قال الله تعالى ( وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [ العصر : 1-3] ورأس النصائح وأنفسها هي ما ورد في الآية الكريمة ( الحق والصبر ) فالنصيحة بالتوحيد والثبات عليه ، والنصيحة بالمنهج الحق والالتزام بالسنة والهدي النبوي ، والصبر على ذلك كله هي من أغلى النصائح وأنفسها ، وواجب على الموحدين بذلها فيما بينهم .
ومن هنا ندرك جريمة علماء السوء الذين يغشوا الناس ويضيعوا حقائق التوحيد من حياتهم ، ويدخلون في ولاء حكومات الكفر والضلال .
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعون على النصح للمسلم كما قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : ( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )
وكون النبي صلى اله عليه وسلم يقرنها مع الصلاة والزكاة التي هي أركان الإسلام ليدلنا على عظم شأنها وعلو منزلها.
ومثله حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) .
ويجب أن تكون النصيحة في قالب مقبول ، وأسلوب حسن ييسر فهمها والالتزام بها ، وذلك أن النفس طبعاً تنفر من كشف المعايب وإملاء النصائح من القرين ، ولذلك على الناصح أن يتخير الوقت والأسلوب المناسبين وعلى المنصوح أن يتقبل النصح بصدر رحب كما هو مفصل في آداب النصيحة .
وعلى هذا فتكون نصيحة الإخوان بإرادة الخير لهم ، وبيان الحق ، ودلالتهم عليه وعدم غشهم ، ومجاملتهم في دين الله ، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو خالف هواهم وطريقتهم ، ومجاملتهم في دين الله بأسم الاخوة وحتى لا ينفضوا أو ينفروا ، فهذا ليس من النصح ، الذي أمرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام ، نعم الحكمة مطلوبة عند عرض النصيحة عليهم ولكن الحق لابدَ أن يبين ويعلم ، وخصوصاً إذا كان ذلك بين الأخوان فهو مقدور عليه .
ويدخل في هذا الباب أيضا بذل المشورة لهم ، حول زواج أو دراسة أو سفر .. أو غيره من شؤون الحياة .
ويتأكد النصح عندما يطلب الأخ منك النصيحة قال صلى الله عليه وسلم : ( وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ) .
المفضلات