الحقيقة الدولية – الرمثا – محمد فلاح الزعبي





تعتبر "العيدية" بشتى أشكالها العينية و المادية من أكثر العادات الحميدة توارثا في الرمثا خصوصا وبباقي مناطق ومحافظات المملكة عموما والأكثر محبة لدى النساء والأطفال والتي في أول ايام العيد ، إذ لا تكاد يد رجل تخلو من عيدية تكون في طريقها لوصل الأرحام.



وزيارات الرحم عند الرجال من أهم تقاليد أول أيام العيد والاهم هو ما يقدم لما للنساء أولا والآتي يطلق أهل الرمثا عليهن " العنايا " أي الأخوات والعمات والخالات بالإضافة إلى أطفالهم الذي يكونون أكثر فرحا بما يجمعوه من أقاربهم للاستمتاع بالعيد والصرف على شراء الأطعمة والحلويات وزيارة مدن الألعاب .



ويقول احمد أبو الهيجا وهو ان العيدية تعد السمة الأبرز في الفترة التي تسبق العيد بيوم واحد و تمتد حتى العيد، حيث تتميز العيدية بتقديم النقود أكثر من الهدايا للأقارب من النساء وأطفالهن فيما تكون في العادة عيدية الأبناء مختلطة من خلال شراء الملابس قبل أيام العيد وفي أول يوم تكون على شكل نقود للأطفال كي يشتروا فيها ما يشتهون ويستمتعوا بالألعاب دون أي رقابة تفرض عليهم أحيانا , بعد أن تسيطر لوازمه على حركة التسوق طوال هذه الفترة .



و اعتبر أبو الهيجا أن الأطفال هم الفئة التي غالبا ما تكون أكثر استفادة، من خلال سيطرتهم المطلقة على العيديات المادية بالإضافة إلى أنهم أكثر من يحب الحلوى، بينما تقتصر سيطرة النساء "العنايا" على العينية منها.



ويرى محمد احمد العزايزة أن المجتمع الرمثاوي ما زال من أكثر المجتمعات تعزيزا لهذه الظاهرة التي وصفها بالحميدة، مشيرا إلى أنها نوع من التكافل الاجتماعي بين الأسر والعائلات وأنها تزيد أواصر المحبة وتعيد للعلاقات القها وتجددها وخاصة في ضل الانشغالات الشديدة والظروف الصعبة التي تبعد الناس قليلا عن بعضها ، متمنيا لو أن مشاعر الناس الايجابية تجاه أرحامهم تمتد لغير الأعياد.



بينما يرى الدكتور خلدون الزعبي أن الإسلام يحث على صلة الرحم على الدوام ولا يحبذ حصره في أيام العيد ولا يحصره بالعيدية أو الهدية وإنما مجرد التزاور والتراحم هو اكبر عيدية ، معللا ذلك برفضه أن نضع القيم الإسلامية النبيلة أسيرة جدران "عيدية" قد لا يزيد ثمنها عن بضعة دنانير.



أما أم احمد فترى أن زيارة أشقاءها وأعمامها اكبر فرحة في العيد وأنها تنتظر قدومهم بفارغ الصبر وبكل الترحاب وأنها لا تنتظر منهم عيدية بل مجرد قدومهم هو اكبر فرحة لها ولكن العيدية تعتبر واجبة ونوع من التكافل الاجتماعي وليس فقد مجاملة فالكل يشارك فيها وهي أشبه بزكاة الفطر ,مضيفة أن أبناءها كذلك ينتظرون العيدية من أهاليهم وأخوالهم حين يقدمون لأنهم يعتبرون العيدية فرصة كي يعملوا بنقودهم الخاصة ما يشاؤون .



أما الحاجة أم سالم فقالت أنها لا زالت تجمع أبناءها جميعا صباح العيد في بيت العيلة كي يزوروا شقيقاتهم وعماتهم وخالاتهم بشكل جماعي ويقدموا لهن العيدية كما كان يقوم به والدهم قبل وفاته وان الزيارة في العادة لا تطول الى لعشرة دقائق او ربع ساعة على ابعد تقدير وذلك لضيق الوقت في العيد .



وقالت بان هذه أفضل عادة تحرص على الاستمرار عليها منذ عشرات السنين وخاصة الغداء يوم العيد في بيت العيلة والذي يكون في العادة المنسف وقضاء الوقت الكامل مع بعضهم ليذهب كل منهم في المساء إلى زيارة الأصدقاء او الانسباء .



ورغم مرور السنوات الطويلة فلا تزال "العيدية" تحتفظ بأصالتها ووجودها، ولا زال أبناء الرمثا خصوصا نساء ورجالا يحرصون على توزيع "العيديات" على الأطفال فيما يقوم الرجال بتوزيعها على أرحامهم من النساء ،في حالة تكرس التكافل الاجتماعي ومبدأ صلة الرحم مما يضفي الكثير من مشاعر الفرح على الجميع سواء من "مستقبلي العيدية" الذين يفرحون عند الحصول عليها، أو"مقدمي العيدية" الذين تسعدهم رؤية الفرحة على الآخرين عند وصول تلك الهدية المفرحة إليهم .