يؤكد مخرج اول فيلم عن عملية تصفية بن لادن انه لا يعتقد ان العرض الاول لهذا الفيلم الاحد سيؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية، مع ان التوقيت هو الاهم في عالم السينما.

واعلن الشهر الماضي عن تقديم العرض الاول للفيلم "فريق النخبة السادس (سيل تيم سيكس): الهجوم على اسامة بن لادن" على تلفزيون ناشونال جيوغرافيك المشفر قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الاميركية، ما اثار ضجة.

وسبب الضجة ذلك ان الموزع واحد منتجي فيلم الحركة الذي تبلغ مدته 90 دقيقة هو هارفي واينستاين الشخصية الهوليوودية المعروف بانه من ابرز جامعي الاموال لحملة الرئيس باراك اوباما.

وقلل المخرج جون ستوكويل في مقابلة الخميس من اهمية ما يقال عن ان فيلمه دعاية لاوباما في وقت الذروة للتأثير على الناخبين قبل اقل من 48 ساعة من فتح مراكز الاقتراع.

وقال لفرانس برس ان الفيلم "لم تتم كتابته او تصويره لهذا الغرض".

واضاف "هل هناك من يجهل ان اسامة بن لادن قتل في فترة الرئاسة هذه، والفيلم يخبرهم ذلك؟ لا اعتقد".

والعملية التي نفذها في ايار 2011 عناصر من قوات النخبة (نيفي سيلز) الاميركية لتصفية زعيم القاعدة الذي اعطى اوامر شن هجمات 11 ايلول كانت محطة حاسمة في ولاية اوباما.

ويتكرر ظهور الرئيس في الفيلم الذي تم تصويره في خوبولي بالهند وفي سانتا في بولاية نيومكسيكو لكن في لقطات ارشيف تم الحصول عليها من الموقع الالكتروني للبيت الابيض.

ويشارك في الفيلم كام غيغانديت الذي لعب دور متعقب مصاص الدماء في "توايلايت" ويلعب دور قائد فرقة النخبة المتماسكة التي تضم ايضا مغني الراب اكزيبيت. وتلعب كاثلين روبرتسون التي مثلت في سلسلة "بيفرلي هيلز، 90210" دور محللة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي.اي.ايه).

ويلعب ايضا نجما بوليوود مانيندر سينغ وراجيش شرينغاربور دور عميلين للسي.اي.ايه يعرضان حياتهما للخطر اثناء مسح مخبأ بن لادن الحصين في باكستان.

اما دور بن لادن فيلعبه يون كمبتون الذي لا يتكلم في الفيلم قبل ان يطلق عليه النار مرتين ويقتل في غرفة معتمة وبيده رشاش كلاشنيكوف.

والمخرج ستوكويل الذي تشمل اعماله السابقة فيلم "بلو كراش" عن فتاة تركب الامواج في 2002، قال ان قناة ناشونال جيوغرافيك، التي هي جزء من امبراطورية روبرت مردوك الاعلامية، هي من اختارت يوم الاحد لعرض الفيلم.

وقال في اتصال هاتفي من نيويورك "هناك هدف واحد وهو ان يتمكن اكبر عدد من الناس من مشاهدته".

ويعرض الفيلم على موقع نيتفليكس الذي يبث شرائط الفيديو يوم الاثنين، ثم في صالات السينما ابتداء من الخميس بعكس ما هو معتاد في بث الافلام.

ويسبق فيلم "سيل تيم سيكس" فيلما آخر عن تعقب بن لادن بعنوان "زيرو دارك 30" للمخرجة كاثرين بيغلو الحائزة اوسكار افضل فيلم عام 2009 عن فيلم "ذا هورت لوكر" عن حرب العراق.

وارجأت "سوني بيكتشرز" موعد اطلاق الفيلم الى كانون الثاني 2013 لكن مثل فيلم "سيل تيم سيكس" تعرض لانتقادات قوية قبل ان يشاهده احد، على انه يمجد دور اوباما في تصفية بن لادن.

ووصف ستوكويل بيغلو بانها "مخرجة موهوبة جدا" لكنه اضاف ان فيلمها -- الذي تفوق ميزانيته ميزانية فيلم ستوكويل بعد الحكم على شريطه الاعلاني القصير على يوتيوب -- هو "على الارجح فيلم مختلف تماما.

والمفارقة هي ان المنتج الفرنسي لفيلم "سيل تيم سيكس" نيكولا شارتييه، هو منتج "ذا هورت لوكر".

وتحدث ستوكويل الى عناصر حاليين وسابقين من فرقة النخبة والى رجال استخبارات ومسؤولين من البيت الابيض في اطار البحث الذي قام به، ولكن بشكل غير رسمي، ودون اي وسيلة للتحقق من معلوماتهم.

وقال ستوكويل "بالتاكيد لم احظى بتعاون من جهات رسمية ولم يكن لدي اي وسيلة رسمية للوصول الى اي شيء". ويتوجه ستوكويل في عطلة نهاية الاسبوع الى بورتوريكو لاخراج فيلم حركة بعنوان "في الدم" (ان ذا بلود).

وقال "الشيء المذهل بالنسبة لي ... هو حجم الصراع الداخلي الذي كان في مجتمع الاستخبارات، في البيت الابيض وفي وزارة الدفاع وكل احتمالات ان تكون النتيجة سيئة".

ومعظم اجزاء فيلم "سيل تيم سيكس" تم تصويرها قبل صدور كتاب "نو ايزي داي" (يوم ليس سهلا) الذي كتبه احد افراق فرقة النخبة تحت اسم مستعار وقال ان بن لادن لم يكن مسلحا عندما تمت تصفيته.

وقال ستوكويل "نعرف النهاية (لعملية تصفية بن لادن) لكن حتى اليوم لست متاكدا بشان البداية ومنتصف" العملية.

واضاف "الحقيقة انه بعد 10 سنوات من الان، قد لا نعرف الرواية الكاملة (...) من يستطيع معرفة النص الحقيقي بكافة الحقائق".

من جهتها تقر روبرتسون التي تشارك حاليا في سلسلة "بوس" التلفزيونية الدرامية بانها مرتبكة بشان الضجة التي اثارها عرض "سيل تيم سيكس".

وقالت "توجه الي اسئلة كثيرة ذات طابع سياسي اميركي واشعر بالغرابة ان اجيب عليها" وتشرح "لاني كندية".