدام شخص واحد لاي سبب سياسي الا بجريمة عادية .