الحقيقة الدولية – عمان
حالة من التذمر والإحباط الشديدين كانت واضحة على وجوه الأردنيين خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، وهم يتحدثون عن عدم تعديل الحكومة للساعة بالتوقيت الشتوي.
سبب التذمر، بحسب صحيفة "الغد" يعود إلى أن الإبقاء على التوقيت الصيفي جعلهم يوقظون أطفالهم مع أذان الفجر استعدادا ليوم دراسي أو ربما عودتهم ليلا من أعمالهم، في ظل ما يواجهونه من ارتفاع في الأسعار، وهو ما يسبب لهم قلقا مضاعفا بسبب جيوبهم الخاوية.
وفي الرمق الأخير من ليلة أول أمس عدلت الحكومة من توقيت بدء الدوام المدرسي لفترتي الصباحي والمسائي، ما زاد الأمر تعقيدا وتحديدا بالنسبة للطلاب الفترة المسائية الذين سيصلون منازلهم مع أذان العشاء بعد أن اصبح دوامهم من الساعة الثانية عشرة والنصف ما بعد الظهر وقد يمتد حتى الساعة السادسة مساء.
وقال البنك المركزي إن دوام البنك ذاته والبنوك العاملة في المملكة ستبقى كالمعتاد.
وأضاف في بيان له أن دوام البنك المركزي والبنوك المرخصة سوف يبقى كالمعتاد بحيث يبدأ دوام البنك المركزي والبنوك الساعة الثامنة صباحا وتبدأ البنوك المرخصة باستقبال الجمهور الساعة الثامنة والنصف.
وفي حين يبدأ دوام طلاب الفترة الصباحية في الساعة الثامنة وحتى الساعة الثانية عشرة إلى ما بعد الظهر، يرى مواطنون أن "الحكومة وضعت حلا لمشكلة الطلبة بالفترة الصباحية لكن على حساب الطلبة والمعلمين بالفترة المسائية".
تأخير دوام المدارس سيؤدي إلى مزيد من الترهل الإداري في المدارس الحكومية، وربما يدفع إدارات المدارس إلى تكثيف الحصص اليومية او إلغاء بعضها لإنهاء يومهم الدراسي قبل حلول الظلام الذي سيزيد الأطفال رعبا في ظل عدم توفر وسائل نقل وتحديدا في المدارس النائية والأقل حظا، وفق مواطنين.
وفي قرية "المزير" القريبة من طبربور يخشى أحد أولياء الأمور على أطفاله الخروج من المدرسة في وقت حلول الظلام خلال فصل الشتاء بسبب انتشار الكلاب الضالة بكثرة.
يقول نقيب المعلمين مصطفى الرواشدة إن "قرار الحكومة بعدم تعديل التوقيت زاد من إرباك المعلمين والطلبة خاصة الفترة الصباحية الذين أصبحوا يخرجون الى مدارسهم فجرا بغية الوصول بالموعد المحدد لهم".
ويضيف أن "الحكومة أصدرت أول أمس قرارا بتأخير الدوام بالنسبة لطلاب الفترة الصباحية حتى الساعة الثامنة صباحا لتلافي الاحتجاج حول عملية الاستيقاظ فجرا والذهاب إلى المدارس قبل شروق الشمس، وتأخير الدوام بالنسبة لطلاب الفترة المسائية حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ما بعد الظهر"، لافتا إلى أن "هذا قرار غير مدروس أيضا وسيزيد من حجم الاحتجاج، لاسيما أن المعلمين والطلبة من الفترة المسائية سيضطرون للعودة من مدارسهم بعد حلول الظلام".
ويشير الرواشدة إلى أن "المعدل الدراسي اليومي في المدارس الحكومية يصل الى سبع حصص بمعدل 45 دقيقة لكل حصة، فضلا عن خمس دقائق بين الحصة والأخرى واستراحة تصل الى نصف ساعة؛ أي ان الطلبة والمعلمين سيمضون من 6-7 ساعات يوميا، ما يعني أن عودتهم ستكون ليلا من المدرسة".
ووفق الرواشدة، فإن ذلك يشكل عبئا تحديدا على الطلبة والمعلمات الذين سيصلون إلى منازلهم ما بعد الساعة السابعة مساء.
وطالب الرواشدة الحكومة بإعادة النظر بالتوقيت؛ لأنه سيكون على حساب العملية التربوية للطالب والمعلم، مرجحا أن تقوم النقابة بإجراءات تصعيدية احتجاجا على قرار الحكومة.
وذهب مواطنون بتحليلات عميقة أثناء لقاءاتهم في عطلة العيد حول التوقيت الشتوي، متهمين الحكومة بأنها "تسعى بهذا القرار الى زيادة أرباح المدارس الخاصة وإفلاس المواطنين بعد أن يضطر بعضهم إلى نقل أبنائه من المدارس الحكومية الى الخاصة لتلاشي الوقت الشتوي وظروفه المأساوية في ظل رفض الحكومة تعديل التوقيت مع عدم توفر وسائل نقل لطلابهم".
ويبرر وزير المالية سليمان حافظ الإبقاء على التوقيت الحالي بأنه جاء لإتاحة الدوام المرن لمؤسسات القطاع الخاص وللتخفيف من حدة أزمة السير.
رد مع اقتباس
المفضلات